إن ديننا الإسلامي الحنيف يدعونا للاهتمام بالنظافة الحسية والمعنوية فالنظافة الحسية مثل نظافة البدن والمأكل والمشرب والملبس والمكان.. تجعل الإنسان يسعد بالصحة والحياة الكريمة أما عكس ذلك فتأتي بالعلة والسقم.. أما النظافة المعنوية فهي سلامة القلب وطهارة اللسان فهما ركيزتان أساسيتان في الإنسان فإن أحسن استخدامهما ظفر بخيري الدنيا والآخرة وإن أساء استخدامهما كانتا عليه سخطاً في الدنيا وخسراناً في الآخرة، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان).
فلسان المؤمن يجب ألا يؤذي الآخرين بالكذب تارة وإطلاق الشائعات المغرضة تارة أخرى أو أن يغتاب أو أن يكون نماما. جاء في الحديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار.. الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام)، هل بقي أكثر من هذا بسوء الخاتمة والوعيد؟؟ فإذا تعود على هذا الأسلوب المشين ووجد تشجيعا من المقربين له وذلك لعدم الاعتراض عليه أو نصحه أطلق العنان للسانه بغير قيد وهذا التصرف غير المسؤول يجلب العواقب الوخيمة. أما طهارة القلب وصفاء النية وتلمس العذر مطلب أساسي لكل مسلم ومسلمة قال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، وطهارة القلب تدل على نقاء السريرة والارتقاء بالنفس وراحتها.. وإذا كان القلب يحمل بين جنباته الحقد والحسد وهي صفات سيئة وبغيضة يكون نتاجها الخداع والغدر والنفاق والبحث عن الزلل غير المقصود.. وكذلك مقابلة الإحسان بالإساءة مثل من تحسن له وتعينه وتفرج عن كربته تجد منه الإساءة المتعمدة لك في أي موقف وهذا يعتبر من اللؤم والتمرد والجحود ونكران الجميل. وقد قيل: (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)، وصدق من قال: (اتق شر من أحسنت إليه)، والله سبحانه وتعالى يدعونا لمقابلة الحسنة بمثلها قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}وتلك الصفات السيئة ممقوتة وطباع مرفوضة لكل من كان يتصف بها، وديننا الإسلامي ينكرها فسبحان الله مقلب القلوب: (اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك)، ومع اقتراب شهر الخير والبركة والغفران والعتق من النيران شهر رمضان الكريم الذي فيه تتضاعف الحسنات وتكفر السيئات حري بنا محاسبة النفس على كل صغيرة وكبيرة من قول وعمل وأن نملأ قلوبنا بالصدق والمحبة والإخاء والخلق الرفيع وأن نتزود بالطاعات وقراءة القرآن وأن نتسامح فيما بيننا ومع من اختلفنا معه وأن نكون من المبادرين بالتواصل مع من كان بيننا وبينه قطيعة وبهذا نكون قد اهتدينا بالنبي المختار سيد المرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم الذي كان خلقه القرآن وهو خير قدوة لنا جميعا أسأل الله تعالى أن يبلغنا جميعا شهر رمضان وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.