بالأمس ذكرت بعض الصحف السعودية أن رجال الأمن ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ألقوا القبض على أكثر من (100) ساحر خلال العام المنصرم، وهذا بالطبع خبر رائع ومفرح، ولكنه محزن في الوقت ذاته؛ لأنه يطرح تساؤلاً مريراً ألا وهو بما أننا - والحمد لله - شعب أكرمنا المولى بوجود أطهر بقعتين على أرضه المباركة، ألا وهما مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللتان تهفو إليهما كل أفئدة المسلمين في العالم، وإننا لربما الدولة الوحيدة التي تطبق شرع الله وتحكم بما جاء به الكتاب الكريم، وإننا لربما من أكثر الشعوب الإسلامية التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف، إن لم نقل إننا من خلال ما نشأنا عليه وتعلّمناه منذ نعومة أظفارنا وتربّينا عليه - إننا من أكثر الشعوب إيماناً - واتكالاً على الله في كل أعمالنا، وإن الغالبية العظمى منا تحفظ القرآن الكريم، وتحافظ على الصلوات الخمس في مواعيدها، وإن قراءة القرآن تطرد الشياطين والجن وتحفظ المرء من السحر، وإن علماء الإسلام قد أجمعوا على عدم جواز إتيان الكهنة، وذلك انطلاقاً من (من أتى كاهناً فسأله ولم يصدقه لم تُقبل صلاته أربعين يوماً ومن أتى كاهناً وسأله وصدقه فقد كفر)، ثم إننا نعيش عصر العقل والوعي والمنطق إذن لماذا (يفد) إلينا السحرة بهذه الكثرة؟ ولماذا يلقون منا هذا الإقبال والاستقبال؟ ولماذا نصدقهم؟ ولماذا يضحكون علينا؟ ولماذا نحن أكثر الشعوب الذين يراسلون قنوات السحر والشعوذة؟ ولماذا تبتزنا بكذبها وشعوذاتها؟ ولماذا تهدد من يفضح ألاعيبها القذرة مثلما هددت مدير قناة المجد العلمية الشيخ راشد الزهراني بممارسة السحر ضده بعد الحملة التي شنّها لإيقاف تلك القنوات السخيفة التي تبث من الأقمار العربية؟، وكشف هو وزميله في تلك الحملة المباركة الباسلة على الشعوذة الشيخ عادل المقبل ما تلقّياه من تهديد بعدما قاما ببث برامج توعوية للمشاهدين تدعو إلى توحيد الله والتحذير من تلك القنوات ونصحهما مديري الأقمار الاصطناعية، كعرب سات ونايل سات ونورسات، بإغلاق تلك القنوات بل قطع بثها وكف شرها عن المشاهدين المسلمين، ولم يأبه الشيخان الجليلان باستعانة أولئك المشعوذين ب(جنيهم) - دوح - ضد الشيخين (!!) إ ه.

* * *

يبقى القول أخيراً لماذا لا تعلن وزارة الداخلية عن إقامة أسبوع خاص بمكافحة السحر والشعوذة أسوة بأسبوع مكافحة المخدرات؛ لأن هؤلاء الدجالين أخطر من المخدرات على العقل، لا سيما العقل الضعيف (!!).