كان سلساً كعادته، هادئاً كطبيعته، عصامياً كحياته العامة، كان في رحيله عن هذه الدنيا كما هو طيلة السنوات التي قضاها على ظهر هذه الأرض، كان هو ذاته محمد بن عبدالله الحواس، فقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يتوفاه في نهار رمضان وهو صائم، وفي العشر الأواخر وهو نائم، بعد أن قرأ ما تيسر من كتاب الله وقد فجع أبناء القريات لفقده فهبوا للصلاة عليه يوم الجمعة مبادلين حباً بحب ووفاءً بوفاء.
محمد الحواس اسم يعرفه أبناء القريات، فقد مارس العمل الحكومي منذ سنوات شبابه الأولى في إمارة منطقة القريات وفي مراكزها حتى أصبح وكيلاً مساعداً للإمارة، ثم بعد ذلك محافظاً للقريات لعدة سنوات قبل أن يتقاعد ويبقى في كامل حيويته ونقائه، وكان لأكثر من أربعين عاماً قضاها في الخدمة الحكومية معطاء بكل ما تعني هذه الكلمة فإن لم يستطع أن ينفع الجميع فهو لم يسعى في ضرر لأحد أبداً، كان ككل البشر يواجه ظروفاً ولكنه كان مميزاً في احتوائها وفي تجاوز أي ظرف بصبر وأناة وهدوء نادر، وفي عمله كرئيس للجمعية التعاونية متعددة الأغراض لأكثر من اثني عشر عاماً أسهم في نقلة كبيرة لأنشطة الجمعية العقارية والاستثمارية والحكومية، هذا في إطار العمل، ولكنه في حياته الاجتماعية إنساناً هادئاً ورزيناً كثيراً ما مد يده بالمساعدة، وكثيراً ما وقف بجانب المضطر، وكثيراً ما أغاث الملهوف وواس المحتاج، كان رحمه الله يتميز في تعامله مع الجميع بهدوء وسكينة في حركته وفي حديثه وفي ردوده وحتى في انفعالاته النادرة، كان لا يتمنى أن يحتاج لأحد في حياته وهكذا حقق له الله سبحانه ما تمنى، فقد بقي عصامياً في حياته واستمر عصامياً حتى في وفاته.
رحم الله محمد بن عبدالله الحواس وغفر له وأسكنه فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}