Al Jazirah NewsPaper Monday  13/08/2007 G Issue 12737
الطبية
الأثنين 30 رجب 1428   العدد  12737
التهاب الأذن الوسطى أحد أهم أسبابه
د. المسلط: ضعف السمع عند الطفل يؤدي إلى صعوبة في التعلُّم وتأخره في الدراسة

يعتبر التهاب الأذن الوسطى ثاني أكبر مرض حاد يصيب الأطفال بعد الرشح العادي، وأكثر حالات التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال تحدث بعد الرشح العادي، حيث يشكو الطفل فجأة من ألم شديد في الأذن، والطفل الرضيع يصاب بارتفاع في درجة الحرارة وبكاء شديد وخاصة في الليل وصعوبة في الرضاعة وهياج وأحياناً يكون هناك سيلان لسائل أصفر أو سائل دموي من الأذن، وإذا لاحظ الأهل أيا من هذه الأعراض على الطفل بعد الرشح فيجب عليهم مراجعة طبيب الأطفال، ويمكن أن يحدث التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال بشكل طبيعي بمعدل مرة كل سنة، وأكثر حالات التهاب الأذن عند الأطفال تُشفى دون مشاكل، أما إذا تكرر الالتهاب ولم يُعالَج بشكل جيد فقد يسبب نقصاً في السمع ومشاكل أخرى عند الطفل. ولتجنب هذه العواقب التقينا بالدكتور فيصل المسلط استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي ليوضح لنا كيفية الإصابة بهذا الالتهاب وأسبابه وكيفية علاجه.

ضعف السمع والتهاب الأذن الوسطى

* د. فيصل.. لقد ذكرت في البداية أن التهاب الأذن الوسطى يحدث عادة بعد الرشح العادي، فما علاقة الالتهاب بالرشح؟

- تتكون الأذن عند الإنسان من ثلاثة أقسام: الأذن الخارجية والوسطى والداخلية، ويصل نفير اوستاش ما بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، وهو عبارة عن قناة ضيقة وقصيرة عند الأطفال، وما يحدث أثر الرشح أو التهاب البلعوم أو بسبب وجود الحساسية التنفسية عند الطفل وهو أن يصاب نفير اوستاش بالانسداد؛ ما يسبب تراكم السائل في الأذن الوسطى، وهذا السائل هو وسط مناسب لنمو الجراثيم وبالتالي يمكن أن يحدث التهاب الأذن الوسطى الحاد وكثيرا ما يستمر وجود السائل في الأذن بعد زوال الالتهاب الحاد، وهنا يتحول التهاب الأذن الوسطى الحاد إلى التهاب أذن وسطى مصلي، وهو حالة أكثر صعوبة في العلاج من التهاب الأذن الحاد، ويمكن أن يسبب وجود السائل في الأذن إلى نقص خفيف في السمع، وقد يكون نقص السمع الخفيف هو العلامة الوحيدة الدالة على وجود السائل في الأذن الوسطى، وأكثر حالات انصباب الأذن هذه تزول وحدها خلال ثلاثة أشهر دون علاج، أما إذا استمر وجود السائل لأكثر من ثلاثة أشهر فيجب أن يعالج.

عوامل وراثية وبيئية

* هل صحيح أن التهاب الأذن الوسطى يصاب به الصغار أكثر من الكبار؟ و لماذا؟

- نعم؛ لأن هناك عوامل عدة تؤهب لالتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال، وأهم هذه العوامل هي:

العمر: أكثر ما يحدث التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال الصغار في السنوات الثلاثة الأولى من العمر، وذلك بسبب كون نفير اوستاش عند الأطفال قصيراً ومستقيماً، وكلما كان التهاب الأذن عند الطفل للمرة الأولى بعمر أصغر كان احتمال تكرره أكبر.

الجنس: يصاب الذكور أكثر من الإناث بالتهاب الأذن الوسطى، والسبب غير معروف.

العامل الوراثي: يمكن أن يشاهد التهاب الأذن عند بعض العائلات أكثر من غيرها، فمثلاً إذا كان الأب قد أصيب في صغره بالتهاب متكرر فمن المتوقع أن يصاب الابن أيضاً.

الرشح والاستعداد للحساسية: أكثر حالات التهاب الأذن تحدث بعد الرشح ويلاحظ ذلك عند الأطفال في دور الحضانة، وكذلك فإن وجود الحساسية الأنفية تؤدي إلى احتقان المجاري التنفسية وتكرر التهاب الأذن.

التدخين: يكثر حدوث التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال عندما يكون أحد الوالدين أو كلاهما مدخناً.

الإرضاع بالزجاجة: من الثابت أن الأطفال الذين يرضعون الحليب بالزجاجات يصابون بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من الأطفال الذين يرضعون من ثدي الأم، خاصة إذا كان الطفل يعطى الزجاجة وهو مستلق على ظهره. وننصح الأم التي ترضع طفلها بالزجاجة بإبقاء رأس الطفل بمستوى أعلى من مستوى المعدة خلال تلقي الطفل للزجاجة؛ لأن هذه الوضعية تخفف من احتمال انسداد نفير اوستاش.

أعراض بسيطة تتطلب قوة الملاحظة

* وكيف يمكن للأم أن تعرف أن طفلها مصاب بالتهاب؟

- غالبا ما يكون الألم هو العرض الأول لالتهاب الأذن عند الأطفال الكبار، أما الأطفال الصغار فيعبرون عن الألم بالبكاء والهياج، ويزداد ألم الأذن عند الرضع أثناء الرضاعة بسبب تغير الضغط داخل الأذن؛ لذلك يمكن أن تخف شهية الطفل ويقل نومه للسبب نفسه، ويجب الانتباه إلى أن أسبابا كثيرة أخرى قد تسبب ألم الأذن مثل دمل مجرى السمع والتهاب البلعوم وأثناء ظهور الأسنان أو التهاب اللثة، وكثيرا من الأطفال يشدون آذانهم أثناء ظهور الأسنان، فليس شد الأذن علامة على التهاب الأذن دوما، كذلك تعتبر الحرارة من الأعراض المهمة في التهاب الأذن التي قد تكون عالية لدرجة واضحة. ومن الأعراض الأقل مشاهدة هو سيلان الأذن، حيث يلاحَظ سيلٌ لسائل أصفر أو مدمى من الأذن بعد فترة من الألم عند الطفل، وعادة بزوال الألم عند خروج السائل، والعرض الأخير المشاهد في التهاب الأذن هو نقص السمع، حيث يلاحظ الأهل أن الطفل لديه نقص في السمع خلال فترة التهاب الأذن وبعدها أيضا لأسابيع عدة، وسبب ذلك هو تجمع السوائل في الأذن الوسطى، ويعود السمع طبيعيا بعد زوال السائل. ويجب الانتباه إلى أمر مهم هو أن نقص السمع قد يكون العرض الوحيد الدال على التهاب الأذن عند الطفل، ومن الأمور التي يجب أن يتنبه الأهل لها هي أن الطفل بعد إصابته بالرشح أصبح يطلب ممن يتحدث إليه أن يكرر السؤال أو يكرر ما يطلب منه، فكلما تحدثت إلى الطفل يجاوبك بقوله "نعم ماذا قلت"، وهكذا.. وكذلك يلاحظ مدرس الطفل في المدرسة أن الطفل أصبح لا يستوعب الدروس كما يجب، وفي المنزل أصبح الطفل يطلب من الأهل رفع صوت التلفزيون أكثر مما يجب ولا يسمع الأصوات في أماكن الازدحام، ويجب عندها على الأهل مراجعة طبيب الأطفال؛ لأن نقص السمع عند الطفل يؤدي إلى صعوبة في التعلُّم وتأخره في الدراسة.

أهمية إطالة فترة تناول الدواء

* إذا أصيب الطفل بهذه الأعراض فماذا على الأم أن تفعل لطفلها؟

- من الضروري مراجعة طبيب الأطفال عند ملاحظة أي من أعراض التهاب الأذن عند الطفل، وغالباً ما يحتاج الأمر إلى تناول المضادات الحيوية، وعلى الأهل إعطاء الطفل الدواء فترة العلاج كلها؛ لأن إيقاف الدواء بشكل مبكر سيؤدي إلى نكس الحالة من جديد، ويشعر الطفل في بداية العلاج بحس ثقل أو انتفاخ في الأذن، وهذا أمر طبيعي، ويجب أن يلاحظ التحسن بشكل واضح بعد يومين من إعطاء الدواء، أما إذا لم يلاحَظ هذا التحسن فيجب مراجعة الطبيب عندها، وليس هناك ضرورة لعزل الطفل، ويمكن تخفيف الحرارة بإعطاء السيتامول، ولا تعط طفلك الأسبرين، ويفيد أيضا إعطاء علكة خالية من السكر؛ فهي تساعد على فتح نفير اوستاش، وأفضل دواء حتى الآن هو الأموكسيسيللين، ويجب أن يعطى لمدة عشرة أيام، وهناك أدوية حديثة أخرى تعطى لفترات أقصر من فئة الماكروليدات.

الإهمال يؤدي إلى عواقب وأعراض خطيرة

* ماذا يحدث إذا لم يعالج التهاب الأذن الوسطى؟

- مع أن عقابيل الحالات غير المعالجة هي قليلة الحدوث ولكنها خطيرة، بحيث توجب علاج كل حالات التهاب الأذن عند الأطفال، وأهم هذه العقابيل هي التهاب الأذن الداخلية أو ما يسمى بالتهاب الدهليز، وهي تؤدي إلى حدوث الدوار وعدم التوازن، كذلك من العقابيل التهاب الخشاء، وهو العظم الذي يقع خلف الأذن، وهي حالة خطيرة، ويجب أن تعالج في المشفى، أما أهم ما يمكن أن ينجم عن التهاب الأذن غير المعالج فهو التهاب السحايا عند الطفل، وأيضا يمكن أن يحدث تسمك في طبلة الأذن ونقص في السمع وشلل العصب الوجهي.

علاج الحالات المتكررة يجنب الطفل ضعف السمع

* هل يتكرر التهاب الأذن لدى الطفل؟

- يجب التذكر أولاً أنه من الطبيعي أن يُصاب الطفل الطبيعي بالتهاب الأذن الوسطى بمعدل مرتين كل فصل شتاء أو أكثر قليلاً، أما إذا كان التهاب الأذن يحدث أكثر من ذلك فيمكن لطبيب الأطفال أن يصف للطفل علاجاً وقائياً لفترة طويلة، ويختلف هذا العلاج حسب حالة كل طفل، ويجب التذكر أنه كلما تقدم الطفل بالعمر تراجع حدوث التهاب الأذن لديه، وقليلاً ما يشاهد التهاب الأذن عند الأطفال بعد عمر أربع سنوات، وكل التهاب أذن متكرر لا يعالج بشكل جيد يؤدي إلى حدوث نقص خفيف إلى متوسط في السمع، ويجب أن يجرى تخطيط السمع لكل طفل يحدث لديه التهاب الأذن الوسطى لأكثر من أربع مرات في السنة، ولكل طفل يستمر نقص السمع لديه لأكثر من ستة أسابيع، ولكل طفل يستمر وجود السائل في الأذن لأكثر من ثلاثة أشهر. وعادة أول من يلاحظ نقص السمع عند الطفل هم الوالدان كما أسلفنا، وكل نقص سمع يجب أن يعالج بجدية لأنه يؤثر على تعليم الطفل، ويمكن أن يجرى تخطيط السمع للطفل مهما كان عمره صغيراً.

أنابيب تهوية الأذن علاج بسيط وفعّال

* ما أنابيب تهوية الأذن؟

- توضع هذه الأنابيب بعمل جراحي بسيط للطفل بحيث تخترق طبلة الأذن، وهي توضع في حالات التهاب الأذن الوسطى المترافق مع وجود سائل في الأذن الوسطى واستمر وجود هذا السائل لأكثر من ثلاثة أشهر مع وجود نقص سمع عند الطفل، وهي أكثر عمل جراحي يجرى للأطفال على الإطلاق، وتخرج هذه الأنابيب وحدها من الأذن بعد حوالي ستة إلى ثمانية عشر شهرا، ويجب على الطفل أثناء وجود الأنابيب في أذنيه عدم إدخال الماء إلى الأذن. ويهدف وضع هذه الأنابيب إلى تسريع زوال السائل من الأذن، وتحسن سمع الطفل.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد