Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/09/2007 G Issue 12770
الريـاضيـة
السبت 03 رمضان 1428   العدد  12770
كبد الحقيقة
قلب (آل الشيخ) ينبض حباً..!
خالد الدوس

ثمة رجال.. يملكون في حقيبتهم الحياتية سمات وصفات أحادية.. تميزهم عن الآخرين بأخلاقهم وأدبهم وتواضعهم، فمثل هذه النماذج الجميلة تكون أشبه بواحة يستظل بها الناس، ولعل حارس الشباب الدولي السابق (عبدالله آل الشيخ) من أولئك الذين ينتمون لهذه الفصائل النادرة التي جبلت على هذا السلوك الرفيع.. عرفته قبل عامين تقريبا فكشف لي عن شخصية بسيطة ومتواضعة جداً تأسرك بدماثة الخلق وجميل الطبع ولا غرو فهو من عائلة اشتهرت بهذه الجوانب الجميلة فأضحت تلك تشكل جزءاً من شخصيته.. الرائعة.

* ما دفعني لتناول هذه السيرة الجميلة هي الظروف الصحية التي يمر بها (الشبابي الجميل)، فقد بدأت فصولها معه منذ أكثر من عشرة أعوام ونيف ولازمته بصورة مستمرة حيث كانت البداية في الجيوب الأنفية قبل أن تمتد إلى أذنيه وقلبه، تلك الحواس المرهفة كان يستنشق منها كل شيء جميل ويسمع الكلام الأروع وقلب يحتضن الجميع.. فسافر عنوة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعدما احتد الأمر وذلك لإجراء عملية عاجلة في (القلب).. ومكث قرابة الشهر وهو أسير للسرير الأبيض يعاني مرارة الغربة وفراق الوطن قبل أن يعاني مرضه.. لأنه يعشق وطنه ويعشق ترابه.. يعشق هذا الكيان العظيم الذي ولد على أرضه الطاهرة (جده) مجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-.. وقد تحمل آهاته ومعاناته في مرضه لأنه جبل على خلق الصبر.. هكذا المؤمنون عندما يبتلون فهم حامدون.. صابرون.. محتسبون.. في كل الأحوال.

* عبد الله آل الشيخ.. إنسان تفوق في جوانب متعددة من حياته.. ففي الجانب الرياضي وتحديداً عندما لعب في صفوف نادي الشباب في مطلع حقبة التسعينيات الهجرية من القرن الفارط ومثله ستة أعوام كان نموذجاً تحتذي به في سلوكه الرياضي العالي واحترامه للجميع.. فطوال مشاركته سواء مع ناديه أو مع المنتخبات الوطنية التي مثلها.. لم ينل أي بطاقة ملونة ولم تصدر منه إساءة لأحد.. مدركا في هذا الجانب أن النجومية الحقة تكمن في السلوك الرياضي الأخلاقي، وإزاء ذلك بقي هذا الحارس العملاق صديقا لجميع الرياضيين.

يقول نجم الهلال الدولي السابق (ناجي عبدالمطلوب) أتذكر جيداً كنا بعد الانتهاء من التمارين نجتمع في منزل (عبدالله آل الشيخ) وكنا مجموعة من اللاعبين (هلاليين - نصراويين - شبابيين - رياضيين).. كانت تربطنا كلاعبين علاقة مودة ومحبة ترسخت في منزله الذي كان مرتعا لالتقاء الرياضيين بمختلف الألوان والشعارات والأطياف..!

هكذا كان الإنسان (عبدالله آل الشيخ) كريما باشا وهاشا وهو يستقبل رياضيين من أندية مختلفة في بيته العامر بالكرم والضيافة.. وهو بذلك كان يجسد رسالة جميلة.. عنوانها الألفة والترابط والود التي كانت تجمع لاعبي الأمس الرياضي وشكلت سمة بارزة للجيل الماضي بعكس جيل اليوم..!!

* أما على الصعيد الاجتماعي والإنساني.. كان ولا زال سباقا في هذا المضمار بتواصله مع الجميع خصوصاً من كان في أحلك ظروفه الصحية كان يقوم بالواجب ويبادر بالسؤال والاطمئنان على زملائه اللاعبين وغيرهم.. ويقف مع من احتاجه في أحلك المواقف والظروف.. فمن الأشياء الجميلة التي تؤكد معدن هذا الرجل وشهامته عندما تلقى خبر وفاة زميله المدافع الشبابي (نادر الحسن) وكان أي -عبدالله آل الشيخ- عائداً للتو من الخارج في رحلة علاجية، وبعد وصوله من الخارج متوجهاً إلى جدة.. تحامل على نفسه وحرص على القيام بالواجب رغم ظروفه الصحية فاضطر للسفر للرياض لأداء الصلاة على الفقيد والعودة مباشرة لجدة.. هكذا عرفت المثالي جداً والشبابي الجميل بأخلاقه وتعامله الرفيع (أبو فراس).. فما دفعني لتناول سيرة هذا النموذج الرائع.. هو ما يمر به أخي الذي لم تلده أمي (عبدالله آل الشيخ) من ظروف صحية صبر وتحمل وتغرب بحثا عن علاج أزمته.. فنسأل المولى عز وجل أن يمن عليه بالصحة والعافية وأن تكون إطلالة هذا الشهر المبارك.. ثوب خير عليه وعلى الجميع.. والله المستعان.

(أحمد مسعود) يفقد اتحاديته!

* حينما نتناول سيرة الرواد والرموز الرياضية التي خدمت بالتحديد (نادي الاتحاد) المخضرم والتصق حبها بعميد الأندية منذ أكثر من نصف قرن من الزمن وممن اشتهروا بحسن التعامل والمثالية، لا بد أن يقفز اسم المؤدب جداً (أحمد مسعود) في الذاكرة الرياضية، فهذا الرمز المثالي خدم هذا الكيان العملاق بتاريخه المديد قبل ما ينيف على نصف قرن من الزمن وتحديداً في حقبة السبعينيات الهجرية من القرن الفارط.. أي قبل ولادة الإدارة الاتحادية الحالية..!! وكان من ضمن الرعيل الأول الذين وضعوا لبنات الإنجازات الذهبية لعميد الأندية.. وعقب اعتزاله الكرة اتجه للمضمار الشرفي وأضحى يدعم هذه المسيرة ماديا ومعنوياً وذلك انطلاقا من العشق الكبير الذي كان ولازال يدور في فلك وجدانه وجوانحه.. وجاء ترشيحه لسدة الرئاسة قبل سنوات مضت تجسيداً لقدراته الإدارية وكفاءته العالية (فكراً وتعاملاً) فنجح في قيادة (الاتي) لمنصات التتويج والذهب، وكان الرئيس الاتحادي الوحيد الذي رفع الكأس (لاعباً ورئيساً) حيث لم يسبقه أحد في هذا المضمار التاريخي (شرفياً).. ولكن مع الأسف بدلا من أن تحتفي وتفتخر الإدارة الحالية بهذه الرموز العملاقة بتاريخها المشرف ومنهم بالطبع (أحمد مسعود) أرادوا أن يكرموه على طريقتهم الخاصة عندما منعوه من دلوف الجمعية العمومية التي كان مقرراً انعقادها بالنادي -قبل تأجيلها- في صورة غير حضارية سقط فيها عمود السلوك الرياضي المنشود داخل البيت الأصفر والأسود، وكشف القناع الحقيقي بأن ثمة من يحارب رجالات العميد الغيورين والمخلصين ليخلو له الجو في ممارسة السلبية، فعندما يسيء إلى رمز من رموز النادي الأوفياء مثل الخلوق (أحمد مسعود) ومحاولة تهميشه وعدم احترام تاريخه المشرف.. فإنما يسيء لتاريخ الاتحاد المخضرم الذي حفظ حقوق أبنائه المخلصين وكل من خدم هذه المسيرة العريقة... ورغم ما تعرض له هذا الرجل النزيه من إساءة فاضحة وواضحة فقد ضرب أروع الأمثلة في الخلق والأدب المتجسد في شخصيته البارزة عندما أشار في لقاء نشر معه عبر الزميلة عكاظ، حيث قال: (إنه لم يحضر الجمعية حتى لا يضع من يخشى حضوره في موقف صعب ويقصد حارس الأمن الذي ربما يحرج نفسه ويحرجه عندما يجده أمامه فيطالبه بإبراز بطاقة الاشتراك فقد تحدث زوبعة ويسبب له حرجاً)..!! هكذا كان رد النبيل (أحمد مسعود) تجاه الرياح الغبراء التي تثيرها الإدارة الحالية.. والتي لم تربط أي علاقة حب وود بينها وبين أعضاء الشرف.. أو الأندية الأخرى..!!

* الأكاديمية الرياضية بالنادي الأهلي التي تسير بمنهجية علمية وأساليب عصرية جسدت فن التخطيط العلمي السليم من الأهلاويين بقيادة ربانهم (الأمير خالد بن عبدالله).

* اختيار الرياضي المخضرم (محمد رمضان) ممثلا للإعلام الرياضي السعودي في الحفل الذي سيتم فيه تكريم رموز الإعلام الرياضي العربي بعد أيام قلائل بالرياض.. هو تكريم مستحق (لأبي محمود) وإنصاف لتاريخه الرياضي المشرف.. الذي بلغ نصف قرن من الزمن..!

* حادثة هروب النجم الدولي (خالد عزيز) من معسكر المنتخب.. كشفت عن مدى أهمية وجود الأخصائي النفساني.. وليس الطبيب النفسي!!

* الناقد الرياضي (صالح علي الحمادي) دفع ثمن جرأته وصراحته.. بتلك الإساءات التي طالته من بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي..!!

* كل ما يحتاجه فريق الرياض -أو مدرسة الوسطى كما يحلو لمحبيه تسميته- حتى يعود لمكانه الطبيعي بدوري الكبار.. وقفة جادة وتكاتفاً من أبنائه الغيورين على سمعته.

* انضمام الكاتب المخضرم (محمد صالح الدويش) لقائمة كتاب الجزيرة يشكل إضافة جديدة لهذه المطبوعة الرائدة وذلك لمهنيته العالية وخبرته الصحفية التي تجاوزت العقدين والنصف من الزمن.

kaldose@gowrr.gov.sa



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد