Al Jazirah NewsPaper Friday  17/08/2007 G Issue 12741
الاقتصادية
الجمعة 04 شعبان 1428   العدد  12741
الشكوك في الطلب على النفط قد تدفع أوبك للحذر.. والارتفاعات تثير قلق الدول المستهلكة

لندن - رويترز

قال محللون إن توقعات الطلب العالمي على النفط تتباين بشدة مما يزيد من الغموض الذي قد يدفع منظمة أوبك لإبقاء الإنتاج على حاله عندما تعقد اجتماعها التالي في 11 سبتمبر - أيلول.. وتتعرض أوبك لضغوط لضخ مزيد من النفط من أجل خفض الأسعار المرتفعة.

ومما يعقد مهمة أوبك أزمة قطاع الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة وما إذا كانت ستؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى التباين الكبير في تقديرات الطلب على النفط.. فوكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول الصناعة تتوقع أن تبلغ الزيادة في الطلب العالمي على النفط 2.2 مليون برميل يومياً أي 2.5 في المائة في العام الماضي بينما تتوقع أوبك نفسها أن تبلغ الزيادة 1.35 مليون برميل يومياً.

وقال أوليفييه جاكوب المحلل لدى بتروماتريكس في تسوج بسويسرا عن توقعات وكالة الطاقة (هذا يمثل نمواً كبيراً جداً في الطلب عندما تكون الأسعار قرب مستوياتها القياسية).. ويضيف: (أعتقد أن أوبك ستأخذ بأرقامها.. وفي الوقت الحالي سيبقون على موقف الحذر وترقب ما سيحدث في الشتاء).. وقبل عام واحد كان الفرق بين تقديرات وكالة الطاقة ومنظمة أوبك أقل بكثير.. ففي أغسطس آب عام 2006 كانت الوكالة تتوقع أن يبلغ نمو الطلب 1.6 مليون برميل يومياً في 2007 بينما توقعت أوبك في الشهر نفسه أن يبلغ النمو 1.3 مليون برميل يومياً.

والاختلاف كبير أيضاً بين تقديرات الطرفين للربع الأخير من العام الذي يصل فيه الطلب إلى ذروته والذي سيكون محور مشاورات أوبك في اجتماعها الشهر المقبل.

فوكالة الطاقة ترى أن الطلب سيرتفع إلى 88.1 مليون برميل يومياً بينما تتوقع أوبك أن يبلغ 87.08 مليون برميل فقط في اليوم.. ومنذ شهور تطالب وكالة الطاقة الدولية أوبك بزيادة إنتاج النفط، لكن أوبك تجاهلت هذه المطالب وقالت إن إمدادات النفط الخام والمخزونات كافية.

وصدر يوم الثلاثاء آخر تقرير شهر لأوبك عن سوق النفط قبل اجتماع وزراء الدول الأعضاء الشهر المقبل وكانت سمته الرئيسة الحذر.. فقد حذر من تزايد المخاطر التي قد تدفع الطلب للتراجع رغم أنه رفع حجم الطلب المتوقع.. وتقدير الطلب العالمي على النفط عملية صعبة.. فكثيراً ما تتأخر البيانات شهوراً أو تصدر غير مكتملة كما أن التوقعات قد تختلف عن الواقع.. وفوجئ العديد من المتنبئين عام 2004 عندما ارتفع الطلب إلى أعلى مستوياته منذ عشرات السنين بفضل النمو الاقتصادي القوي في الصين التي أصبحت الآن ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ويقول محللون إن تباين الآراء بشأن نمو الطلب في 2008 بين أوبك ووكالة الطاقة يعكس في جانب منه مواقف كل منهما كحراس لمصالح المنتجين والمستهلكين.. وقال آدم سيمنسكي من دويتشه بنك: (ليس هذا التقدير أو ذاك سخيفاً بالكامل.. فكل منهما يحاول أن يكون متحفظاً انطلاقاً من وجهة نظره).. وأضاف: (إحساسي هو أن وكالة الطاقة تقول إن هذا هو ما قد نجده وأن أوبك تنظر إلى ما حدث فعلاً في 2005 و2006 وأوائل 2007 وتقول إن هذا هو ما يحدث في الواقع).. ويثير ارتفاع أسعار النفط هذا العام قلق الدول المستهلكة.. فقد بلغ الخام الأمريكي الخفيف مستوى قياسياً عند 78.77 دولار للبرميل في أول أغسطس.

وفي العام الماضي قررت أوبك خفض الإنتاج 1.7 مليون برميل يومياً أي بنحو ستة في المائة وما زال أغلب أعضائها يكبحون الإنتاج وفقاً لتقديرات المنظمة.

ويقول المحللون إن من العوامل التي تزيد الشكوك في الطلب الحرص على تجنب هبوط الأسعار كما أن انخفاض قيمة الدولار الأمريكي الذي خفض القوة الشرائية لمبيعات النفط قد يدفع أوبك لمزيد من الحرص.

وقال بول توسيتي مدير تحليلات الأسواق بشركة بي.أف.سي أنرجي في واشنطن: (إذا كنت عضواً في أوبك فإن أهم القضايا بالنسبة لي ستكون السعر وانخفاض الدولار الأمريكي وتزايد النفقات في بلادي).. وأضاف: (لذا فأنا أميل للتحفظ وعدم زيادة الإنتاج).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد