قرأت في جريدة الجزيرة الصادرة يوم الخميس الماضي خبر وفاة اللواء المتقاعد ناصر بن الضاوي، وقد كان لهذا الخبر أثره المحزن في نفسي وذلك لما يتمتع به من حسن معشر وأخلاق حميدة لكل محبيه وعارفيه ولا سيما لمن زامله حوالي خمسين عاماً أثناء الدراسة بالمدارس العسكرية بالطائف عام 1373 هـ أو بكلية الملك عبد العزيز العسكرية عند افتتاحها في نهاية عام 1374 هـ وقبل وفاته بأقل من أسبوع كنا معاً على عادتنا الاجتماع أسبوعياً فكان بغاية الصحة والنشاط لا يشكو من أي مرض.
لذلك كان خبر وفاته مفاجأة لكل من يعرفه حيث أصيب بضيق الصدر فنقل إلى المستشفى وتم إجراء عملية توفي بعدها.
لقد تخرج اللواء ناصر من الكلية العسكرية وتم تعيينه بالحرس الملكي حيث عمل مع الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته، وفي نهاية المطاف تقاعد برتبة لواء.
فكان على درجة عالية من الانضباط وحسن الأخلاق مع تمتعه بقيادة عالية لم يسئ خلالها لأي فرد من مرؤوسيه ولا داعي لذكر أعماله الحسنة ومساعدته للمحتاجين، فهذه كلها في موازين حسناته بينه وبين رب العالمين والذي يخفف عنا هول المصاب هو أن الموت حق (إنك ميت وإنهم ميتون).
كذلك محبته للناس ومحبة الناس له هي التي تكون المودة الصادقة والسمعة الطيبة هي الذكر الحسن للإنسان. بهذه المناسبة أذكر أنني ذهبت لمنزل والده الشيخ محمد بن ضاوي في منزله بالشميسي منذ أكثر من أربعين عاماً أتوسط لامرأة مسنة قدمت من سوريا تبحث عن ولدها السعودي الذي انقطعت أخباره عنها، وقلت له أنا زميل ابنك ناصر الذي يدرس بالعسكرية وطلبي هو إعطاء هذه المرأة إقامة مدة شهر لكي يتسنى لها البحث عنه فأجابني (ابشر) وغداً تأتيني بالمكتب (حيث كان سعادته مديراً لجوازات الرياض) وفعلاً ذهبت لمكتبه باليوم الثاني وخلال دقائق كان الأمر منتهياً بإعطائها مدة شهرين بدل الشهر الواحد. إن العمل الطيب مع الناس وحسن التعامل يجعلك تتذكرهم دائماً وأبداً.
رحمك الله يا أبا ناصر ورحمك الله يا ناصر وأسكنكما فسيح جناته...