طالعت في عدد الجزيرة رقم 12793 المقال المنشور في صفحات (الرأي) الموقرة للأخ صالح القاران تحت عنوان (منفذ الدميثة البري)، ومنفذ الدميثة البري الذي هو محور هذا الحديث يقع غربي محافظة طريف بمسافة 20كلم، ويعد من أهم وأقدم هذه المنافذ حيث كان يمر بها يومياً عشرات المسافرين براً من القادمين من دول أوروبا وتركيا ولبنان وسوريا والأردن في سفرهم نحو بلاد الخليج العربي أو إلى مدن ومحافظات المملكة. كما كان الجمرك منفذاً لأهل البادية الذين يسافرون عبره إلى منطقتي جفور والريشة الأردنيتين، وكانت تستورد عبره شاحنات الخضار والفاكهة قبل أن يتم إغلاقه منذ سنوات قليلة فقط. وقد تم نقل مبنى الجمرك الواقع شمال طريف إلى مبنى حكومي جديد يقع شرق محافظة طريف بمسافة 20كلم حيث بني قبل أكثر من خمسة أعوام وذلك في منطقة الدميثة البرية، حيث يتكون المبنى الجديد من مرافق لإدارة الجمرك وساحة للتفتيش ومكاتب للجوازات وبقية الإدارات الحكومية، ثم ترك هذا البناء الحكومي بعد الانتهاء منه دون أي افتتاح في مكان بري نائي يبعد عشرين كلم عن محافظة طريف. ورغم هذا لم يفتتح حتى تاريخه حيث لا توجد فيه حركة عمل أو موظفون سوى عدد قليل من العمالة التي تزوره كل فترة ضمن مناقصة (صيانة) لا أعلم ما الجدوى منها طالما هذه المباني الكبيرة لا يستفاد منها حتى الآن، ويبقى السؤال لماذا تم بناء مشروع ضخم كهذا وبهذا المبلغ ثم ترك من دون استفادة رغم أن في افتتاحه يقصر المسافة للقادمين من الخليج ومن مدن المملكة وكذلك يسهل العبور بسرعة إلى بلاد الأردن والشام ويكون منفذاً لاستيراد البضائع المتنوعة وتصدير البضائع السعودية وخصوصاً بعد ظهور (الفوسفات) بكميات ضخمة في مناطق قريبة من المحافظة والجمرك سيسهل من عملية تصديره للخارج خصوصاً وأن سوريا والأردن وتركيا ولبنان وفلسطين من الدول الزراعية التي تعتمد على هذا الفوسفات وتستورد كميات كبيرة منه، كما لا ننسى أنه سيخفف الضغط الحاصل على جمرك الحديثة الحدودي التابع لمحافظة القريات.
ونتيجة لهذا الإغلاق تم نقل موظفي جمرك الدميثة وتوجيههم إلى بقية جمارك المملكة رغم أن هؤلاء من أهالي محافظة طريف القدامى وقد كانوا يعيشون بين أسرهم وأبنائهم وهو ما يجعلهم أكثر إنتاجية ولم تقدر ظروف هؤلاء الذين اضطروا لترك منازلهم المملوكة والاستئجار بجانب العمل الجديد أو ترك أسرهم والعمل من مسافة 300كلم ذهاباً وإياباً تاركين مضطرين تربية أبنائهم ومتابعة شؤون أسرهم وآبائهم من خلفهم رغم أنهم في أمس الحاجة إلى رعايتهم.
نأمل أن يكون افتتاح هذا الجمرك من أولويات مدير عام الجمارك داعين له المولى عز وجل بالتوفيق والسداد.
محمد بن راكد العنزي
alanaze3@hotmail.com