Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/09/2007 G Issue 12759
أصداء
الثلاثاء 22 شعبان 1428   العدد  12759

صدى
صفاقة الوجوه!
عبدالرحمن بن محمد العقيل

عمر الصبّان (أبو فيصل) شاعر سعودي كتب بعض الشعر الغنائي ونجح في أغانٍ، مثل: (صبري عليك طال)، و(يا غايب عن عيوني) وغنّتهما رجاء بالمليح وتكاملت فيهما عناصر النجاح كلمة ولحناً وأداء، كما غنّى له نبيل شعيل (يا ناس أحبه تاج راسي).. إلخ، وشعر الصبّان الغنائي خفيف على الروح، ولكن ثقافة الصبّان ضحلة بلا شك وبخاصة في الأمثال الشعبية التي باتت تقوم عليها بعض القصائد والأغاني الشعبية، ولعل أهم مثل يجب أن يتعلمه الصبّان في مدرسة الأمثال الشعبية قولهم: (وَجْهَهْ مْغَسُولٍ بَمَرَقْ)، ويضرب مثلاً لصاحب الوجه الصفيق الذي لا يستحي لأنه ملطخ بالعيوب فلا يهمه أن يُستر عيبه، وقالوا في المثل الفصيح: (كأن وجهه مغسول بمرقة الذيب)!

لقد استعاض هذا الصبّان - قبّح وجهه - عن جلد وجهه الآدمي بجلد من الفولاذ حين صرّح لإحدى المجلات بهذه الأقوال: ((نعم، لديّ الجرأة الكافية لأقرّ وأعترف بأنني بعت العديد من القصائد الغنائية الخاصة بي لمن يدّعون الشعر، وهم أسماء كبيرة ولامعة وما زالوا على الساحة الفنية والشعرية، وقد حققوا النجاحات الكبيرة من خلال قصائدي التي تغنى بها كبار الفنانين.. ولكن لن أذكر أحداً من هذه الأسماء احتراماً للعهود والاتفاق الذي بيننا، وأيضاً لأنهم زبائني!!!

.... والأسعار متفاوتة بعض الشيء من قصيدة إلى أخرى، وقد بعت أغلى قصيدة بمئتي ألف ريال، وبعت أيضاً بأدنى سعر وهو خمسون ألف ريال سعودي للقصيدة الواحدة. حقيقة هي مجرد عملية بيزنس، وأنا أحب التجارة!!

ولن أتوقف عن بيع الشعر، فإذا عُرض عليّ العرض المناسب سوف أبيع ولن أتردد في ذلك أبداً?! وأعتقد أن هذه نصوصي وهي حرية شخصية ولا أحد يستطيع محاسبتي))!!

لقد عيب الشاعر المدّاح الذي يمتهن نفسه وكرامته بشعر الهدف منه بعض الدراهم أو الريالات، والنصوص على ذم المدّاحين كثيرة، ولا يحضرني شيء من هجاء مثل صاحب هذا الوجه الصفيق الذي يبيع شعره ويعلنها صراحة، لا أدري إن اجتمع شيء في ذمهم في كتاب أو فصل من كتاب.. ولكني أدري يقيناً أن الشاعر والكاتب في أي مجال مهما بلغ من نجاح هو لا شيء إن فقَد كرامته، ولا خير فيمن يبيع قلمه ويستبدله بقناع من الفولاذ يظن أنه يستر وجهه القبيح!

لا أدري ماذا تملك وزارة الثقافة والإعلام السعودية والرقابة على المصنّفات الفنية مع هذه الديدان التي تشوّه ساحتنا الفنية والشعرية؟ وهل تحميهم صفاقة الوجوه؟ ألن نرى عقوبات الملاحقة والتحقيق وسجن البائع والمشتري إذا توافرت الأدلة الدامغة الكافية؟

(صدى) ضاحك من الشاعر (سهيل اليماني):

وين المهبّل، هل الشيكات والنقدي

اللي يبون القصايد كاش، واعطيهم

أعطيهم الشعر والدمعات والخدّي

أضحك عليهم، واضحّكهم، وابكّيهم

عندي قصايد، وانا والله من جِدّي

أكفل قصيدي واعلّمهم واقرّيهم

أبيع مفرد وجملة واكتم السدي

وكل المجاريح يا عالَم نداويهم

وترى البضاعة إذا يبغون تنردّي

وحنا الزباين ندلّعهم ونشريهم

للتواصل: فاكس 4962216

ageel1392@islamway.net

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد