Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/08/2007 G Issue 12749
الريـاضيـة
السبت 12 شعبان 1428   العدد  12749
في حوار أجرته معه «الجزيرة» سفير بلاد السامبا إيسنارد بينها برازيل:
السرية التامة والمندوب المباشر للمفاوضات ومخاطبة الاتحاد البرازيلي هي أنجح طريقة لإتمام الانتقالات

حوار - عبدالعزيز العبيد

استقبلني السفير البرازيلي إيسنارد بينها برازيل ولم أكن أتوقع التجاوب والترحيب اللذين قوبلت بهما، وجل ما كنت أرجوه هو الحصول على موعد لإجراء حديث سريع وبسيط نظراً للمشاغل والمسؤوليات التي تملأ برنامج سعادته، ولكنه منحني أكبر بكثير مما توقعت فدام اللقاء حوالي الأربع وسبعين دقيقة، وجدته من خلالها دائم الابتسامة والترحيب بكافة جوانب الطرح والحديث الذي غلب عليه الجانب الودي.. ولا يسعني هنا إلا أن أشكر سعادته على هذا اللقاء الممتع لي على المستوى الشخصي رغم وجود العديد من الأسئلة التي كنت أود طرحها ولم يسعفني الوقت للوصول إليها حيث اضطر إلى المغادرة لوجود موعد سابق في مفكرته كما أشكر الوسيط السعودي محمد العايد الذي كان معنا في هذا الحوار ورتب له وإن كان بشكل مفاجئ.

* سعادة السفير.. في البداية أهنئكم بالفوز ببطولة كوبا أمريكا؟

- فوزنا بالبطولة هو أمر تعودنا عليه ولكنه أيضا لم يأت من فراغ، فنحن نحترم جميع منافسينا ونعرف نقاط قوتنا والأهم نقاط الضعف وتعرف بأن لاعبينا منتشرين في جميع أنحاء العالم ويجب جمعهم قبل هذه البطولات بوقت كاف لاختيار أسلوب اللعب الأمثل وليعتادوا على بعضهم أيضاً.

* عرفت بأن السفير السابق لك لم يكن يحب كرة القدم وتفاجأت بهذا الأمر؟

- (رد ضاحكاً) أنا أحب كرة القدم وليس لي دخل بغيري -يكمل ضحكته-.

* أنتم بلد منتج للاعبين يا سعادة السفير، كيف يتقبل الناس هذا الأمر وانتقال نجومهم فور بروز موهبتهم ومهارتهم إلى الخارج؟

- لابد أن نتقبل وضع العالم المادي اليوم، فإذا لم تكن تملك القدرة المالية على إبقاء اللاعب في فريقك فيجب أن تتقبل ذهابه إلى فريق آخر، وأنا أشبهه بما يحدث في البورصة تماما بالصورة التجارية طبعا، - ويستطرد- أنتم تعلمون بأن اللاعبين لا يبدأون حياتهم الرياضية أغنياء فلديهم مشكلة في وضعهم المادي، ولا يستطيع النادي أن يقف في وجههم خصوصا أن بعضهم فقير إلى أبعد درجة وهو يتحصل على المادة نظير انتقاله لذلك إما أن يدفع له النادي أو يتركه يغادر، وعموماً الشعب البرازيلي شعب يحب أن يكون سعيدا وأن يرى الشعوب الأخرى سعيدة أيضاً وهذا أمر نتميز به.

* تراجعت على ما يبدو أسهم المدربين البرازيليين في المملكة فلا يوجد سوى مدرب واحد في الدوري الممتاز؟

- نعم هو أمر يحدث ففي يوم تقدم مسرحية رائعة واليوم الآخر لا توفق في مسرحية أخرى.

* في المقابل نجح البرازيلي كمدرب في المنتخب السعودي الأول ووصل لنهائي آسيا؟

- كنت سعيدا جدا بهذا الأمر فنحن شعب نحب الكرة وعندما يتحسن فريق غيرنا أو يقدم نتائج ممتازة بمدرب أو لاعب برازيلي نكون أسعد.

* العلاقة وثيقة بين كرتنا والكرة البرازيلية ونحن نمثل قيمة اقتصادية وإن كانت ضئيلة تجاريا مع المنتج الكروي لديكم؟ ما هو دوركم كسفارة بهذا الخصوص؟

- نحن كسفارة من الممكن أن نتعاون مع الأندية ولكن لا يمكن أن ندخل في المفاوضات بين الأندية واللاعبين والمدربين.

* وما هي الخدمات التي تستطيع أن تقدمها السفارة البرازيلية للأندية السعودية؟

- تستطيع الأندية السعودية أن تأتي إلينا إذا رغبت في التعاقد مع لاعبين صغار وكبار وستسأل السفارة وسنوفر بعض المعلومات بهذا الشأن والأفضل أن تسأل الأندية الاتحاد البرازيلي مباشرة عن اسم الشخص المفاوض مثلا وهل هو الوسيط المباشر أو وكيل أعمال اللاعب أم لا.

* المشاكل كثيرة في هذا الجانب؟

- نعم فالكل يحاول أن يكسب ويدخل نفسه في هذه الصفقات.

* ماذا عن السفارة فالمدخول المالي من الصفقات جيد اقتصاديا، ألا يوجد لها دور في هذا الجانب؟

- المشكلة إذا لم تكن العملية منظمة وتتم بشكل سري ويتم التكتم على الصفقة يبدأ العديد في الدخول والتقاطع في المصالح على صفقة واحدة فقط وذلك لعدم الوصول المباشر إلى أطراف التعاقد، وأكثر ما يفسد الصفقات هو الدخول عن طريق عدة أسماء كوسطاء وغيرهم لينتشر الخبر بعد ذلك ولتزيد القيمة بعدها، والأحسن أن يتم التعامل مع شخص واحد فقط وإذا شك النادي بالأمر عليهم بمخاطبة اتحاد اللعبة للاستفسار عن الوسيط وبمنتهى السرية، بالنسبة لنا صعب أن ندخل في هذه الأمور فليس لنا الحق في العمل على موضوع التعاقدات وخلافها ومن الممكن حتى أن يساء الظن بنا كسفارة إذا أبدينا وجهة نظرنا فيما يخص الصفقات ولذلك نحن نبتعد عن مثل هذه الأمور.

* وطريقة التعاقد المثالية كما تراها؟

- أن يذهب مندوب من هنا عن النادي، ويشاهد اللاعب ويراقبه ويقدم عرضاً جدياً للنادي ويتم التعاقد معه بدون ضجيج أو مداخلات على الصفقة، وأنا أنصح بأن يكون المندوب فنياً ليتابع المباريات ويختار على ضوئها، وليس مهماً الذهاب إلى الأندية الكبيرة أو الضخمة فهناك مجال كبير في الأندية الصغيرة التي يكون لديها لاعبون على مستوى جيد لم يجدوا الفرصة في أندية أفضل.

* عدم انتظام استلام الرواتب للمحترف مدربا كان أو لاعبا مشكلة قائمة، هل حاولتم الوصول لاتفاق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم بهذا الخصوص؟

- نحاول الاتصال بالنادي مباشرة ومع الشخص المسؤول لمعرفة ماذا يحصل بالضبط، فلقد كنت قنصلا في مدينة فانكوفر وكان هناك آلاف البرازيليين يعملون في المدينة وكل يوم هناك مشاكل جديدة، والقنصل يتعلم من مثل هذه الأمور ماذا يحصل في الواقع قبل الذهاب لحل الموضوع، فليس من الموضوعية أن تبحث عن الحلول للمشاكل قبل أن تعرف المشكلة جيداً.

ودعني أصف أكبر المشاكل وهي أن المستوى التعليمي لأغلب اللاعبين بسيط جدا فهو يلعب الكرة منذ سن مبكرة ويحضر وهو يعتقد أنه مخدوع في عقده أو أنه يخدع في العقد لعدم إجادته للقراءة وأتمنى من الأندية هنا والتي تواجه مشاكل مع لاعبيها ألا تطوي المشكلة بل تحاول أن تصل لحل بالاتصال بنا والوصول إلى نقطة التقاء مع اللاعب حتى لا تكبر المشكلة فأنا كبرازيلي من السهولة أن أصل لطريقة تفكير اللاعب أو المدرب لأنني من نفس البيئة وهي أيضا أفضل من وجود المترجم.

* اللاعب ليما وهو محترف سبق ولعب لأحد الأندية سبق واشتكى بأنه لم يستطع حل مشكلته وأنه اضطر للمكوث مدة تصل أو تفوق الشهرين هل وصلتكم هذه المشكلة؟

- تكلم معنا ليما بخصوص المشكلة وحاولنا تقريب الأمور والموضوع لم يكن عن طريقي وإنما سعى أحد الأفراد لحل القضية.

* كروزيرو أرسل مندوبا لأحد الأندية لأن هناك مشاكل مالية بخصوص اللاعب فاقنر؟

- سمعت بهذا الأمر لكنه لم يمر علي قد يكون الأمر بين الناديين ولكن ليما اتصل بنا لحل مشكلته، ومثل هذه المشكلة في اعتقادي تتلخص في أن اللاعب البرازيلي لا يفهم تماما ماذا يريد النادي والعكس أيضا قد لا تفهم الأندية رغبة اللاعب فالعملية تتلخص في عدم الفهم، فبعض المترجمين يقوم بالترجمة حرفيا ولا ينقل الإحساس، وهنا اقترح بأن يتم انتداب مفكرين من البرازيل لهم الخبرة الرياضية مع أعضاء سعوديين ويكونون متخصصين في حل المشاكل في هذا الجانب.

* هل استحدث الاتحاد السعودي لجنة لمثل هذه الأمور؟

- ليس شرطا أن يكون الجميع برازيليا من الخبراء الذين أعنيهم، ولكن من جنسيات مختلفة والهدف الرئيس هو معرفة كيف يفكر اللاعب جيدا والمهم أن يكون أيضا الخبير السعودي في اللجنة لديه الخبرة في البرازيل -ضرب مثل بمترجم الحوار مع العايد- وتدرس المشكلة جيدا وتحل بحضور الجميع.

* هل تمتلك قائمة سوداء للأندية السعودية؟

- لا، وسأكون غير عادل لو تحدثت في هذا الجانب فمشاغلي كثيرة ولست متابعا للكرة السعودية.

* بحكم الاختلاف في العادات والتقاليد هل تواجهون مشاكل يعاني منها اللاعبون في هذا الجانب؟

- لم تحضر مشاكل في هذا الجانب والمواطن البرازيلي ذكي ويستطيع العيش في أي بلد وفقا لنظامها المتبع.

* هل تقومون بتوعية اللاعبين والمدربين بالعادات والتقاليد السعودية عند حضورهم؟

- نعم هذا ما نفعله لجميع البرازيليين الذين يحضرون للسفارة لتسجيل أسمائهم في السفارة البرازيلية، وأنا ادعو الجميع ممن يوظف حاملي الجنسية البرازيلية لتسجيل أسمائهم في السفارة البرازيلية.

البطاقة الشخصية

الاسم: إيسنارد بينها برازيل

تاريخ الميلاد: 29-3-1946م

الحالة الاجتماعية: متزوج من آنا ماريا وله ثلاثة أولاد

يحمل سعادة السفير البرازيلي العديد من الشهادات في القانون وإدارة التسويق والعلاقات الخارجية كما عمل في مواقع مختلفة في سفارات البرازيل في الهند وماليزيا والجزائر والمملكة والمكسيك وأسبانيا وكندا.

كما شارك في العديد من الوفود البرازيلية في المؤتمرات العالمية المختلفة.

البطاقة الرياضية

النادي المفضل: فلامنجو

اللاعب المفضل: بيليه (تاريخياً)، زيكو، كاكا (المكتمل)، رونالدينهو (الساحر)، بالترتيب.

أفضل كأس عالم حصلت عليها البرازيل: منتخب 1970م الأفضل كرويا عبر التاريخ وهو عبارة عن فرقة أوركسترا بإمكان كل فرد منهم أن يكون قائد أوركسترا منفصلا لوحده وأعرف أن ريفالينو من ضمن هذه الأسماء وأنه لعب لنادي الهلال.

فلسفة كرة القدم بالنسبة له: الكرة عبارة عن فن وفنانين والبرازيليون يحبون أن يتذوقوا هذه المتعة بالمشاهدة أو الممارسة وهي لعبة ليس لها حدود فهي كلوحات بيكاسو ولذلك يختلف البرازيليون عن بقية العالم.

موقف لا ينسى: عندما كنت سفيرا في الجزائر وفي متابعة لنهائي كأس العالم أمام ألمانيا (2002م)، وضعنا في السفارة تلفزيونا كبيرا لمتابعة اللقاء برفقة بعض السفراء الذين تابعوا المباراة معنا وشدَّنا في ذلك الوقت بعض الضوضاء في الخارج لنتجه إلى أسوار السفارة ومعرفة ما يجري لأتفاجأ ببحر من الناس يلبسون قميص البرازيل وهم يهدرون (فزنا.. فزنا)، استعبرت من هذا المشهد وأثر بي كثيرا ولا أستطيع أن أصف شعوري لحظتها.

العادات السعودية محببة لي

أحببت العادات السعودية كثيرا والعرب عموما فقلوبهم كبيرة وتستطيع أن تأخذ وتعطي معهم ببساطة في التعامل وهي تغلفهم بشكل جميل، والعربي من الممكن أن تنظر لعينيه مباشرة وتعرف أنه يقول الحقيقة وهذا أكثر ما أحبه فيكم.

أيضا أحب الأكل لديكم الكبسة والخروف كاملا عندما يوضع للتقديم مندي أو مشوي وكل شيء عربي أحبه بصراحة وآكل من جميع الأطباق التي تقدم.

وأكثر ما أفضله هو المزج بين اللبن والتمر ونحن تأثرنا بالعادات العربية أيضاً التي نقلت إلينا عبر الأسبان والبرتغاليين فثلاثة آلاف كلمة عربية تستعمل في لغتنا مثل القميص والقطيفة والفيات (الخياط) والرسيف (الرصيف) والرز والسكر والعديد أيضا من الكلمات الأخرى وأبرزها أن العالم كله ينطق التمر (داتس) إلا البرتغاليين فهم ينطقونها (تمر).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد