في لندن.. كان اللقاء عن طريق الصدفة.. وكما يقولون.. هي خير من ألف ميعاد! كنت وجهاً لوجه مع مدرب المنتخب الكويتي السابق ونادي القادسية الكابتن محمد إبراهيم .. بالكاد تعرّف عليّ، حيث إن آخر مرة التقيته أثناء وجوده بالرياض فترة الاحتلال العراقي للكويت.
وكما كنت أعرف أبا نواف من قبل فإنه لم يتغير .. بشاشة في الوجه .. وحلاوة في اللسان .. دار حديث ماتع وشائق امتد لأكثر من ساعتين.. استعاد فيها محمد إبراهيم ذكريات وصور مشاعر الأخوة والوفاء التي سجلتها المملكة حكومة وشعباً تجاه إخوانهم من الكويت وثمّن خاصة الموقف المشرِّف والريادي للأمير الراحل فيصل بن فهد الذي كانت له وقفة بطولية رائعة بحق الرياضة الكويتية.. فكان موقفه الرافض للاحتلال.. ورعايته للرياضة والرياضيين في الكويت، حيث استضافهم في الرياض وقدم كافة التسهيلات وسخر جميع الإمكانات تحت تصرفهم.. وقاد بنفسه حملة تضامن واسعة من أجل مشاركة الكويت في دورة ألعاب آسيا بالصين بعد الغزو بشهرين مع العمل على استبعاد تواجد الرياضة العراقية في المحافل الدولية.. ومحمد إبراهيم حينما يتذكر الأمير فيصل بن فهد فإنه لا يتردد في الإفصاح عن الإعجاب المفرط بشخصيته مؤكداً أنه أطلق على مولوده الأول اسم نواف تيمناً بالابن الأكبر للفقيد فيصل بن فهد..
لقد سألني كثيراً عن مجموعة من شباب الرياض الذين يفتخر بمعرفتهم ويقدر كرم ضيافتهم طوال الأيام التي عاشها في المملكة إبان فترة الاحتلال.. ويذكر على سبيل المثال كلاً من خالد البابطين، سليمان الخليوي، أحمد العبدلي، جارالله الجحلان، وحميد الحميد.. ويتمنى قبولهم دعوة استضافتهم في الكويت.
وبعيداً عن وصف تلك المشاعر الأخوية فإن محمد إبراهيم الذي تربطه علاقة جيدة بمدرب منتخبنا أنجوس البرازيلي.. قد امتدح الأسلوب الفني الذي اختاره في مباريات كأس آسيا ومجموعة اللاعبين التي شاركته بعيداً عن الأسماء الرنانة. وقال إن الكأس بالنسبة للمنتخب قد تحقق بتجاوز محطة اليابان الأكثر صعوبة لأن تخطي تلك المباراة يضعه في المواجهة الحاسمة بدلاً من اللعب على مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع .. لم يتمكن محمد إبراهيم من مواصلة حديثه دون المرور - وبمنتهى الإسهاب - على الدور الذي لعبه قائد المنتخب ياسر القحطاني وبمشاركة زميله في الخطورة مالك معاذ .. فالاثنان - حسب تعبيره - ثنائي (من فئة خمس نجوم) وأي دفاع مقابل يحسب لهما ألف حساب.. حيث إن أي كرة تصل لأحدهما ستكون نهايتها هدفاً في المرمى أو ركلة جزاء.. وإن شئت ضربة ركنية على أقل تقدير!!
في الختام .. أكد محمد إبراهيم سعادته البالغة بالمشاركة الرائعة لمنتخبنا السعودي ممتدحاً نجومية لاعبيه خاصة وأن غالبيتهم من الوجوه الشابة الجديدة التي تعتبر غير معروفة!! على المستوى الخليجي ويتمنى له التوفيق في مشاركاته القادمة .. وسامحونا!!
الهلال .. هذا هو السؤال!!
أين ما تتواجد .. في أي بقعة من بقاع المعمورة..
وحيث تلتقي السائح السعودي فإن السؤال التلقائي الذي لا بد من طرحه على شخص مثلي يعلم السائل مهنتي الكتابية في الصحافة الرياضية.. هو ماذا يحدث للفريق الهلالي خلال فترة الاستعداد.. ولماذا كانت نتائجه في البطولة الودية بتونس متردية جداً.. وكيف لو كانت هناك فرق غير سعودية؟
لماذا يتأخر الهلال دائماً في الظهور بمستوى أفضل من كافة الجوانب.. وعند اقتراب الخطر.. يحاول اختصار مسافة الاستعداد (وإن كانت تلك طريقة ناجحة ذات مرة .. فإن ذلك لا يعني استمراريتها).. وما كل مرة تسلم الجرة.
أكثرية الذين التقيتهم من محبي الهلال أبدوا عدم ارتياحهم مؤكدين قلقهم الشديد على مستقبل هلالهم..
وكل من قلت له: (الهلال ما ينخاف عليه) أجابني بأن هذا شعار لا يقدم ولا يؤخر والعبرة ستنكشف في الأيام القادمة!!
وسامحونا!!
تدوير اللاعبين
كما العلب الفارغة والورق التي يتم تدويرها والاستفادة منها لاحقاً.. يحدث هذا بين الأندية خاصة مع توقف.. أو (شح) الإنتاج الذاتي.
ففي الفترة .. الأخيرة ومنذ سنوات.. سلكت الأندية.. الكبيرة منها مبدأ اعتماد (استيراد) اللاعبين من أندية صغيرة لأنها لم تعد قادرة على رعاية فرقها السنية الناشئة والشابة.. فبعد أن صرفت النظر في توجيه الدعم والاهتمام بها لتخريج عناصر مؤهلة للدفاع عن ألوان فريقها الأول، وجدت خيارها الوحيد مع فترة الاستعداد للموسم الجديد متمثلاً في تطبيق التدوير.
فكم لاعب تم انتقاله من نادٍ إلى آخر كلياً أو بنظام الإعارة كان من قبل قد مثّل عدة فرق سابقة.. ولا زالت الفرصة متاحة له في طرق أبواب.. أندية أخرى إذا ما استمرت عملية عدم الالتفات للفرق السنية التي تشكل عادة البذرة والنواة للفريق الأساسي..
أعتقد .. والرأي للجميع أن (تدوير) اللاعبين لن يساهم.. في إضافة ميزة فنية تعمل على رفع مستوى التنافس.. بالقدر الذي يقلل من إتاحة الفرصة أمام الوجوه الشابة التي قد تفضل الابتعاد وعدم السير في طريق غير آمن.. فاللاعب القادم من فريق آخر بنظام التدوير تقدم له كافة التسهيلات ويحظى بقدر وافر من الامتيازات المادية والمعنوية والتي لا يحصل هو على جزء يسير منها .. لذا نجد حالياً شيوع ظاهرة ندرة المواهب البارزة التي كانت الأندية ذات يوم مضى تقدمها وبأعداد كبيرة.. إنني أرفع شعار.. لا.. لتدوير اللاعبين.. فمن مؤيد ومن معارض؟
.. وسامحونا