Al Jazirah NewsPaper Friday  23/11/2007 G Issue 12839
محليــات
الجمعة 13 ذو القعدة 1428   العدد  12839
فيما تسلم درجة الدكتوراه الفخرية من معهد موسكو
ولي العهد يؤكد على روابط الصداقة والشراكة بين المملكة وروسيا

موسكو - موفد «الجزيرة» سعد العجيبان

يختتم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام عصر اليوم الجمعة زيارته الرسمية لروسيا. وسيلتقي سموه اليوم برئيس الجمهورية الاتحادية الروسية فلاديمير بوتين في قصر الكرملين، حيث سيعقد سموه والرئيس بوتين اجتماعاً رسمياً يبحثان خلاله الأوضاع في المنطقة وتطوير العلاقات.

من جهة أخرى أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز أن المملكة العربية السعودية تستشعر دورها السياسي في العالم من منطلق قواعد التشاور والحوار، حيث عقدت على أرضها القمم العربية والإسلامية والدولية.

وقال سموه خلال تسلمه درجة الدكتوراه الفخرية الممنوحة لسموه من معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية: إن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بادر إلى تأسيس المنتدى الدولي للطاقة، كما اقترح إنشاء الصندوق الدولي لبحوث الطاقة والبيئة والتغير المناخي في قمة أوبك الثالثة بالرياض وأعلن عن تبرع المملكة بـ300 مليون دولار دعماً لهذا الصندوق.

وأضاف سموه: إن منطقة الشرق الأوسط تجتاز مرحلة خطيرة تتمدد فيها الصراعات وكل ذلك يستوجب من بلدينا الصديقين مضاعفة الجهود في حل المشكلات بالوسائل السلمية والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب الصراعات.

نص كلمة سمو الأمير سلطان:

وفيما يلي نص كلمة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز:

سعادة رئيس معهد موسكو للعلاقات الدولية

أصحاب السعادة أعضاء هيئة التدريس

أعضاء السلك الدبلوماسي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يطيب لي في هذا اللقاء أن أتوجه لكم وللقائمين على هذا المعهد العريق بالشكر على قراركم منحي درجة الدكتوراه الفخرية وإقامة هذا الاحتفال بحضور نخبة من قادة الفكر والسياسة. ويسعدني أن أقف بينكم اليوم واحداً منكم، وأشارككم الاعتزاز بهذه المؤسسة العلمية الرائدة، وأتشرف بالانضمام إلى قائمة الحاصلين على درجة الدكتوراه الفخرية من هذا المعهد. إن هذا التكريم هو تقدير منكم للمملكة العربية السعودية ومواقفها الداعمة للحوار والتعايش الحضاري بين الشعوب ودعم الاستقرار العالمي.

أيها الإخوة والأصدقاء:

إن المملكة العربية السعودية وهي ترتبط مع بلدكم الصديق بروابط تاريخية وثيقة، تنظر باهتمام كبير إلى أهمية تقوية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وترى في روسيا الاتحادية شريكاً مهماً وفعالاً على أكثر من صعيد، وتؤمن بأهمية التعاون والتنسيق المتبادل لرعاية المصالح المشتركة، في ظل ما يتمتع به البلدان من إرث تاريخي وحضاري وما يملكانه من إمكانيات اقتصادية وثقافية كبيرة.

لقد بادرت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها إلى المساهمة الصادقة في كل الجهود الرامية لتحقيق السلام في العالم، وتنمية التعاون بين الدول، وهي تواصل مساعيها في هذا المجال انطلاقاً من مكانتها الدينية ومعطياتها الثقافية والاقتصادية. وقد تبنت المملكة سياسة خارجية تقوم على مبادئ الاحترام لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

إن المملكة العربية السعودية تستشعر دورها السياسي في العالم من منطلق قواعد التشاور والحوار، فعقدت على أرضها القمم العربية والإسلامية والدولية. وبادر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تأسيس المنتدى الدولي للطاقة، كما اقترح إنشاء الصندوق الدولي لبحوث الطاقة والبيئة والتغير المناخي في قمة أوبك الثالثة في الرياض وأعلن عن تبرع المملكة بثلاثمائة مليون دولار دعماً لهذا الصندوق.

أيها السيدات والسادة:

إن منطقة الشرق الأوسط تجتاز مرحلة خطيرة تتعدد فيها الصراعات وتزداد تعقيداً، وكل ذلك يستوجب من بلدينا الصديقين مضاعفة الجهود في سبيل حل المشاكل بالوسائل السلمية والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب الصراعات. وإننا في هذا الصدد نثمن الجهود البارزة لفخامة الرئيس بوتين وحكمته في التعامل مع القضايا الدولية الشائكة، ونأمل أن تكلل مساعيه بالنجاح لما يحقق الأمن والسلام العالميين.

أيها السيدات والسادة:

إن الفكر المتطرف ينمو في ظل مشاعر الإحباط الناتجة عن فشل المجتمع الدولي في حل الصراعات على أسس الشرعية الدولية. وإن دعم المملكة لتحقيق السلام العادل والشامل واضح ويتجلى في مبادرة السلام التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين وتبنتها الدول العربية في قمة بيروت عام 2002م، وأكدتها قمة الرياض العربية في مارس من هذا العام.

أيها الإخوة والأصدقاء:

إن المملكة العربية السعودية من الدول التي استهدفها الإرهاب، ولكنها بفضل الله، ثم بفضل عزيمتها القوية تمكنت من مواجهته والحد من خطره، ودعمت بقوة الجهود الدولية لمكافحته. وفي هذا الخصوص دعا خادم الحرمين الشريفين لعقد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته المملكة عام 2005م، حيث تبنى المؤتمر مقترح المملكة إنشاء مركز دولي لمحاربة الإرهاب. ولا شك أن العالم اليوم مدعو لتحمل مسؤولياته في مواجهة هذا الخطر وتجفيف منابعه المادية والفكرية.

أيها السيدات والسادة:

إن التعاون بين الجامعات ومراكز الفكر والدراسات هو مطلب مهم لتبادل المعلومات وتصحيح المفاهيم الخاطئة وإزالة سوء الفهم، وإننا ندعو إلى تضافر الجهود من أجل تفعيل هذا الهدف السامي والعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون بين الجامعات والمراكز والمعاهد المتخصصة في المملكة العربية السعودية وجمهورية روسيا الاتحادية.

وأجدد في ختام هذه الكلمة شكري لكم على ما لقيته في هذا الصرح العلمي من الحفاوة والتقدير، كما أعرب عن عميق الامتنان على حضوركم ومشاركتكم راجياً للجميع التوفيق.

واختتم سمو ولي العهد كلمته مقدماً شكره للحضور وقال باللغة الروسية: اسباي سي با (شكراً).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد