Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/08/2007 G Issue 12728
الريـاضيـة
السبت 21 رجب 1428   العدد  12728

صدى
أطفال العراق لكم الشكر
عبيد الضلع

هل يمكن أن يكون أطفال العراق وسيلة غير مباشرة للإساءة للوطن والمواطن السعودي، هل يمكن لبعض أشقائنا ممن يحملون كثيراً من جميل ومعروف السعودية ونحمل لهم كثيراً من المحبة والمودة أن يسيئوا لنا بدافع الحقد والحسد لا غير، فبعضهم تشفى بالسعوديين والمنتخب السعودي بعد فوز المنتخب العراقي في النهائي الآسيوي وحصوله على الكأس، وكان بعضهم يغلف حقده هذا بقوله: إنه فرح أن الكأس أصبحت عراقية لا سعودية من أجل أطفال العراق، ونسي الأخ النساء الثكالى هناك ومن تعرضن لاغتصاب وهتك عرض وكرامة، كما نسي الآخرون بالعراق ممن انتهكت آدميتهم وإنسانيتهم، كما لم يتمن للعراق والعراقيين الوئام والوحدة، ولم يدع إلى إيقاف طاحونة الموت التي تحصد كل يوم المئات منهم نسي كل هذا، فقط تمنى هزيمة المنتخب السعودي من أجل أطفال العراق.

من هؤلاء - وما أكثرهم - حارس مرمى خليجي مشهور كان أنصاره ينشدون له أنشودة (حمود طاير في السما) وفعلا الأخ طار بالعجة، فبعد اعتزاله الكرة أُصيب بشلل في أجزاء من جسمه وأصبح نطقه صعباً، ولأن أحداً لم يقف معه ولقلة ذات اليد سافر إلى الهند للعلاج، وما إن علم الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بحالته إلا وأمر بعلاجه على نفقة سموه الخاصة حتى شفي، هذا الحارس اتخذ من قناة (الحقد واليأس) منبراً لاحتفاليته بخسارة السعوديين للكأس الآسيوية، نموذج آخر من هؤلاء يتمثل بمهاجم خليجي اعتزل، كان هو والكاتب أحمد الشمراني ضيفين على برنامج رياضي تبثه إحدى الفضائيات القريبة منا، هذا المهاجم حاول جعل هذه الفضائية بوقاً لبث أمانيه من أجل أطفال العراق وإطلاق زغاريد الفرح بهزيمة السعوديين في النهائي، إلاّ أن أحمد الشمراني - مشكوراً من كل مواطن - كان جريئاً وقوياً في رده عليه وعلى المذيع الذي حاول تلمُّس العذر له فألقمهما حجراً من الصخر السعودي الصلد.. هذان نموذجان منفردان.. أما النموذج الجماعي الذي ينفرد بحالة نادرة من الحقد الدفين فهي قناة (الحقد واليأس).

الآن يحق لنا التساؤل أين هؤلاء عندما أُقيمت دورة الخليج الأخيرة في أبوظبي؟! ولماذا لم نسمع حينها شيئاً عن التعاطف مع أطفال العراق؟! فقد لعب المنتخب العراقي مع كل المنتخبات الخليجية، وعندما فاز المنتخب السعودي وقتها على المنتخب العراقي أقام مسؤولو المنتخب العراقي الدنيا في أبوظبي ولم يقعدوها واتهموا الإماراتيين والحكم الإماراتي الذي أدار المباراة بمحاباة السعوديين والانحياز لهم وإهدائهم نتيجة المباراة، وفي البطولة الآسيوية الأخيرة لم ينس العراقيون هزيمتهم من المنتخب السعودي في أبوظبي فحملوا ظنهم السيئ بالحكم الإماراتي وأبدوا لمسؤولي الاتحاد الآسيوي لكرة القدم احتجاجهم على إيراد اسمه ضمن الحكام المرشحين لقيادة النهائي وأعلنوا رفضهم القاطع له إن تمَّ تكليفه بقيادة المباراة النهائية.

مجمل القول إن حقيقة احتفالية هؤلاء لم تكن لفوز العراق بالكأس إنما لهزيمة السعودية، وإن الاحتفالية ستكون حتى وإن رفع الكأس أحد اليابانيين أو الكوريين، وشكراً لأطفال العراق على كشف بعضهم لنا.

برقية المحبة

لكل من حاول نطح الجبل السعودي بقرنيه واتخذ أطفال العراق وسيلة لذلك نقول لهم نحن أيضاً نتعاطف مع هؤلاء لكن لا نستخدمهم وسيلة للإساءة للآخرين، وتعاطفنا ومحبتنا ليست مقصورة عليهم وحدهم بل تشمل العراق كله أرضاً وشعباً، وما يحدث في العراق همّ يومي نقتاته، وألم تقرؤوا أو بالأصح ألم تُقرأ عليكم البرقية التي وجهها الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين لرئيس العراق، وفيها غير التهنئة الكثير من الود والمحبة التي يحملها السعوديون للعراقيين، وفيها أيضاً الكثير من الدروس التي يجب على ناطحي الصخر السعودي حفظها للاستفادة منها، فماذا ورد في برقية الملك الإنسان، فأقروا يا من تنضحون حسداً فتتاجرون حقداً بمأساة العراق وأطفاله فكل حرف في البرقية ينطق حباً للعراق وأهله ويعبر عن الأصالة السعودية وأخلاق الفرسان التي اختزلتها البرقية بأسطر قليلة، لكنها ذات معانٍ كثيرة ونص البرقية يقول: (يطيب لي بمناسبة فوز منتخب العراق الشقيق ببطولة كأس أمم آسيا الرابعة عشرة أن أقدم إلى فخامتكم وإلى الشعب العراقي الشقيق خالص التهنئة على هذا الإنجاز الذي جسده الأداء الرائع للمنتخب الذي مثَّل الشعب العراقي بكل فئاته وأطيافه، وأؤكد لفخامتكم أننا نعتز بهذا الفوز قدر اعتزازكم به ونعده بشيراً لما يمكن للشعب العراقي أن يحققه في ظل الوئام والتضامن والوحدة الوطنية).

يا ناطحي الصخر بقرونهم هل لاحظتم كيف بدأت البرقية بكلمة (يطيب لي) وهي بداية جميلة وتأشيرة محبة ثم التهنئة بالإنجاز والإشادة بأداء المنتخب والاعتزاز بما تحقق وأن ذلك يمكن أن يكون بشيراً لوحدة العراقيين، باختصار البرقية كانت (محبة وتهنئة وأماني والأهم أنها تضمنت دعوة لسياسيي العراق وطوائفه للوحدة والدفاع عن اسم بلدهم كما فعل اللاعبون).

ورطونا وهربوا

انهالت اتصالات كثير من السعوديين على فضائية دبي الرياضية كلها تحمل تحيات وإشادات وإعجاباً بالمعلق الإماراتي الرائع عامر عبد الله، وكان أبرزها اتصال سمو الأمير متعب بن عبد الله، أما أغرب الاتصالات فهو اتصال منصور الخضيري الذي اتضح من اتصاله أنه يتابع مباريات المنتخب السعودي بصوت هذا المعلق، ويمكن أن فضائية دبي تلقت أيضاً اتصالات من خالد الحسين وسليم المحمادي - سكرتير لجنة التعليق - ومكمن الغرابة في اتصال الخضيري بدبي الرياضية أنه من المسؤولين عن (حال) التعليق الرياضي السعودي، وقد تكون له اليد الطولى في ترشيح المعلق إبراهيم الجابر لمرافقة منتخبنا آسيوياً للتعليق على مباريات المنتخب عبر قناتنا الرياضية، حيث كان الجابر دون مستوى المهمة التي كُلف بها وهرب الكثيرون من الاستمتاع بمباريات منتخبنا عبر القناة الرياضية، أي أن المسؤولين عن تكليف الجابر بالتعليق ورطوا المواطنين ممن لا يملكون صحناً لاقطاً وهربوا هم من صراخ الجابر إلى الفضائيات.

أما بالنسبة لإبراهيم الجابر فأحترمه كإنسان وأحبه كمواطن، لكنه في التعليق الرياضي لا يصل إلى درجة مقبول بسبب الصراخ غير المبرر والانفعالات الشديدة (أؤكد جازماً أنه يعتقد أن صراخه هذا يعطي المشاهد انطباعاً عنه أنه وطني غيور) والمبالغة في الإشادات والتحامل على الحكم في احتسابه أخطاء على لاعبي المنتخب، إضافة إلى ثالثة الأثافي لديه وهي الهذيان كالحلم الذي شاهده عن (الجحة الحمراء) وظل شوطاً يردده، والجحة هي- عافانا وإياكم الله - فاكهة صيفية تُسمى في المملكة (حبحب)، وفي مصر بطيخاً، وفي الخليج رقياً، وفي إندونيسيا حيث كان المنتخب يلعب (سمنقا)، لا نملك إلاّ أن نقول سامح الله من ورطنا فقتل متعتنا بمشاهدة منتخبنا وهرب هو إلى الفضائيات الأخرى للاستمتاع بالمعلقين الصح.

غيض من فيض

* منتخبنا الشاب الحالي يحتاج إلى دماء إضافية.

* مستوى المنتخب الرائع حطم نظرية منتخب النجم الواحد.

* جماعية منتخب آسيا عام 1984م عادت في المنتخب الحالي.

* يجب ألا ترقى بنا عواطفنا إلى سطح المبالغات فنصف المنتخب بالحلم السعودي.

* كما يجب ألا نتجاوز عن أخطاء الحاضر بقولنا: إنه منتخب المستقبل.

* ظلم اللاعبون مواهبهم بأدائهم الباهت في النهائي.

* جس العراقيون نبض الحكم عندما بدؤوا (التكسير) في الدقيقة الأولى.

* ارتاح نشأت أكرم ورفاقه لعدم ردة فعل الحكم فأخذوا راحتهم بالألعاب الخشنة.

* قد يكون الحكم الأسترالي تعاطف أيضاً مع أطفال العراق على رأي مأفوني الخليج.

* كان الحكم الإماراتي الاسم الأبرز لقيادة النهائي، لكن ضغينة العراقيين تجاهه أوقفت ذلك.

* الكويتي كميل كان حكم نهائي آسيا (13) والعراقيون حرموا العرب من تحكيم نهائي (14) باعتراضهم على الحكم الإماراتي بسبب هزيمتهم من السعودية في دورة الخليج.

* الإماراتيون أسياد التعليق في الخليج (علي حميد، علي الكعبي، عامر عبد الله، فارس عوض، عدنان حمد).

* ما رأيكم لو أشرف أنجوس على المنتخب الأولمبي.

* قد تسبق العرجاء ويحصل على الكأس من لا يستحقها.

* وأخيراً

الحرف لسعيد فياض:

بلادي بلادي منار الهدى

ومهد البطولة عبر المدى


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد