Al Jazirah NewsPaper Friday  16/11/2007 G Issue 12832
مقـالات
الجمعة 06 ذو القعدة 1428   العدد  12832

قراءة في صفحات الفرح
بندر بن إبراهيم العريدي

 

الصفحة الأولى:

لحظات الفرح وساعات السرور هي الدوحة التي نتفيأ ظلالها هرباً من لهيب الهموم ولفح الأحزان، وهي مما نحتمي به -بعد الله سبحانه- حينما تحاصرنا ضغوط الحياة، وهي مطلب ملح يحفظ توازننا حتى لا تطحننا الآلام في رحاها.

والفرح حاجة أساسية من حاجات كل نفس سوية، وشريعة الله لم تأت لتصادم فطرة النفس البشرية أو تلغي حاجاتها فهي شريعة ربها الذي خلقها فسواها وهو أعلم بها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} سورة الملك (14)، ولكنها جاءت لتهذيب الطباع وتقويم معوج الفطر وتوجيه الانفعالات بما يحقق النفع والاطمئنان والسعادة لهذه النفس، ,حمايتها من كل تجاوز لهذه الانفعالات يجعل منها عاصفة تهدم وطوفان يفسد.

وقد اهتم الإسلام بشأن الفرحة المحمودة والسرور البريء، فجعل من (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يستأثر بالفرح وحده وإنما كان يسعى ليشرك أصحابه في فرحه، فقد جاء في حديث الدجال قوله - صلى الله عليه وسلم-: (لكن تميماً أتاني، فأخبرني خبراً منعني القيلولة؛ من الفرح وقرة العين، فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم)، وأمر عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل الذي كان سبباً في بكاء والديه وزوال الفرحة عنهما حينما أراد تركهما والخروج للجهاد أمره بأن يرجع إليهما فرحتهما فقال: (فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما)، بل إن الهم والحزن مرضان استعاذا منهما عليه الصلاة والسلام (اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن) رواه البخاري، وأراد الإسلام من المسلم أن يكون طلق المحيا مشرق النفس تفيض أنوار قلبه على وجهه فكان من وجوه الصدقة التي يثاب عليها المرء ابتسامته في وجه أخيه، والابتسامة مما ينشر عبق الفرحة في الأجواء ويلطفها من كدر الكآبة، ولاعجب أن يصف جرير بن عبدالله- رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم) وقال عليه السلام: (لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق). يقول الإمام الذهبي -رحمه الله- في بيان مكانة الابتسامة: (هذا هو خلق الإسلام، فأعلى المقامات من كان بكاء بالليل، بساماً بالنهار) وقال: (وينبغي لمن كان عبوسا منقبضا أن يبتسم، ويحسن خلقه، ويمقت نفسه على رداءة خلقه).

* الصفحة الثانية:

إن للفرح بواعث كثيرة، منها ماهو محل اتفاق بين البشر على اختلاف توجهاتهم كالفرح بالنجاح والتميز والعافية والرزق، ومنها ما هو محل جدل ونقاش، ومن يتأمل الواقع يجد بعض صور الفرح تباينت فيها الآراء بين بعض شرائح المجتمع بحسب اختلاف مرجعياتهم وثقافاتهم، بل ربما شكل بعضها نقاط توتر وصراع فكري، وللحكم على صورة ما من صور الفرح بالمدح أو الذم ووضعها في (الميزان الشرعي) لا بد أن ينظر فيها إلى أمرين:

1- الباعث على الفرح (سبب الفرح):

الفرح من حيث هو طبع بشري لا يتعلق به مدح ولاذم، وإنما يتوجه المدح والذم للمفرحات وبواثع الفرح. وفي الإسلام (دين الفطرة) نجد أن دائرة المفرحات المحمودة وبواعث الفرح المباحة واسعة اتساع نعم الله التي لا حصر لها وهي محل الفرح، ولكن الذم في الشريعة يأتي لكل فرح يكون مبعثه محظوراً وسببه ممنوعاً كمن يفرح بتخلفه عن طاعة الله {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ} سورة التوبة(81)، أو يفرح بفعله معصية، وهذا الفرح بالذنب تكون عقوبته أشد إذ إن الذنب المصحوب بالحياء والخوف وتأنيب الضمير يكون صاحبه أقرب لرحمه الله وعفوه بخلاف الذنب المقرون بالفرح والتلذذ إن الوعيد فيه يعظم العقوبة تغلظ لن فيه استخفاف بعظمة من عصاه وجهل بقدره، بل ربما حرم صاحبه من عافية الله إذا زاد في التمادي لدرجة المجاهرة والتفاخر بالمعصية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل أمتى معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه) متفق عليه. يقول ابن القيم - رحمه الله- في بيان خطورة الفرح بالمعصية: (الفرح بالمعصية دليل علىشدة الرغبة فيها والجهل بقدر من عصاه والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها ففرحه بها غطى عليه ذلك كله، وفرحه بها أشد ضرراً عليه من مواقعتها مواقعتها والمؤمن لا تتم له لذة بمعصية أبدا ولا يكمل بها فرحه بل لا يباشرها إلا والحزن مخالط لقبله ولكن سكر الشهوة يحجبه عن الشعور به ومتى خلى قلبه من هذا الحزن واشتدت غبطته وسروره ليتهم إيمانه وليبك على موت قلبه، فإنه لو كان حيا لأحزنه ارتكابه للذنب وغاظه وصعب عليه، ولا يحس القلب بذلك فحيث لم يحس به فما لجرح بميت إيلام)اهـ. كما أن من بواعث الفرح المذمومة فرح الإنسان بالعلوم والنظريات التي تناقض ما جاءت به الرسل الكرام وتعارض نصوص الوحي المعصوم وتقدم عليها فهوم البشر القاصرة وتجعلها منهاج حياة، زاهدة عن الهداية الربانية التي لا يعتريها نقص ولا يصيبها خلل، كما وصف الله به أهل الباطل بقوله سبحانه: {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} سورة غافر (83)، ومن البواعث المذمومة في الفرح بمصائب المسلمين حين يمسهم قرح أو تحل بهم نكسة، كما قال تعالى عن المنافقين: {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} سورة التوبة(50)، ومن أشد ما يذم من الفرح فرح الإنسان بمتاع الدنيا فرحاً يصحبه غفلة عن الله والدار الآخرة، ويجعله عبداً لها وأسيراً لملذاتها {وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ} سورة الرعد (26).

2- طريقة التعبير عن الفرح:

قد يكون باعث الفرح وسببه في أصله محموداً أو مباحاً يثاب الإنسان على أصل فرحه بل أو يباح له ولكن الذم يلحق كل وسيلة للتعبير عن هذا الفرح يكون فيها تعدياً على حد من حدود الله أو تقصيراً في واجب من واجبات الشرع أو تجاوزاً لأدب من الآداب المرعية، فالفرح بالعيدين (مثلاً) من تعظيم شعائر الله، يثاب الإنسان عليه، ولكن البعض قد يخطيء في التعبير عن هذا الفرح حين يجعل من يوم العيد موسماً للتفلت من قيم الشرع والتهاون بآدابه والتقصير في واجباته، وإذا نصح بعض هؤلاء وذكروا بخطر تجاوزاتهم الشرعية وخطأ (التلازم بين الفرحة والمعصية)، وأن الفرحة أتم ما تكون حينما تكون نقية من أدران المخالفات الشرعية، حين يذكرون بمثل هذا يستشيطون غضباً ويصفون ناصحيهم بأنهم أعداء الفرحة ومغتالوا البسمة!!! ظانين أن الخلاف في (أصل الفرح!!) مع أنه في بعض صور التعبير عنه، والعجيب أن مثل هؤلاء يتجاوزون المؤتلف إلى المختلف ويتركون المساحات الواسعة من القواسم المشتركة في وسائل التعبير عن الفرح بالعيد وينمطونها في صور معينة يعلمون أنها نقاط توتر تحدث من مفسدة النزاع والخلاف وتوتر العلاقات بين أفراد المجتمع المسلم وتشعل فتيل الضغائن أكثر مما تضفي من الفرح، وتحول مواسم الأعياد إلىميادين احتراب!!

وإذا نظرنا إلى الحزن (وهو انفعال نفسي يقابل الفرح) فسنجد أن المصاب بفقد عزيز مثلا لا يطلب منه أن يكتم حزنه أو يخفي دمعته أو ينهي عن أصل التعبير عن حزنه، فهذا أمر لا يلحقه به ذم ولا نقص، ولكن الخلل حينما يعبر عن هذا الحزن بوسيلة تشعر بالتسخط والجزع من قدر الله كلطم الخدود وشق الجيوب والصراخ والعويل، وليس لمن هذا مسلكه أن يقول دعوني أحزن ولا تقيدوا حريتي في التعبير عن حزني بأي وسيلة أراها!!

* الصفحة الثالثة:

إن للفرح آداباً ينبغي أن يتحلى بها المسلم حين فرحه لكي يجني الثمار النافعة من فرحه ويجمع بين ثواب الدنيا والآخرة منها:

1- الاعتدال في الفرح اعتدالاً يجعلنا نستمتع بما فرحنا به دون أن نقد توازننا في التعبير عنه، وقد عرف بعض أهل اللغة الفرح بأنه خفة في النفس، والخفة في انفعال النفس مظنة أن يتجاوز الفرح حدوده، ولعل هذا سبب قول العرب عن الشخص (الفرح) بأنه (ياكاد يطير من الفرح) -كما يقول ديكارت- يجعل الذين يستسلمون له جسورين وغير مبالين، وهذا ما يجعل الفرح في العادة أشد ضرراً على النفس من الحزن، ومن قبلُ قال أفلاطون: (إن اللذة المفرطة تجعل الإنسان هائم العقل مضطرباً). ولا تكاد تخلو الذاكرة من حادثة -أو حوادث- مؤسفة سُمعت أو شوهدت، لأفراح أعقبها أحزان -كالتهور في قيادة السيارات بعد مناسبة ما (مثلاً) كان القصد منه التعبير عن الفرح؛ فأدت إلىحالات وفاة، أو إعاقة دائمة تظل ماثلة أمامة الناس، وكما يحصل في بعض مناسبات الزواج من إطلاق النار في الهواء احتفالاً ربما كان ضحيته أحد الحاضرين، فتحول الفرح إلى مأتم، ومن العجب أنها نشأت بسبب سوء التعبير عن الفرح!! ومن أناس لم يتحكموا في انفعالاتهم ولم يعبروا عنها بأسلوب متزن وناضج وحكيم.

2- كما أن الهم والحزن مصيبة فإن الفرح والسرور نعمة، ولكي تدوم النعمة وتحفظ من الزوال لا بد من أداء حقوقها ومنها: نسبتها للمنعم بها والاعتراف بفضل الله بها {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} سورة النحل (53)، وأن لا تستخدم فيما يسخط الله ويخالف مراده فيستعان بنعمة المنعم على معصيته!!!.

3- أن لا يصحب الفرح بالنعمة بطر ولا أشر ولا كبر, وهذا ما وقع فيه قارون حين تلطخ فرحه بنعمة المال الوفير بدنس البطر والكبر، مماجعل الناصحون من قومه يحذرونه من سوء عاقبة بطره حينما يفرح {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }سورة القصص(76).

وصرت أحيا نعيم الروح مبتسما

في المر والحلو أبدي الصبر والشكرا

فلست أقنط من بؤس أمر به

ولست أبطر من بشر إذا مرا

* الصفحة الرابعة: (أفراح الروح)

إذا كان بعض من قصر فكره وقل إدراكه (يختزل الفرح) في مظهرية جوفاء وأعراض زائلة ولا يرى من الفرح إلا ما متع به جسده فإن الموفقين ذوي البصيرة يدركون أن الفرح لا يقتصر على تحقق أمر يحصل به لذة الجسد فقط بل يعلمون أن للروح أفراحاً تفوق لذتها لذائذ الجسد، وأن أسمى أنواع الفرح هو الفرح بنعمة الهداية والتوفيق للاستقامة والقرب من الله {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} سورة يونس(58). قال صاحب (الظلال): (فبهذا الفضل الذي آتاه الله عباده، وبهذه الرحمة التي أفاضها عليهم من الإيمان، فبذلك -وحده- فليفرحوا، فهذا هو الذي يستحق الفرح، لا المال، ولا أعراض هذه الحياة، إن ذلك هو الفرح العلوي، الذي يطلق النفس من المطامع الأرضية والأعراض الزائلة، فيجعل هذه الأعراض خادمة لا مخدومة، ويجعل الإنسان فوقها وهو يستمتع بها، لاعبداً خاضعاً لها. وقال ابن القيم -رحمه الله-:

(فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه، فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به: من حبيب أو حياة، أو مال، أو نعمة، أو ملك. يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله، ولاينال القلب حقيقة لاحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة، فيظهر سرورها في قلبه ومضرتها في وجهه، فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقاهم الله نضرة وسروراً، فلمثل هذا فليعمل العاملون، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} سورة المطففين(26)اهـ. ولقد تحققت هذه المعاني السامية في نفوس المسلمين الأوائل، فهم، وإنكانوا يفرحون بما تفرح به كل نفس سوية؛ كون الفرح انفعالا فطرياً جُبلت عليه النفس- إلا أنهم- ماكانوا يفرحون بشيء أكثر من فرحهم بهذا الدين، ولا قدموا عليه شيئاً مما يُفرح به في العادة، فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول عن الصحابة، بعد أن سمعوا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي الذي سأله عن الساعة (أنت مع من أحببت)، (فما فرحنا بشيء بعد الإسلام فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنت مع من أحببت)، وهذا الاستدراك في كلام أنس يدل على أن الصحابة ما كانوا يفرحون بشيء- مهما كان يستحق الفرح- أكثر من فرحهم بالإسلام؛ شعوراً منهم بالنقلة الهائلة التي نقلهم الإسلام إليها حين أخرجهم من الظلمات إلى النور (من مقال عن الفرح للأستاذ: زيد عمر عبدالله). وتمتد مساحة الأفراح السامية لتصل إلى الفرح بنصر الله وبانتشار الإسلام وازدهاره {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ } سورة الروم (4-5)، ولأن المؤمن يعلم أن من دلائل إيمانه أن يحب لأخوانه ما يحب لنفسه فإنه لا ينسى وهو يستمتع في أجواء الفرح أن يتفضل بهذا الفرح على من حرم منه فيعطي محروماً ويصل مقطوعاً وينقذ مكروباً وينصر مظلوماً ويعين منكوباً ويطعم جائعاً ويفرج لمكروب ويمسح دمعة مكلوم عندها سيجد أن فرحته تتضاعف وتغمره من بين يديه ومن خلفه، وإذا كانت أفراح المؤمن في هذه الدنيا كثيرة فإن أجمل أفراحه وأمتعها حين يدخل الجنة (بلاد الأفراح) ويتمتع بنعيمها ويتلذذ برؤية وجه الله تبارك وتعالى وهذه أفراح لا يشوبها كدر ولا ينغصها خوف ولا قلق.

ويقابل هذه الأنواع السامية من الأفراح أنواع دنيئة كفرح الإنسان بظلم الآخرين أو الاعتداء عليهم والرقص على جراحهم، وكالفرح بحقائر الأمور وسفاسفها وحصر الملذات عليها كما قال أبو نواس:

إنما العيش سماع ومدام وندام

فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام

* فاصلة منقوطة:

مهم أن ننشر ثقافة (الفرح البرئ) وأن نعرف بالبدائل المباحة في عالم الأفراح (وما أكثرها) حينما تكون بعض صور التعبير عنها مشتملة على مخالفة شرعية، وذلك لأن الفراغ لا بد أن يشغل والكأس لا بد أن يملأ، ومهم كذلك أن ننشر آداب التعبير عن الفرح؛ حتى يؤتي أكله ضعفين.

b_oride@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد