Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/10/2007 G Issue 12789
عزيزتـي الجزيرة
الخميس 22 رمضان 1428   العدد  12789
يا معلم الدبلوماسية..تقبل الرد بدبلوماسية

في يوم السبت 16-9- 1428هـ اطلعت على نقد غير بناء وإسقاطي للدكتور عبدالله الحربي في تعليق له على مصطلح (الدبلوماسية). افتتح فيه الدكتور حسن الهويمل مقالته عن اليوم الوطني تحت عنوان (أي يوم هذا) وما دفعني للمداخلة أمران:

الأول أن الدكتور حسن شخصية ثقافية وفكرية محترمة وعقلية متزنة لا تستعجل النقد دون دراية وقراءة ووعي ولا تخطئ ولا تحاول إسقاط الآخرين وتغييب جهودهم وكفاحهم ومشاريعهم الثقافية نتيجة كلمة قالوها أو نتيجة مقالة كتبوها أو من أجل مصطلح لم يعرفوه تعريفاً علمياً دقيقاً وأيضاً الدكتور حسن صفحته بيضاء وتاريخه مشرق وقراءاته نظيفه وفكره واضح فلم يدنس نفسه ويشوش على أمته ببعض الأفكار المضللة والقراءات المنحرفة ولم يتثاقف ويتعالى ويسلط قلمه (السيال) على تاريخ أمته وموروثها ويجلد ذاته بحجة التمدن والتحضر بل دافع ونافح عن أمته بكل طريقة وبكل اتجاه وأيضاً ساهم وشارك في نشر الفضيلة وتأصيل العقيدة وبناء الثقافة الواعية في أمته، فهذا يحتم علينا أن ندافع عنه ولا نرضى بالإساءة إليه أو من يحاول أن يلخص قامة الدكتور بمصطلح قاله خطأً أو قصر عنه.

الثاني: أن الدكتور الحربي قدم لنا محاضرة عن العلم والدقة العليمة وأن يكون الألقاب (د.أ) متطابقة مع ما يطرح ويقدم، لكننا وأثناء الاستماع لهذه المحاضرة الشيقة نفاجأ بأنه يتعثر في التطبيق ويقع بما حذر منه، وتتكثّف البضاعة (العلمية) للدكتور رويداً رويداً فلا نجد (علم وتأصيل) وإنما عاطفة جائشة وهوى غالب وحتى لا نظلم الأخ الدكتور الحربي فتعال معي أخي القارئ إلى مقاطع مقالته كي نحاكمه ونناقشه مناقشة علمية كما تحلو للدكتور الحربي هذه التسمية!!

بداية أحب أن أوضح للقارئ وللأخ الكاتب أن مقالة تكتب عن مناسبة فرح مثل مقالة الدكتور حسن التي نحن بصددها (أي يوم هذا من باب الجور وعدم العدل أن نشخص عليها الكاتب أو أن نختزل بها نتاجه أو أن نتهمه بعدم العلمية وكثرة الأخطاء أو أن نأمره بأن يتجه لما يحس ويسبب اختلافاً في معنى مصطلح (الدبلوماسية) التي ضيّق في معناها الدكتور الحربي واتسع لها الدكتور حسن.

يقول الدكتور الحربي: (ولفت انتباهي أن سعادة الدكتور يخطئ في كثير من مقالاته فيما يتعلق بالمصطلحات الحديثة وبالذات المصطلحات السياسة والفنية... إلى أن يقول واستخدام المصطلح يعكس مدى تمكن الكاتب من عمله ومدى جديته في التعامل مع موضوعه...)

يا دكتور أين الدقة العلمية وأين الموضوعية والتخصصية (حيث أنني من المتخصصين في هذا الموضوع وأعمل على نشر الوعي بين طلابي) عندما تخطّئ الدكتور في كثير من مقالاته ثم لا تبيّن هذا الخطأ ولا تمثل لنا إلا في مصطلح واحد فقط وهو (الدبلوماسية) صدّر الدكتور به مقالته في حالة فرح وطني..

(الهويمل والمصطلح الحديث) أنت رجل علم وباحث ومتخصص دقيق هل هذا العنوان يستقيم مع مضمون مقالتك التي لم تأت إلا بتعريف ضيّق للدبلوماسية أم أنك أردت أن تثير إشكالاً وتؤكد مقولتك التي صدرت بها مقالتك بأن الدكتور يخطئ في كثير من مقالاته.. إلخ.

أما بالنسبة (للدبلوماسية) فهي مصطلح من المصطلحات التي تضيق وتتسع حسب الظروف والأحداث المهيأة للمصطلح نفسه ثم أن المصطلح ليس قرآناً منزلاً أو ديناً مقدساً يجب علينا أن نطبقه بحذافيره ولا نحيد عن تعريفه الأصلي قيد أنمله فنأخذه كما جاء، وليس لنا حق الاجتهاد.. المصطلحات الحديثة أخي الدكتور هي نتاج أفكار أو خلاصة تجارب أمم، أحياناً تأتي شبه كامل وأحياناً يعتريها بعض النقص فمع الاستعمال والأخذ والرد تتسع دائراتها وتصل إلى نضجها وكمالها، وأقرب مثال مصطلح الدبلوماسية ففي بدايته كان يطلق على الوثائق والشهادة الرسمية والأوراق التي يحملها المفوض بين يديه لتسمح بتنقله بين الأقاليم وتمسكها قطعة من الحديد تسمى (دبلوماً) ثم بعد ذلك توسع مفهوم الدبلوماسية لتشمل:

أ - معنى المهنة.

ب - معنى المفاوضات.

ت - ومعنى الدهاء والكياسة.

ج - ومعنى السياسة الخارجية.

والدكتور حسن أخذها من المفهوم الذي تحفظه وهو علم التفاوض إلى معنى أوسع فقال: (اعتادت (الدبلوماسية الحديثة) تحديد يوم من الأيام تحملها ذكريات عذاب وتسميه بها ويكون يوماً استثنائياً ارتباطه بمناسبة وطنية أو قومية أو دولية كيوم الاستقلال إن كانت مستعمرة أو كولادة الدولة)، فكأنه لما رأى أن هذه المناسبات خرجت عن محيطها وأصبحت بمثابة الظاهرة والشيء المتعارف عليه دولياً، فهي تدخل ضمن (الدبلوماسية) التي تنظم العلاقات والتفاوض بين الدول، وتوسيع الدكتور في استخدام المصطلح مقبول.. والأمر في تصوري جد بسيط نعود إلى النقاش العلمي معك قلت: (فقد اعتاد العامة من الناس أن يقولوا: فلان دبلوماسي).فهل في مجالسنا العلمية ونقاشاتنا الثقافية وفي قاعة الدرس ومع طلابنا نبني على كلام العامة أو تستشهد بأقوالهم أو تؤكد نظرية علمية بما تعارفوا واعتادوا عليه قد نلجأ إلى ذلك في أضيق الطرق وذلك عندما تتعذر المعلومة وتقل المراجع.. والدبلوماسية مصطلح مشهور والقواميس والمعاجم تكاد تنأى به لكنك لم تحلنا إلى مراجع أو معاجم ولم تسق تعريفات كثيرة تؤكد فيها رأيك وتجعلنا نثق بحرصك وعلميتك ومسؤليتك لتخصصك بل رأيناك تلهث سريعاً إلى الاستشهاد بكلام العامة، وما أوردته ليس حجة فقد يقول العامة (فلان ديمقراطي)، فهل هذا يوحي لنا بأن هذا الفلان مفاوض ماهر؟..

وأخيراً فلعلك تأذن لي بالأسطر الأخيرة من مقالتك التي وجهتها للتحرير من أجل التدقيق في المقالات فأعيدها إليك أرجو منكم التدقيق في المقالات التي توقع بلقب الدكتور لأن القارئ سوف يعتمد ما جاء فيها على أساس أنها جاءت من رجل علم، وهذا فيه تضليل وإرباك لوعي الناس الأمر الذي يتعارض مع الأمانة العلمية فمن لا يعلم الشيء وينفي مصطلحات عليه أن يذهب إلى ما يحسن.

خالد عبدالعزيز الحمادا



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد