تعقيباً على مقالات بعض الكتاب ورسامي الكاريكاتير الذين علَّقوا على ما قاله معالي وزير التجارة عندما قال: لماذا لا يقوم المواطن الذي يتذمر من غلاء بعض المواد الغذائية، خصوصاً (الأرز) لأنه الوجبة الرئيسة عند كثير من الناس في هذه البلاد، باللجوء إلى البدائل؟! مما أثار الكثير من الكتاب ورسامي الكاريكاتير، ويا عجباً لهم؛ فالناس كل الناس تقوم بهذا الفعل؛ أي اللجوء إلى البدائل، وأولهم هؤلاء المنتقدون لهذا التوجيه من معاليه، ولأضرب لكم مثالاً واحداً فقط على ذلك، ألا وهو عندما يذهب أحدهم إلى المكتبة لشراء قلم فإنه حتماً سيقوم باستعراض الأقلام التي أمامه (متعددة الأنواع والأشكال) لاختيار ما يناسبه منها شكلاً وسعراً، ولكنه يحتار فيما يختار لكثرتها، وعندما يستقر رأيه على اختيار أحدها ثم يسأل البائع عن قيمته فيخبره البائع بأن هذا النوع من الأقلام مرتفع الثمن فإنه مباشرةً سيترك هذا القلم الغالي ويتجه إلى آخر أقل ثمناً منه. يحدث هذا مع جميع البضائع ولجميع الناس، وكما قال المثل: (دواء الغالي تركه). وهذا ما طلبه معالي الوزير من المواطن؛ فهو لم يطلب المستحيل، فلماذا إذن نصرّ على شراء (الأرز) الغالي وفي السوق ما هو أرخص منه وقريب من جودته إن لم يفُقْه جودةً (ينطبق ذلك على جميع البضائع)؟! إن الذي يجب أن يغضب من كلام معالي الوزير هم التجار؛ لأنه طلب من المواطنين ترك بضائعهم مرتفعة الثمن في مستودعاتهم؛ مما سيؤدي حتماً إلى أحد أمرين؛ إما أن تتلف هذه البضاعة في المستودعات وإما أن تبور وبالتالي تنخفض أسعارها؛ مما يضطر التاجر إلى بيعها بأبخس الأثمان، وهذا هو المطلوب.