الرياض - فوزية الحربي
في شهر رمضان تجتهد الفضائيات وتحشد جهودها لعرض مسلسلاتها وبرامجها، ولأن الأسرة تقضي وقتا كبيرا في البيت وليس لهم وسيلة تسلية إلا مطالعة الشاشة الفضية، من خلال تحقيقنا سنضيء فلاشا سريعا على الزوجة التي تجد زوجها بالعمل طول النهار، وباقي اليوم أمام التلفزيون، إن من أكثر المشاعر القاسية أن تحس الزوجة بأن لها (ضرة) ثانية تسرق منها وقتها مع زوجها ويزداد الأمر حدة عندما تسايرها الشكوك، لأن شاشات التلفزيون يمكن أن تكون فضاء لانهائياً لهذه الشكوك والاحتمالات إذ تشعر الزوجة بالقلق حيال ما يفكر به زوجها وهو يحدق بهذا الجهاز وتأتي الأسئلة كثيرة بعد ذلك.
كثير من الزوجات يقبعن في بيوتهن، بانتظار الأزواج، كي يتحاورون ويتناقشون في أمور الأسرة والبيت والمستقبل، ولكن ما أن يعود حتى يفتح فمه وعينه وأذنيه لهذا الجهاز اللعين، فهل يحق للزوجة أن تغار منه ؟
وما هو التصرف السليم حيال هذا الزوج ؟
هذا ما سنعرفه من خلال استطلاعنا التالي:
تقول فاديه العايد ربة منزل (أحاول أن أخلق من البيت جواً رومانسياً يحفظ لي زوجي بجواري وبعيداً عن الاستغراق في أي تسلية تلفزيونية.. فهو بحكم عمله يغيب كثيراً عن البيت، ولذلك أجتهد بكل الوسائل لكي أقصر مسافات الغياب بيننا، لكنى ليست غيورة بالمعنى الحرفي بل على العكس مسالمة إلى أبعد الحدود، وإذا أراد زوجي أن يشاهد برنامجاً معيناً يتعلق بمجال عمله أو اهتمامه فإنني أفسح له الفرصة وأحاول أن أشاطره المشاهدة لخلق أجواء مناقشة بيننا).
على العكس تماما ً
على العكس تماما منها تقول العنود بنت علي أشعر بالغيرة جداً حينما يعود زوجي من العمل ويستسلم للتلفزيون ويتجاهلني ويتجاهل الأولاد رغم أننا نكون بجواره، وهذا يؤدي لمشاكل كثيرة بيننا فأنا أختلف عنه لاتهمني أخبار السياسة ولا الرياضة لذلك أشعر بأن التلفزيون ضرتي. وبصراحة يحق لي لأن زوجي ينام أمامه ولا يدخل غرفة نومه أبدا.
(بحدود)
تقول هنادي الزارع: (أنا بصراحة لا أغير إلا إذا شاهدت زوجي حريصا على برامج نسائية بحتة مثل الأزياء والماكياج وكثير ما تدب المشاكل بسب هذا التلفزيون اللعين).
أغير لأن رمضان شهر خير
أم سعود تقول بصراحة ليست غيرة ما أحمله في داخلي بل غضب شديد، حيث رمضان شهر القرآن والمغفرة فأجد زوجي وأبنائي (متسمرين) من المغرب إلى الفجر أمام هذه القنوات يتابعون المسلسلات هنا وهناك تاركين القرآن والأحاديث العائلية الدافئة حتى صلة الأرحام التي كنا حريصين عليها برمضان الآن غير موجودة لأن أسرتي لا تريد أن يفوتها أي حلقة، تصدقين حتى حديثهم على سفرة الإفطار عن قصص وحكايات المسلسلات (بصراحة عالم من الخيال والسخافة). أتمنى أن أحمل التلفزيون وأرميه بسلة المهملات.
رأي الرجال مختلف
أبو محمد يقول: أشعر أن زوجتي تافهة إذا أغلقت التلفزيون أو غارت من جلوسي أمامه أنا أرى الأمر عادي جداً، فنحن نقضي وقتنا أمام التلفزيون لأنه لا حديث يمكن أن يقال بيننا.
الأستاذ سعد يقول: نعيش بالبيت بحرية كاملة أنا أجلس أمام التلفزيون والكمبيوتر طول اليوم وزوجتي تقضي يومها بالمطبخ وتتحدث بالهاتف والزيارات وهي مرتاحة وأنا مرتاح ولو تقابلنا بنصف ساعة ستهب عاصفة من المشاكل (هكذا أفضل)
رأي أهل الاختصاص
الأخصائية النفسية نادية الجارالله تقول: (إن الزوجة التي تغار إذا رأت زوجها في البيت غارقاً بحواسه كلها في التلفزيون أو بالجريدة أو بمجلة هذه الزوجة ليست ذكية إذ بإمكانها فرض وجودها من خلال الحضور في المسائل التي تثيرها هذه الوسائط الإعلامية ومشاركة زوجها ما يشغله، والتحاور معه في شؤونهما المشتركة).
ونلاحظ أيضا أن هناك رجالا يغارون من زوجاتهم لو كانت الصورة بالعكس أي لو كانت الزوجة هي التي تهمها هذه الوسائل أكثر من مشاطرة زوجها الحوار والنقاش وتبادل الآراء (إلا أن غيرة المرأة تكون أكبر من غيرة الرجل، فالرجل يشعر بالإهمال في هذا المجال إلا أننا نجده يتصرف بحرية اكبر من المرأة).
وتكمل الأخصائية حديثها: إن الرجل الذي يجلس أمام التلفزيون ويتجاهل زوجته قد يجدها ثرثارة ولا تستحق اهتمامه، حيث تزكم أذنه بحكاياتها الساذجة، لا تشبع عقله، أما لو كانت واعية فستكون القضية محلولة منذ البداية.
الدكتور عطا سعيد (طبيب نفسي) يقول: يحق للزوجة أن تغار من وسائل الإعلام، وخصوصاً جهاز التلفزيون لأنها تشعر بأنه قادر على جذب اهتمام زوجها بعيداً عنها، فهو طوال اليوم يكون خارج المنزل، وحتى الفترة التي يقضيها معها بالبيت تكون من حق الجهاز وليس من حقها هي مما يدفعها للغيرة، إن الرجل الذي يتجاهل زوجته ويدعها تغار من جهاز التلفزيون هو رجل غير مدرك للمشاكل التي سوف تحدث دون أن يدري لأنه لابد من الاهتمام بمن حوله فكيف لو كانت زوجته.