اطلعت على ما كتبه الأخ خالد بن عبدالرحمن بن عبدالكريم أبا نمي في صحيفة الجزيرة الغراء العدد 12693 الصادر في السبت الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة الصفحة العشرين تحت عنوان: (أيهما الواهم الشيخ إبراهيم البدر أم العسكر) في معرض رده على الأخ عبدالله بن حمد العسكر حول ما نشره عن كتاب (التويم بين الماضي والحاضر) ومع الشكر الجزيل للأخ خالد والشكر موصول لصحيفة الجزيرة على فتح باب النقاش الهادف البناء لتصحيح وتنقيح ما يرد من خطأ في المعلومة التي تخص علماءنا وأسرنا الكريمة أكتب هذا الرد على مقالة الأخ خالد:
ذكر الأخ خالد فيما هو منقول من الشيخ بدر بن محمد بن بدر أنه نسب نفسه إلى الوهبة من تميم وأقول: إذا كان هذا الرجل -رحمه الله- من البدر المعروفين في الزلفي والمجمعة والتويم ومنهم عائلة العباد في المدينة المنورة فهم من عنزة وليسوا من تميم أما إذا كان هذا الشيخ من أسرة تميمية تسمى البدر فلا علمي لي بذلك.
ذكر الشيخ حمد الجاسر في معجم الأسر المتحضرة في نجد آل بدر في التويم والمجمعة والزلفي والكويت من الجلاس من عنزة وهذا النسب لا يختلف عليه اثنان والذي أعرفه وتأكدت منه من خلال بحوثي عن قبيلة عنزة أن أسرة البدر من فخذ يسمى البقية من البدور من الجماش من الأشاجعة من المحلف من ذرية زايد الجلاسي من ضنا مسلم من عنزة دون شك ويجتمع مع آل بدر كل من آل عسكر وآل صالح وآل رشيد الهزاني والشقيق الذين دخلوا في تحالف مع آل فهيد أما ما أشار له الأخ خالد استناداً إلى كتابي (أصدق الدلائل في أنساب بني وائل) حول مسمى المحلف فإني أوضح مقصد هذا الاسم منعاً للالتباس:
لقد ذكرت في كتابي أن كلمة المحلف والمثلوثة ترد في مسميات أنساب عنزة وهي تمثل تحالفاً بين ذرية رجلين أو أكثر مقابل فصائل أخرى من القبيلة ومقصد هذا التحالف هو ليس ضد الفصيلة الأخرى من أبناء القبيلة ولكنه في مثابة تشكيل جمع موحد في الحرب بحيث أن القبيلة تتفرع إلى بطون ويكون بطن أكثر من الآخر فتجد شيخ القبيلة يجمع بطنين أو ثلاثة ويشكلهم جمعاً ومن ثم يخلق هذا الوضع علاقة تقرب هؤلاء لبعضهم فيبدأ اسم (المحلف) أو (المثلوثة) أو التجاء شخص إلى أخيه الأكبر مقابل أخوته الآخرين أو انضمام هذا الفرع للآخر لقصد التعاضد على دفع دية أو لأسباب أخرى وللمعلومية فإن جميع ما ورد ذكره في كتابي المذكور من كلمة المحلف فهو تحالف داخلي وليس بينهم من هو خارج القبيلة أما الحلفاء الذين تضطرهم ظروف الحياة التي كانت سائدة في مجتمعات القبائل قبل أن يمن الله على الوطن العربي بحكومات منعت الشر بين القبائل العربية التي كانت في صراع دائم وعلى رأسهم حكومتنا الرشيدة التي حكمت شرع الله وجميع الحلفاء الذين مع القبائل يحملون اسم القبيلة التي تحالفوا معها أما من حمل لقب المحلف من قبيلة عنزة كما أوردت في كتابي فهو حلف داخلي صرف ومن ناحية قولي: (الحلف نسب) فإني أقصد أن حليف القبيلة يعتبر منها بكل مقومات الانتساب فهو يحمل اسمها ويشاركها في الهدة والردة والرفدة ولذلك ذكرت أن الحلف نسب وبخصوص اسم المحلف من الجلاس فهو اسم يضم قبيلة الأشاجعة وقبيلة السوالمة وقبيلة العبادلة وهذه القبائل الثلاث هم جميعاً من أبناء زايد الجلاسي دون شك ويوجد اسم المحلف وهو عبارة عن تحالف بين قبيلة العياش وقبيلة المذاودة من الدهامشة من عنزة وكلاهما من عقب علي غريب الدار، كما أن المحلف من قبيلة الموايقة من السبعة هم عقب سلامة جد المساندة وعقب عمه عاتق وبعض بطون الموايقة والجميع من ذرية محمد بن معلا السبيعي دون شك لذلك فلا يظن الأخ خالد أن ما ورد بكتابي الذي أشار له في مقالته حول اسم المحلف أنه حلف لبطون واسر من غير عنزة مع قبيلة عنزة بل إنه مجرد حلف داخلي لظروف يمليها نمط حياة البادية سابقاً وأخيراً أود التأكيد أن أسرة البدر المشار إليها هي من قبيلة عنزة وليست من تميم هذا ما علمته والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته.
الباحث: عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي