Al Jazirah NewsPaper Monday  30/07/2007 G Issue 12723
عزيزتـي الجزيرة
الأثنين 16 رجب 1428   العدد  12723
تبيان الالتباس فيما نسب إلى الشيخ إبراهيم البدر

اطلعنا على المقال المنشور بجريدة «الجزيرة» يوم السبت 15 جمادى الآخرة 1428 العدد 12693، تحت عنوان (أيهما الواهم.. الشيخ إبراهيم البدر أم العسكر؟ لكاتبه خالد بن عبدالرحمن بن عبدالكريم أبانمي، ونظرا لما ورد في هذا المقال من تجنٍ، و تقوّل وما فيه من مغالطات كثيرة في حق والدنا الشيخ إبراهيم بن محمد البدر - رحمه لله- امتداد لما كتبه عبدالله بن حمد بن محمد العسكر في مقال كتاب (التويم بين الماضي والحاضر) ترحيب واستدراك (الحلقة الأولى) المنشور في هذه الجريدة يوم الأحد 28 صفر 1428 العدد 12589، استنادا على بعض المعلومات أو التفسيرات غير الدقيقة التي وردت في كتاب (التويم بين الماضي والحاضر) من تأليف الأخوين سعود بن عبدالله الحزيمي ومحمد بن عبدالله المفيز والتي تم بحثها مع المؤلف محمد المفيز، ووعد مشكوراً بتلافيها في الطبعة الثانية ومنها الملاحظه موضع هذا الرد.

فإننا نود هنا أن نوضح للمرة الأولى والاخيرة جوانب ما تطرق لها الكاتبان في مقالاتيهما وكذلك ما ورد في كتاب في كتاب (التويم بين الماضي والحاضر) مما نسب للوالد الشيخ إبراهيم بن محمد بن بدر رحمه الله. لوضع الأمور في نصابها الطبيعي ولقطع الطريق أمام التكهنات والتفسيرات التي لحقت الكتاب و ما نشر بعده وكذلك إبراء لذمة الوالد -رحمه الله- من أي تفسيرات قد يحكمها ما يحكمها من سوء الفهم أو التأويل بغير ما صدر عنه.

النقطة الأولى

ما ذكره الكاتب خالد بن عبدالرحمن بن عبدالكريم أبانمي في مقاله نورده نصاً (ومع هذا فقد رأيت عدداً من الشواهد تؤيد ما ذكره الشيخ إبراهيم بن بدر من أن عشيرة البدور من ذرية هذا العالم الوهيبي) وهذا تقوّل و تجنٍ على الوالد حمه الله - لم نعرفه أو نسمع منه سواء في كتابته أو في مجالسه وأحاديثه للعامة والخاصة. وتأكيداً لما ذكره الكاتب عن الوالد رحمة الله عليه ما نصه: ( فالشيخ إبراهيم بن بدر عالم متعلم، وليس بعامي أو أمي تختلط عليه المعلومات، وهو من نفس عشيرة البدر التي خرجت من أشيقر، فهو أعلم بعشيرته وتاريخها، وقد كان رحمه الله ملما بأسر بلدة التويم القديمة، وقد كتب نبذة عن أسرها وهي من مراجع المؤلفين الكريمين، وقد تولى الإمامة والخطابة في جامع بلدة التويم، وكان كاتباً للعقود لأكثر من أربعين سنة، وهو من بيت علم إذ إن والده محمد بن إبراهيم بن بدر (ت 1356هـ) كان من قبله إماما وخطيبا لجامع بلدة التويم وكاتبا للعقود، انظر (التويم بين الماضي والحاضر ص 170 - 117) وهنا نؤكد أن التاريخ و المؤرخون والوالد رحمه الله يجمعون على أن نسب عائلة آل بدر يعود الى عنزه. من جهة أخرى، فإننا نستغرب أن يكون للكاتب من الاهتمام بالتشكيك بأنساب يعرفها القاصي و الداني وذكرها جميع المؤرخين عن عائلة البدر، و تشابه الأسماء بين الأولين و الآخرين لا يبرر بأي حال نسب العوائل الى غير أصلها و الأمثلة على ذلك كثيرة.

النقطة الثانية

وهو ما ذكره الكاتب عبدالله بن حمد بن محمد العسكر و نورده نصاً (أؤكد أن الوهم هنا وقع من الشيخ إبراهيم بن محمد بن بدر - رحمة الله - عندما أفادهما بما طلع عليه وهو صادق بما اطلع بينما اشتبه الأمر والتبس عليه الموضوع...)، وهنا استغرب من الأخ عبدالله وهو من اتصل بي يستفسر عن هذا الموضوع و تمت إجابته بحسب ما سأل، ولم يكلف الأخ عبدالله نفسه السؤال عن دقة هذا النقل مع علمه بأن الوالد -رحمة الله- عليه مرجعا مهما في تاريخ الأسرة ونسبها بالإضافة الى ما يمثله من مرجعية لأنساب منطقة سدير خاصة ونجد عامه. وهنا نؤكد أن الموضوع لم يلتبس على الوالد خلال حياته وحتى وفاته رحمه الله وفي النقطة الثالثة تبيان لذلك.

النقطة الثالثة

ولعل هذه النقطة هي ماتناوله الأخوان العسكر و أبانمي، في تعقيبهما على ما ورد في كتاب (التويم بين الماضي والحاضر) بأن الوالد إبراهيم بن محمد بن بدر -رحمه الله- قد اطلع على تعليق تملك لأحد أجداده من سكان اشيقر في القرن العاشر وما بني على تلك الجملة من تفسيرات، فإنه ونظراً لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لتاريخ بلد التويم من جهة وتاريخ أسرة آل بدر وتاريخ والدنا من جهة أخرى فأنني أورد نص ما ورد في كتاب (التويم بين الماضي والحاضر) ثم أوضح وجهة نظرنا تجاه ما ذكر في صفحة (34) من الكتاب وهو ما نصه:

روى لنا الشيخ إبراهيم بن محمد بن بدر إمام وخطيب جامع التويم الأسبق، أنه قد اطلع على تعليق تملك لأحد أجداده وهو بدر بن حمد بن بدر على كتاب (شرح بن عقيل على ألفية بن مالك)، يؤكد وجودهم في بلد أشيقر حتى أواخر القرن العاشر للهجرة، وأنه كان من أهالي أشيقر عام 993هـ. وآل بدر من الأسر الوائلية التي قدمت إلى التويم عند التأسيس، وربما بعده بقليل. كما يظهر من وثيقة وقفية أخرى في بلدة أشيقر في القرن العاشر، تملك الواقف لإحدى الدور في ذلك البلد، وهي التي كانت مملوكة لمحمد بن بدر. وهو بالتالي ما يؤكد وجود آل بدر في أشيقر في أواخر القرن التاسع، وقرب رحيلهم منها إلى التويم في السنوات الأولى من القرن العاشر.

وهنا نؤكد أن ما ورد من بخصوص كتاب (شرح بن عقيل على ألفية بن مالك) وبخصوص الوثيقة الوقفية هو ما تفضل به الوالد رحمه الله - أما ما نصه (وهو بالتالي ما يؤكد وجود آل بدر في أشيقر في أواخر القرن التاسع، وقرب رحيلهم منها إلى التويم في السنوات الأولى من القرن العاشر) فهو اجتهاد للمؤلف في تفسير ما ذكره الوالد و هو اجتهاد جانبه الصواب، وكلمة (وهو) الواردة في النص استخدمت للإشارة الى الوالد إبراهيم بن محمد بن بدر -رحمه الله - وهذه إشارة غير صحيحة لأن الوالد رحمه الله لم يقل بذلك، ولا يمكن أن يقول بذلك وهو ما عرف عنه التأكيد على تاريخ رحيل آل بدر الوائلي من اشيقر وهو ما يؤكده جميع المؤرخين المتقدمين منهم والمتأخرين، إما إذا كان المؤلفان يقصدان (وهو) كإشارة الى القصتين التي أوردهما نقل عن الوالد رحمه الله، فهذا اجتهاد في تفسيرهما لهما فيه الحق، و لمن شاء حق الاعتراض على ذلك التفسير.

من جهة أخرى، أؤكد للقارىء الكريم وللباحث المتخصص أن الأخ محمد بن عبدالله المفيز احد مؤلفي كتاب التويم بين الماضي والحاضر، قد قام مشكورا بالالتقاء بالوالد أكثر من مرة خلال شهور حياته الأخيرة خلال ملازمتي للوالد لتوثيق ما تمكن من جمعه من معلومات عن التويم وأهله، وقد قمت بنقل الكثير من الأسئلة التي كتبها الأخ مؤلف الكتاب الى الوالد - رحمه الله - وقمت شخصيا بكتابة ما استطعت أن أجد له إجابات لدى الوالد، ومنها ما ورد بخصوص ما ذكره الكاتب في كتابه حسب النص الذي أوردناه ولدي هنا ملاحظتان مهمتان :

- لم يذكر الوالد -رحمه الله- أن بدر بن حمد بن بدر من أجداده البتة كما جاء في الكتاب، بل انه ذكر أن الاسم يشابه أسماء أجدادنا وقد يكون مجرد تشابه أسماء. ولم يجزم رحمه الله سواء في مقابلة المؤلف أو في أحاديثه الأخرى أن بدر بن حمد بن بدر من أجداده.

- ونفس الحديث ينطبق على الوثيقة الوقفية التي أشار لها المؤلف، فإن الوالد ذكرها على سبيل الاستشهاد بكون هناك أملاك تحمل اسم البدر في أشيقر، ولم يذكر بتاتا أن تلك الأملاك تعود الى أجداده البدر من عنزة.

عبدالمحسن بن إبراهيم بن محمد البدر


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد