رحم الله الشيخ موسى النهاري رجل عدل وكاتب عدل ونائب كتابة عدل، يموت إذ يموت وعليه دين!!
ألم يكن بوسعه أن يكون من أغنى أغنياء بلده بلى - والله ما يمنعه إلا الخوف من الله نحسبه كذلك والله حسيبه.ألم يكن بوسعه أن يكون ذا جاه يتمخطر بعباءته بين الناس؟! في حاجة من هو مثله في منصبه.. بلى وربي لم يمنعه من ذلك إلا الخوف من الله نظنه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.دخلت عليه مرارا في مكتبه دون موعد فلا أجده إلا منكبا على أوراق الناس لا يرفع رأسه يريد أن يقضي حاجاتهم ومعاملاتهم.يلتفت إلى من يظن بهم خيرا ممن يعرفهم من الحاضرين بحياء ويسر لهم ألا تنسوا المحتاجين والفقراء في بيش وما حولها بمنطقة جيزان وفقراء بحره بجدة.
أحسن الله عزاءكم أهل بيش في شيخكم، كما أحسن الله عزاءكم يا أصحاب المعاملات فقد فقدتم رجلاً لا يعرف فساداً إدارياً، ولا رشوة مالية، ولا تعقيداً إجرائيا.
فاجأه المرض وأنهكه وبقي قلبه شامخا بذكر الله . أكل المرض جوفه ومع هذا تجده مبتسماً هاشا باشا، زرته في رمضان هذا العام في الحرم المكي فوجدته جالسا يلاطف الغريب ويؤانس القريب... لا يشتكي ولا يتأوه، يذكر الله ويثني عليه متفائلاً متماسكاً.
رحماك ربي لا تخيب رجاءه فيك، وأبدله داراً خيراً من داره واقض حاجته إليك، كما كان يحب أن يقضي حاجات الناس، ونفَس كربته يوم لقاك كما كان يحب أن ينفَس كرًب المكروبين.