Al Jazirah NewsPaper Monday  12/11/2007 G Issue 12828
الاقتصادية
الأثنين 02 ذو القعدة 1428   العدد  12828
سموه يحل غداً ضيفاً على برنامج شباب الأعمال .. الأمير عبد الله بن مساعد ل«الجزيرة»:
ماضون في تغطية الطلب على الورق ولسنا بحاجة للاندماج في الوقت الراهن

حاوره - إبراهيم المعطش

استطاعت الشركة السعودية لصناعة الورق أن تحقق أرباحاً قياسية خلال نتائجها للربع الثالث حين شهدت الشركة منذ بداية العام الحالي تحقيق أرباح مرتفعة مقارنة بالعام السابق، وفي هذا الصدد توقع رئيس مجلس إدارة الشركة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن مساعد أن تزيد الأرباح التشغيلية لهذا العام حوالي 25% عن العام الماضي.

الجزيرة التقت سموه في حوار تحدث فيه عن الشركة ومشاريعها المستقبلية وعن صناعة الورق بشكل عام.

يُذكر أن سموه سيكون ضيفاً غداً في سلسلة لقاءات شباب الأعمال الذي تشرف عليه لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض.

* بداية نبارك لسموكم النجاحات التي حققتها الشركة السعودية لصناعة الورق، والطفرة الهائلة في الأرباح خلال نتائج الربع الثالث من السنة الحالية فما تعليق سموكم؟

- بدأت الشركة في تحقيق أرباح مرتفعة عن العام الماضي منذ بداية العام، وعموماً تشهد أسعار الورق ارتفاعاً في كل أنحاء العالم كذلك المواد الخام، وأتوقع أن تزيد أرباح هذا العام عن العام السابق بحوالي 25% كأرباح تشغيلية، وهذا كما قلت عائد لارتفاع المبيعات، لأنه بالنسبة للطاقة الإنتاجية فنحن ننتج الآن بكامل طاقتنا الإنتاجية، أما الزيادة في الطاقة الإنتاجية فستأتي بإذن الله تعالى السنة المقبلة نتاجاً للتوسعات التي نقوم الآن بتنفيذها.

* تم مؤخراً إنشاء مشروع توسعة لمركز تجميع وفرز المخلفات الورقية بجدة ومضاعفة الطاقة الإنتاجية، متى سيتم تشغيل هذا المشروع؟

- الشركة تتكون من ثلاثة شركات، الأولى الشركة السعودية للتدوير، وهي تقوم بتجميع الورق والكرتون، وتقوم ببيعه لمصنع الشركة ولمصانع الشركات الأخرى، ولهذه الشركة فرع واحد خارج المملكة بدولة الإمارات، وهناك ثلاثة توسعات في هذه الشركة ستتم العام المقبل، أولها هو ما أعلنا عنه سابقاً في فرع جدة، إضافة إلى توسعين خارج المملكة سنعلن عنهما في حينهما.

أما الشركة الثانية فهي الشركة السعودية لتحويل الورق، وهي حالياً تنتج عشرين ألف طن، وهي بصدد إنشاء مصنع في جدة سيبدأ في الربع الثالث من العام المقبل وسيضاعف - بإذن الله - إنتاجها، والشركة الثالثة هي الشركة الكبرى (الشركة السعودية لصناعة الورق) التي تمتلك ثلاث مكائن لإنتاج الورق في المنطقة الشرقية، وخطوطها الثلاثة تنتج ستة عشر ألف طن، وأربعة وعشرين ألف طن، وثلاثين ألف طن على التوالي، وستقوم بإضافة خط رابع سينتج ستين ألف طن في العام المقبل في الربع الرابع منه.

* أعلن عن البدء في الإنتاج في مصنع إزالة الأخبار بعد مرحلة من التجارب في الدمام بتكلفة (50) مليوناً، كيف تغلبتم على الصعوبات التي واجهتكم؟ وما مدى النجاحات في السوق؟

- عندما بدأ هذا المصنع كنا نعتمد اعتماداً تاماً على استيراد اللوب (Duld) وهو المادة الخام لإنتاج الورق وقد رأيت أنه من أجل أن نحقق سبقاً على منافسينا، وأن نقدم في الوقت نفسه خدمة حقيقية لصناعة الورق في بلادنا فإننا يجب أن نعتمد على إعادة التدوير فقمنا باستيراد وحدة إزالة أحبار كانت الأولى في المنطقة، وواجهتنا عدة صعوبات بعضها فني نظراً لصعوبة هذه الصناعة، وتمثل النوع الآخر من الصعوبات في عدم وجود مخلفات الورق بشكل كافٍ، وقد تذللت كل هذه العقبات بفضل المجهودات الكبيرة التي يبذلها العاملون في شركاتنا، وكان نتاج ذلك أن أصبحنا أكبر شركة في الشرق الأوسط لتجميع الورق، وأكبر شركة تعتمد على إزالة الأحبار واستخدام مخلفات الورق، ما منحنا مزايا إضافية على منافسينا في التكاليف وانعكس على الأرباح، وهذه أحد أسباب قوة الشركة السعودية لصناعة الورق.

* هل تعود بعض أسباب النجاحات لانعدام المنافسة في السعودية؟

- هناك منافسون، فهناك مصنع في المملكة، وهناك مصانع في منطقة الخليج، والمعروف أن المصانع الموجودة في الخليج يمكن اعتبارها منافساً قوياً لعدم وجود جمارك أو ضرائب بين دول الخليج، ونحن بحمد الله نحقق أرباحاً على الرغم من وجود منافسة شديدة.

* تحدثتم من قبل عن زيادة الطلب على الورق الصحي في الأسواق هل هو حديث تفاؤل أم ناتج عن دراسة للسوق؟

- كنا قد قمنا بإعداد دراساتنا السابقة قبل إنشاء التوسعة الرابعة وكنا نعتقد أن تقديراتنا متفائلة لكننا وجدنا أن الطلب أكثر مما كنا نتوقع، فلو عادت بنا الأيام وأتيح لنا تغيير شيء واحد لكان تعجلنا بتشغيل الماكينة الرابعة، وعلى الرغم من هذا النمو إلا أن هناك نقطة أحب أن أشير إليها وهي أن معدل استخدام الفرد للورق الصحي في المملكة يقل عن استخدام الفرد في الإمارات والكويت، كما أنه يقل عن النصف مما يستخدمه الفرد في أوروبا وأمريكا، إذ إن استخدام الفرد هناك يصل إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف عنا.

* تعاقدتم مع شركة ميتسو السويدية لزيادة الإنتاج من 70 ألف طن إلى 130 ألف طن سنوياً فمتى سيبدأ الإنتاج فيها؟

- هذه التوسعة لن تبدأ إلا في نهاية العام المقبل، ونتوقع أننا عن طريقها سنستطيع تغطية الطلب المتزايد، فنحن الآن نواجه ضغوطاً كثيرة بسبب عدم استطاعتنا تغطية طلبات جميع عملائنا، ونحن بالطبع حريصون على إرضائهم جميعاً، وهذا من الصعوبة بمكان في ظل عدم قدرتنا على إنتاج يوازي طلباتهم، لكن - وكما قلت - مع بدء تشغيل الماكينة الرابعة فسنستطيع تغطية هذه الطلبات.

* لقد قمتم في الآونة الأخيرة بتعديل نشاط الشركة ليشمل نشاط الاستثمار وصناعة البتروكيماويات وإدارة النفايات الخطيرة وغير الخطيرة، ماذا عن هذه الخطوة؟

- لقد أوضحت في مقابلة سابقة مع العربية أن صناعة الورق صناعة (موسمية) معرضة للتذبذب في مستويات العرض والطلب، بمعنى أن العرض قد يزيد على الطلب في موسم وقد يحدث العكس في موسم آخر، وينتج عن ذلك كما تعلم بعض المخاطرة، لذا برز لدينا بصورة ملحة هذا التوجه للتنويع في استثماراتنا، وسنعلن عن ذلك السنة المقبلة التي ستشهد بخلاف ما أعلنا عنه سابقاً من توسعات مشروعات جديدة بعضها في مراحل مفاوضات متقدمة.

* هل يرى سموكم أن سياسة التحالفات هي المخرج الرئيس من كل الأزمات الاقتصادية والتوجه المناسب لمواجهة مخاطر السوق؟

- كانت هناك مفاوضات مع شركات دولية على فترات متعددة، لكننا نرى الآن أن عدم وجود شركاء يمنحنا مزيداً من الحرية للدخول في نشاطات جديدة واقتحام أسواق جديدة، خصوصاً أن شركتنا تشهد معدلات نمو عالية جداً وهي بذلك ليست بحاجة إلى شركاء على الأقل في الفترة الحالية وربما أتى ذلك في المستقبل.

* كان لديكم مشروع قدم إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لجمع النفايات من المنازل، أين وصل هذا المشروع؟

- بداية أريد أن أقول إن وجود الأمير منصور بن متعب في وزارة الشؤون البلدية والقروية له دور كبير في تيسير كثيرٍ من الأمور، ونجد اليوم تعاوناً كبيراً من الوزارة وأتمنى أن نستطيع يوماً اللحاق بركب الدول التي سبقتنا في مشروع تجميع النفايات من المنازل، فكثير من الدول يقوم المواطن فيها بالتخلص من نفايته بالمنازل سواء في حاويات الورق أو البلاستيك أو الزجاج، وهذا إن استطعنا تنفيذه في المملكة فسيعود بثلاثة فوائد رئيسية، أولاها خفض حجم النفايات التي تصل إلى مرامي النفايات، وفي ذلك فائدة بيئية كبيرة لأن معدل النفايات بالنسبة للفرد في المملكة مرتفع جداً، ثانيها انه سيتيح الفرصة لقيام صناعات كثيرة معتمدة على النفايات، كمواد خام مثل صناعات الورق والبلاستيك وغيرها والتي سيكون لها مردود مباشر على الاقتصاد الوطني، ثالث هذه الفوائد أن في ذلك مصدر دخل إضافي للبلديات إذ إنها ستتمكن من بيع هذه النفايات وأعتقد أن الوزارة تدرس هذا الأمر وستقوم بتنفيذه قريباً وإذا قام هذا المشروع فستكون الفائدة كبيرة للشركة السعودية لصناعة الورق ولكافة الشركات التي تعتمد على إعادة التدوير في المملكة.

* كيف تنظرون لتأثر الشركة بتذبذب حركة الأسهم ارتفاعاً وانخفاضاً من تحت وطأة المؤشر على الرغم من قوتها في السوق؟

- عدم استقرار السوق على المدى القصير له تأثيره في كل الشركات أما على المدى الطويل فإن الشركات التي استطاعت تثبيت أقدامها في السوق واكتساب ثقة المستثمرين، فإن ذلك سينعكس على أسعار أسهمها عاجلاً أو آجلاً، وأتوقع أن ذلك سيتحقق لشركتنا بعد التوسعات التي نحن بصددها الآن.

* العمل في مجال صناعة الورق يتحدث البعض عن أن منافسته الشرسة قد تولد تجاوزات عبر ممارسة البعض لسلوك غير مشروع فما تعليق سموكم؟

- منذ بداية شركتنا قبل أكثر من خمسة عشر عاماً حرصنا على أن تكون كل أعمالنا في الحلال الذي لا تطوله أي شبهات، وأي أمر يستشكل علينا فإننا كنا نستشير فيه الشيخ عبد الله المطلق، وكما تعلم فإن مجال عملنا فيه منافسة شرسة قد تدفع بالبعض فعلاً إلى سلوك مسالك غير مشروعة، لأضرب لك مثلاً قد أخسر مزايدة تقدمت فيها بسعر معين قل 300 ريال وترسو على مشترٍ يدفع فيها خمسمائة ريال، ثم يقوم ببيعها للمشتري النهائي الذي هو شركتنا بأربعمائة ريال فكيف يعقل هذا؟

الأمر ببساطة هنا هو أن التلاعب يتم في الكميات وعلى الرغم من هذه الأوضاع وهذه المنافسة فإننا لا نرضى القيام بعمل يخالف ديننا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد