Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/09/2007 G Issue 12778
اليوم الوطني
الأحد 11 رمضان 1428   العدد  12778
طريق القصيم - المدينة المنورة - رابغ
مشروع حيوي له أبعاد اقتصادية وسياحية وزراعية

المدينة المنورة مروان عمر قصاص

يُعتبر طريق القصيم - المدينة المنورة - ينبع - رابغ السريع الذي يبلغ طوله 826 كيلو متراً ويتكلف حوالي 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، شرياناً جديداً يخدم أهالي المدينة المنورة والقصيم، حيث يمر الطريق بعدد من المدن كما أنه يأخذ أهالي القصيم والمدينة المنورة في طريق ميسر إلى مدينة ينبع التي أصبحت منتجعاً جميلاً ومناسباً لقضاء الإجازات وأيام الأعياد في أجواء مناسبة.

ويتكوّن مشروع طريق القصيم - رابغ السريع من ثلاث مراحل; تصل الأولى منها بين كلٍّ من القصيم والمدينة المنورة بطريق سريع مزدوج مكون من ثلاثة مسارات لكل اتجاه مع جزيرة وسطية عرضها 20 متراً، باستثناء الجزء الذي يربط بين البكيرية والقرين، حيث يتكون من طرق خدمة من الجانبين وجزيرة وسطية عرضها 8 أمتار، ويبدأ مسار الطريق من نهاية الجزء المنفذ لطريق الرياض القصيم السريع عند الهلالية، ويستمر مقاطعاً مع طريق البكيرية - رياض الخبراء ليتقاطع مع الطريق القديم بالقرب من قرية القرين، ويستمر ماراً بقرى ثادج، الإفيهد، دوبج، قصيرة، آبار البدائع، آبار الرفائع ، المرية، الحار السفلى، العضافية، ثم يتقاطع الطريق الدائري الثالث للمدينة المنورة ليستمر مع مسار شارع الملك عبد العزيز حتى ينتهي الطريق الدائري الثاني للمدينة المنورة، ويبلغ طول هذا الطريق 440 كيلو متراً، مختصراً بذلك المسافة الحالية بحوالي 55 كيلو متراً. وقد تم افتتاحه برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

أما الوصلة الثانية فتصل المدينة المنورة بينبع، وهي عبارة عن طريق ذي اتجاهين تفصل بينهما جزيرة وسطية عرضها ما بين 8 أمتار في المناطق الحضرية و 16 متراً في المناطق المفتوحة، ولكل اتجاه من الطريق ثلاثة مسارات وأكتاف خارجية مسفلتة من الجانبين بعرض ثلاثة أمتار، وأكتاف داخلية مسفلتة بعرض مترين، وتكون الجزيرة مسفلتة بالكامل في حالة تزويد الجزيرة الوسطية بحواجز خرسانية في مناطق القطع. ويبدأ مسار الطريق من تقاطعه على الطريق الدائري الثالث قرب المدينة المنورة عند منطقة مفتوحة ومنبسطة ترتفع 600 متر عن سطح البحر، ليتجه غرباً في موازاة الطريق القائم بين المدينة المنورة والمفرق على بعد 7 كيلو مترات من الناحية الشمالية منه، ويستمر الطريق صعوداً ليمر بقرية السديرة وجبال منطقة الفقرة، ليبدأ في النزول التدريجي ليقطع وادي نخلى في الجهة الجنوبية منه بارتفاع 300 متر فوق سطح البحر، ثم يتغير اتجاهه إلى الجهة الجنوبية الغربية بمنحنى ذي قطاع طولي كبير حتى يتقاطع مع الطريق القائم بينبع - المفرق جنوب المدينة الصناعية بينبع، ويلتقي بمسار طريق رابغ - ينبع السريع، ويبلغ طول القسم الأول من الطريق (المدينة المنورة - وادي نخلى) 100 كيلو متر، في حين يصل طول القسم الثاني منه (وادي نخلى - مفرق طريق رابغ) 55 كيلو متراً، ليكون إجمالي طول الجزء الثاني من المشروع 210 كيلو مترات مختصراً المسافة بين المدينة المنورة وينبع بحوالي 20 كيلو متراً. وتتكون الوصلة الثالثة والأخيرة من قسمين; الأول مزدوج له ثلاثة مسارات في كل اتجاه بينهما جزيرة وسطية بعرض 8 أمتار، ويمتد المسار الكلي جنوباً ليربط تقاطع طريق المفرق - ينبع باتجاه الجنوب بمدينة رابغ من جهة الغرب ماراً بمحاذاة الساحل غرب مدينتي الرايس ومستورة ويمتد على منطقة ساحلية منبسطة، والثاني مزدوج بثلاثة مسارات لكل اتجاه بينهما جزيرة وسطية بعرض 8 أمتار مزودة بالبرودات والبلاط، ويمتد مساره شمالاً من رابغ جهة جسر الوادي إلى ما بعد الجسر بمسافة 3.5 كيلو مترات ويبلغ طول الطريق 176 كيلو متراً.

ويعطي المشروع بعداً اقتصادياً في غاية الأهمية من حيث التبادل التجاري بين المدن الساحلية، إذ لا يقتصر التأثير الإيجابي للطريق الساحلي على خط (ينبع - رابغ - جدة) بل يمتد بخدماته في هذا المجال إلى المناطق الشمالية الممتدة على ساحل البحر الأحمر مثل مدن أملج، الوجه، ضباء، بالإضافة إلى مدينة تبوك التي تعتبر من المدن المنتجة زراعياً وصناعياً، وذلك نتيجة لتكامل هذا المحور مع شبكة الطرق المتجهة شمالاً والتي تصل إلى (حالة عمّار) على حدود الأردن.

وهناك بُعد آخر ذو أهمية بالغة وهو (التنمية السياحية)، حيث تتميز المناطق التي يمر بها مسار الطريق على امتداد الجزء الثاني المتجه من المدينة المنورة غرباً نحو ينبع والجزء الثالث المتجه جنوباً من ينبع نحو رابغ وجدة بمقومات سياحية كبيرة تجعل من المسار عاملاً رئيسياً لإنعاش المراكز والمناطق المحيطة التي يمر بها الطريق، وذلك من خلال سهولة الوصول إليها ومنها، مما يعطي أثراً إيجابياً على الحركة السياحية الداخلية وفتح مجالات جديدة أمام القطاع الخاص للاستثمار فيها. ومن أهم هذه المواقع بدر - حنين وما تزخر به من مواقع تاريخية يحرص قاصد بيت الله الحرام وزوار مسجد الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - من الحجاج والمعتمرين على زيارتها ، إضافة إلى الأهمية السياحية لمنطقة ينبع، حيث تزخر بالمواقع الأثرية التي تعود إلى العصر الأيوبي، كما يمتد كورنيش مدينة ينبع الصناعية بطول 5 كيلو مترات، ويعتبرها متنفساً لأهالي المدينة المنورة، كما تعتبر منطقة الفقرة موقعاً سياحياً متميزاً، إضافة إلى المنطقة الساحلية على امتداد المسافة بين ينبع ورابغ وجدة، حيث يتوقع أن ينعش المسار هذه المواقع الساحلية ويعظم من فرص خلق مناطق جذب سياحية جديدة تضاف إلى المناطق الساحلية الأخرى على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي .. كما يتيح الطريق لزوار المدينة المنورة من منطقة الخليج فرصة الاتجاه عبر طريق الدمام - الرياض (389 كيلو متراً)، ثم من الرياض - القصيم 238 كيلو متراً، فالقصيم - المدينة المنورة 448.5 كيلو متراً، ليكون إجمالي المسافة 1175 كيلو متراً. ويعتبر تخصيص طريق (القصيم - المدينة المنورة - ينبع - رابغ السريع) دعماً كبيراً لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والإقليمية، حيث يحقق الروابط بين المناطق الحضرية الرئيسية الواقعة على المسار بمختلف وظائفها العمرانية والاقتصادية ويتيح الفرصة أمام المناطق الريفية المجاورة ذات المقومات التنموية سواء كانت زراعية أم سياحية للاستفادة من محاور الطريق، وبالتالي إيجاد تكامل تنموي بين المناطق على المديين المتوسط والطويل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد