Al Jazirah NewsPaper Friday  12/10/2007 G Issue 12797
الرأي
الجمعة 01 شوال 1428   العدد  12797
من العايدين ومن الفايزين
د. محمد بن محمود فجال - جامعة الملك سعود

هكذا يهنئ المسلمون بعضهم بعضاً في يوم عيد الفطر، داعين الله - عز وجل - أن يجعلهم من العائدين لهذا الشهر في الأعوام التالية، وأن يكونوا من الفائزين برضا الله - سبحانه وتعالى - فيه لما قدموه من أعمال صالحة، من الصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقة وفعل الخير.

إن هذه المشاعر الإيمانية الفيّاضة هي من أعظم أوجه التحاب والتعاطف بين المسلمين.. فهذا دعاء لبعضهم بطول العمر والعمل الصالح في هذا الشهر الكريم من كل عام.

إن الله - سبحانه - لم يكرم أمة بمثل ما أكرم به الأمة المحمدية في هذا الشهر، فذنوبهم مغفورة، وعيوبهم مستورة، ودعواتهم مستجابة، وأجورهم مضاعفة.. فهنيئاً لمن حسن عمله في هذا الشهر، وهنيئًا لمن وفَّقه الله للعمل الصالح الرشيد.

وعزاؤنا بانتهاء هذا الشهر هو قول نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر).

فنسأل الله أن يجعلنا من العائدين لهذا الشهر الحبيب الذي تصفد فيه الشياطين، وتضاعف فيه الأجور، شهر الرحمة والمغفرة، والعتق من النار.

شهر تتهذب فيه النفوس، وتطهر الأرواح من درن الذنوب، وتصح الأجساد.

والمبشرات للصائمين كثيرة، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر وإذا لقي الله فوفّاه حسابه)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (في الجنة باب يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون).

فهنيئاً لمن قام رمضان مصلياً، تالياً القرآن، فاعلاً الخير، مذاكراً العلم، متفكراً في مخلوقات الله، ذاكراً بلسانه، شاكراً بفعله، كل ذلك ابتغاء رضاء الله، فتعرّض لرحمته وفاز بالخير العظيم.

فهؤلاء قال الله فيهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.

هنيئًا لمن أدرك هذا اليوم الذي يوفّى فيه الصابرون أجورهم بأحسن ما كانوا يعملون، ويكرم الرحمن فيه عباده بالفضل العظيم على ما كانوا يصنعون، ويباهي ملائكة السماء بهم.. وكل عام وأنتم بخير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد