Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/09/2007 G Issue 12759
الرأي
الثلاثاء 22 شعبان 1428   العدد  12759
رحم الله الشيخ إبراهيم السويلم
منصور إبراهيم الدخيل-مكتب التربية العربي لدول الخليج

قبل سماع خبر وفاته أحدث نفسي بأنه منذ فترة لم يطل علينا الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز السويلم حيث تعودت منه بين فترةٍ وأخرى زيارته لي في مكتب التربية العربي لدول الخليج طيلة العشرين سنة الماضية كل ذلك في سبيل البحث عن أوائل الإصدارات العربية التي يزمع جمعها تحت مسمى (موسوعة أوائل الإصدارات الإعلامية والثقافية العربية) وأصبحت الكلمة التي يبدأ معي حديثه بها هل وصل إليكم جديد من أوائل الإصدارات العربية واستمر في زيارته لي بين وقتٍ وآخر يجمع ما يتوفر من مادة علمية تخدم الموسوعة التي أشرت إليها والتي تحقق تنفيذها بفضل الله ثم ولعه وحبه لخدمة التوثيق حيث دخلت الموسوعة المرحلة الرابعة التي تشمل دولة البحرين، وقد سبق ذلك المرحلة الأولى التي تخص إصدارات المملكة والمرحلة الثانية التي تخص سلطنة عمان، والمرحلة الثالثة التي تخص دولة قطر، وأخبرني في آخر زيارة له أنه عاكف الآن على جمع مادة الجزء الخاص باليمن وقريباً سيرى النور بإذن الله في ظل هذه الأجواء تفاجأت بخبر وفاته من خلال النعي التكريمي الذي خصصته جريدة الجزيرة له، وكان الخبر مؤلماً ومحزناً لأن علاقتي به ارتبطت برسالة سامية وهو خدمة التوثيق والمعلومات وهي من أجل الأعمال وأنفعها حيث كان اهتمامه يجبرني على احترامه والوقوف معه في جمع المادة العلمية وكان لا يتيح الفرصة لي في ذلك لأن همه الأول هو توفرها، فلهذا يقوم بالتصوير بنفسه وكتابة البيانات التوثيقية عليها وأذكر في أحد الأيام زارني وقلت له يا شيخ إبراهيم يوجد عندي ظرف طارئ خارج المكتب ولكن زميلي سوف يكون ملازماً لك في جمع ما يخدم موسوعتكم قال لي شكراً يا أخ منصور وقد لا احتاجه كثيراً وفعلاً لازمه زميلي بعض الوقت وعندما هم بالتصوير طلب منه زميلي التصوير عنه قال له اذهب وامضِ في أداء عملك طالما توفرت المادة العلمية فأنا سعيد لأن المهم توفرها وعندما عدت إلى المكتبة أخبرني زميلي بذلك، وقال هل التواضع عند هذا الشيخ يصل إلى هذه الدرجة فقلت له هل تعلم بأنه من جيل الشيخ حمد الجاسر وعمل معه في مؤسسة اليمامة الصحفية في بداية تأسيسها، وكان يقوم بالأعمال تطوعاً وأنه معجب ومتأثر بهذه الشخصية، والدليل على ذلك تجده في أسلوبه الرفيع عندما يتحدث إليك فتجد لغته العربية فصيحة وأحياناً يستشهد ببعض الأبيات والحكم العربية واسترسلت في حديثي مع زميلي عنه وقلت له إن هذا الرجل ينسيك أنه موظف قيادي انظر إلى سيرته الذاتية فسوف تجدها في أحد أعداد موسوعته، وبالفعل كان أحد أعدادها فوق مكتبي واطلع عليها، وقال حقيقة ان هذا الرجل لا يعير لها شيئاً ولم تؤثر فيه بل زادته خلقاً وتواضعاً رحمك الله يا أبا عبدالعزيز وأسكنك فسيح جناته ووفق الله أبناءك لاستكمال الموسوعة التي عملت عليها طويلاً وأخذت من وقتك ومالك الشيء الكثير والتي تعتبر عملاً غير مسبوق على مستوى الوطن العربي وأنا على ثقة بأن أبناءه الذين يُحسن الظن بهم دائماً وكان يحدثني ويتباهى بهم فيقول كلهم بفضل الله من طلبة العلم ويقدمون أعمالاً جليلة لخدمة دينهم ووطنهم، واليوم قد مات والدكم ولكن عمله لم ينقطع فأنتم -إن شاء الله- من الأبناء الصالحين الداعين له بالخير كذلك العلم وهو ما عمل من أجله، فالموسوعة تنتظركم اكملوها فهي أمنية وحلم والدكم -رحمه الله- وقبل أن اختتم هذه المقالة لابد من الإشارة إلى سيرته الذاتية الحافلة التي تبرز ما قدمه لوطنه حيث إنه ولد عام 1357هـ بمحافظة ثادق قاعدة المحمل شمال غرب الرياض بنحو 145كم.

- من قبيلة الدواسر (البدارين)

- توفي والده وعمره سنتان تقريباً.

- الحق بدار الأيتام وعمره لا يتجاوز عشر سنوات.

- بعد تخرجه من المرحلة الابتدائية تعين على ملاك أحد فروع المديرية العامة لدور الأيتام على وظيفة مدرس على أن يعمل بالجهاز بالرياض الذي تحول اسمه إلى الرئاسة العامة للدور الاجتماعية بعد ضمه إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

- اختير ليكون مديراً لدار التربية الاجتماعية للبنين بمنطقة الجوف.

- عاد لجهاز الوزارة وبعد مدة كلف بإدارة التربية الاجتماعية للبنين بالرياض ثم عاد لجهاز الوزارة.

أمضى بسلك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية خمسة عشر عاماً، إلى أن وقع عليه اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء) ليعمل بصفة مؤقتة بمكتب سموه الكريم حيث أمر بإثباته رسمياً على ملاك مكتب سموه بالوزارة على أن يبقى بعمله بمكتب اللجنة الخاصة، واستمر به لمدة خمسة وعشرين عاماً إلى أن أُحيل إلى التقاعد عام 1417هـ لبلوغه (60) عاماً.

- عادة متفرغاً لعشقه القديم في متابعة الصحافة والكتابة فيها بين حين وآخر.

- بدأ منذ أعوام تنفيذ فكرة موسوعة أوائل الإصدارات الإعلامية والثقافية والعربية جمعاً وتوثيقاً التي ستكون في عدة أجزاء ستصدر تباعاً -إن شاء الله-.

سائلاً المولى جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم زوجته وأولاده وأسرة آل سويلم كافة الصبر والسلوان (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) وصلى الله وسلم على نبينا محمد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد