الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
إن من نعم الله تعالى على محافظة الرس على وجه الخصوص ومنطقة القصيم وما حولها على وجه العموم إنشاء كلية المعلمين في محافظة الرس، هذا الصرح العلمي الشامخ قبل ثلاثين عاماً، والتي تولي قيادتها عدد من الإداريين المتميزين في جميع مراحله واستفاد منه العديد من أبناء هذه البلاد ونهلوا من معينها المتدفق على يد نخبة من أعضاء التدريس وتخرجوا منها جماعات ووجدانا يحدوهم الشوق إلى المشاركة في نهضة بلادنا الغالية، وذلك من خلال تربية وتعليم أبناء المستقبل، ولقد احتفلت (كلية المعلمين بمحافظة الرس) في هذا العام 1428هـ هجرية بمرور ثلاثين عاماً مضت على هذا الصرح الشامخ، تخرج منها أعداد كثيرة ممن خدموا هذا الوطن المعطاء وتعاقب على عمادتها عدد من العمداء وتولى زمام الأمور فيها العديد من الأوفياء، فلهم جزيل الشكر والتقدير جميعاً على ما قدموه من خدمة لهذه المؤسسة التعليمية المتطورة.
إن هذه الكلية منارة شامخة تصافح عينيك وأنت تطل عليها؛ إذ تعتبر كتاباً مفتوحاً ومثالاً حياً على ما تشهده بلادنا الغالية من تطور وتقدم، ولقد تمكنت هذه الكلية عبر مراحلها التطويرية أن تساهم مع اخواتها في سعودة التعليم الابتدائي من خلال ما يربو على (خمسة وسبعون) ألف معلم في مختلف التخصصات التي يحتاجها الميدان وتتطلبها المرحلة، وها نحن نحتفي بمرور ثلاثين عاماً من عمر هذه الكلية والتي شاركت في الكثير من الانجازات المتواصلة، والاحتفاء من خلال كلمة لوكيل الوزارة لكليات المعلمين الدكتور (محمد بن حسن الصائغ) وفي صيف عام 1397 هجرية كان موعداً لفجر جديد وإضافة تربوية فريدة وجديدة في منطقة القصيم؛ حيث أنشئت هذه الكلية تحت مسمى (الكلية المتوسطة لإعداد المعلمين) وكانت تمنح درجة الدبلوم لخريجيها. وفي عام 1409هـ بدأت الكلية تمنح خريجيها درجة البكالوريوس.. وتعد الكلية إحدى المؤسسات التربوية الجامعية في منطقة القصيم وهي الجهة الوحيدة المختصة في اعداد معلمي المرحلة الابتدائية في المنطقة. وهاهي تكمل الثلاثين عاماً في أداء رسالتها، وفي هذا العام احتفلت الكلية بهذه الفترة العمرية على انشائها في ظل الرعاية والمتابعة الكريمة التي تحظى بها من لدن حكومتنا الرشيدة، ويأتي هذا الاحتفاء لإبراز دور هذه المؤسسة التربوية وتوثيق مسيرتها المباركة طوال الثلاثة عقود الماضية وهي عقود حافلة بالعطاء والانجاز التعليمي والعلمي والتربوي كما تبرز اهتمام ولاة الأمر في دعم التعليم في مختلف مراحله وتخصصاته (وكلية المعلمين في محافظة الرس) وهي تحتفي بهذه المناسبة أصبحت ذات مكانة علمية متميزة تشرئب ويتطلع إليها المجتمع بجميع فئاته لما تقدمه من خدمات علمية وتربوية، ومع ذلك كله فالكلية تواصل جهودها وتتوسع في تطلعاتها لإحداث مزيد من التطور والإبداع وتقديم تعليم أفضل وخدمة مميزة للمجتمع ومدة (الثلاثون) عاماً تجعل الأمانة الملقاة على المسؤولين أعظم بهذه الكلية؛ لما اكتسبته من خبرات طوال السنوات الماضية والمحافظة على تلك المكتسبات وتنميتها.. ولقد شهدت هذه الكلية خلال هذه الحقبة الزمنية تطوراً كبيراً بالغاً في جميع الجوانب الادارية والعلمية؛ نظراً لزيادة الإقبال عليها بالإضافة إلى موقعها المتميز في منطقة القصيم؛ إذ تخدم عدداً من المدن حيث يفد إلى الكلية طلاب من بريدة وعنيزة والرس والبدائع والبكيرية والخبراء ورياضها والمذنب وبقية مدن وقرى القصيم، بل إن هناك بعض الطلاب يفدون إليها من مناطق خارج المنطقة، مثل الزلفي والدوادمي وعفيف وحفر الباطن وغيرها..
تلك هي مسيرة الكلية لهذه الفترة، والتي تخرج منها ما يقارب (خمسة آلاف معلم) والآلاف من حملة دورات خدمة المجتمع والمئات من خريجي الدبلومات ودورات مديري المدارس، هؤلاء هم مخرجات هذا الصرح العلمي خلال هذه الفترة، والذين يولي تعليمهم ورعايتهم المئات من أعضاء هيئة التدريس المؤهلين.
وحينما نتحدث بلغة الأرقام فإننا لا نجانب حقيقة واحدة وهي أن هذه المؤسسة الأكاديمية الاولى والوحيدة في محافظة الرس التي حملت على عاتقها رسالة تعليم وتثقيف وتأهيل مجتمع بأسره، وبلغة الارقام أيضاً فإن كلية المعلمين وهي واحدة ضمن منظومة 18 كلية كان لها قصب السبق في تبني المعلم وتأهيله لحمل رسالة خالدة تنعكس على النشء الذين يتلقون العلم فيها عبر مخرجات جاوزت (خمسة وسبعين ألف معلم) طوال هذه المدة كما ذكرنا سابقاً.. وحين نذكر ذلك لابد لنا من وقفة اشادة برجال كان لهم - بعد الله - الفضل الكبير في دعم كليات المعلمين وتطويرها لأداء مهامها وعلى رأسهم وزراء المعارف والتربية والتعليم خلال الثلاثين سنة الماضية الذين حملوا بأمانة همَّ هذه الكليات وسعوا في تطويرها والرفع من شأنها، عبر مسؤولي هذه الكليات الذين لم يألو جهداً في سبيل إيصال هموم منسوبيها إلى المسؤول الأكبر لحلها واتخاذ ما يلزم حيالها، وللتاريخ، فقد كان للدكتور (محمد بن حسن الصائغ) وكيل الوزارة لكليات المعلمين اليد الطولى فيما وصلت إليه كليات المعلمين من تطور وتنوع في الكم والكيف؛ فمنذ توليه قيادتها عمل جاهداً في سبيل تحويلها من مجرد مؤسسات تهتم بسد حاجة الوزارة للمعلم إلى بيوت خبرة لا تؤهل إلا من يستحق، ولا تخرج إلا من هو أهل للتخرج فتحول المؤشر بقيادته من الكم إلى الكيف، ثم سعى جاهداً للابتكار والتطوير عبر تخصصات جديدة تواكب احتياج مدارسنا ومناهجنا المتجددة وبما يواكب التطور الذي يشهده العالم.. وحين تحتفي (كلية المعلمين في الرس) بمرور ثلاثة عقود على تأسيسها فإنها تذكر بالعرفان جهود المسؤولين لمن تولى قيادتها منذ تأسيسها من عمداء ووكلاء ورؤساء أقسام وأعضاء هيئة تدريس، وفي هذا الوقت وبعد انضمامها إلى جامعة القصيم والذي سوف يجعلها بمشيئة الله تتطور أكثر وتحقق قفزات قوية.. والكلية في وقتها الحاضر وهي في قمة عطائها في إلقاء رسالتها التربوية والعملية، حيث يتولى عمادتها الدكتور (خليفة بن عبد الرحمن المسعود) والذي أكمل مسيرة من سبقوه حيث إنه مع هؤلاء هم المحرك الذي دفع الكلية إلى عجلة التطور وبدونهم لا يمكن بناء ولا يتيسر للعلم فضاء.. والكلية وهي تحتفي بهذه المناسبة بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسها لابد أن يرد الفضل لأهله كما توجه إدارة الكلية وباسم أهالي محافظة الرس صغيرهم وكبيرهم تحية تقدير وإجلال لرجل التربية الأول في منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير المنطقة الذي قدم دعمه لكل المجالات الحيوية بالمنطقة خاصة حقل التعليم، ومن هنا فقد حظيت الكلية عبر سنواتها الأخيرة بزيارات متعددة لسموه كانت بمثابة أوسمة ممنوحة لمنسوبي هذا الصرح وعبر تشجيعه وتوجيهه نهضت الكلية وحققت قفزة تاريخية لدرجة التميز بين نظيراتها، كما لا ننسى متابعة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم والتي تحت قيادة سموهما - حفظهما الله - لهذه المنطقة التي تسير فيها عجلة التنمية حسبما هو مخطط لها من قبل ولاة الأمر - أيدهم الله بنصره - ليشكل هذا التلاحم والتناغم في الاداء بداية من قمة الهرم إلى أصغر مسؤول أنموذجاً يحتذى للرفع من شأن الوطن ومؤسساته..
وفق الله الجميع لكل خير.. إنه يقول الحق ويهدي إلى السبيل..
man-7878@hotmail.com