المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في مجلة الجزيرة ليوم الثلاثاء عدد 241 وتاريخ 26 شوال 1428هـ وفي صفحتها 14 قرأت هذا العنوان (الكتابة على الجدران).
والكتابة على الجدران ظاهرة تأبى أن تنتهي.. مساجد.. مدارس.. منازل.. منشآت حكومية لم تسلم من الكتابة على الجدران.. فمن المسؤول؟ بعد أن احتوت هذه الصفحة بسبع من المصور تغني عن التعبير والكلام وقبل الإجابة تواصلاً مع مضمون القصد باعتباره مسؤولية الجميع والكل مشترك في الإجابة: أود الدخول في موضوع ربما يرتبط في فكرته جهة بعد ذلك.
كانت الكتابة الجدارية في حد ذاتها حضارة قائمة وثقافة حاضرة تتفاعل بالتفكير والممارسة وخصوصاً ما كانت عليه في عهود غابرة وأزمنة موغلة في القدم كما هو الحال في الحقبة الفرعونية وبعوائلها المتعددة قبل أكثر من أربعة آلاف سنة تقريباً حيث عدت الكتابة وقتذاك هي اللغة الفاعلة والتخاطب بها فنون المحاكاة الرمزية وقوة التصالح الفردية والاجتماعية الدائرة في الوسط الملائم بها وكذلك المعرفة والتواجد بما يلائم الثقافة الفكرية والسلوكية ومبادئ العيش واستمرار البقاء ومحاولة فهم ذلك منذ اكتشاف سر هذه العلاقة بين ما هو مكتوب جدارياً أو منقوشاً صخرياً لعل الفهم يصل فعلاً إلى حقيقة ذلك الواقع وتلك المجموعة المؤنسة من طريقة وفكر وما زال المتذوقون في مسعى من المقاربة منذ عام 1922 - 4 نوفمبر على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر 1873 - 1939م إلى وقتنا الحالي حيث يعد مكتشفاً للمقابر الفرعونية والمدافن القديمة في مصر ولا يوجد طريقة في تخليد ورصد هذه الحياة إلا بهذه الفنون الكتابية والرسومات الجمالية المعبرة عن تاريخ وجغرافية وطبيعة تلك المجاميع الانسانية والحيوانية والتراكيب الاجتماعية والموجودة بطبيعة الحال في المدافن القديمة والمعابد المنتشرة قبل الإسلام وكذلك الصخور والكهوف مثل صخور عسير التي هي لوحة للباحثين عن الذكريات وكذلك في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة ومنطقة الجنوب وكذلك في سوريا والأردن ومصر وفلسطين وتركيا وأفغانستان وايران.. إلخ, وكلها تعج بهذه الألوان من الذكرى والتقاليد في مفهوم الحضارات القديمة والسلوكيات المتبعة وقتها واستمرت تلك الكتابات وبهذه الطريقة وهذا الاتجاه بلحاظ الطرف والمرحلة حتى أخذ عنها كبار الشعراء في الكتابة على الصخور أو على حائط صغير ليأتيه بعد يوم آخر وكأنه أي البيت الأول من القصيدة كتب بعده الجواب وهكذا حتى تكمل القصيدة أو الظن في قصد الشاعر بأنه هو الذي يكتب البيت وراء البيت حتى يكتمل نظم القصيدة وبذلك أخذ الزمان والمكان والشخص وكذلك الشعور المصاحب له.. ومن هذه الانطلاقة شاعت في الأوساط الحالية في الكتابة لأجل الغرض السياسي أو للمطالبة بتحقيق شيء أو للتنفيس عن مكنونات النفس في حب أو عشق أو حقد وحسد أو تأييد ورفض كما يحصل للأندية الرياضية ومن لغة التعليم في المدارس حيث استخدمت الكتابة الجدارية على السبورة من طباشير خاصة سابقاً أو أقلام معينة ومنها الصحائف المعلقة في الوصول وطرقات المدارس من أجل التعليم والتذكير وجلب الانتباه وقد تشعر بذلك في الشوارع والميادين العامة والمجالس الخاصة بحيث قد تهتدي لمعلومة أو إلى طريق من خلال ما هو مكتوب على الجدران ولكن وللأسف من الأفراد في ذلك في حق هذا الجيل الجديد بثقافته في المدارس وجدران الحارات ومحولات الكهرباء بلوحات التوزيع والعدادات وأبواب المحلات وحتى الملابس.
فنرجع إلى السؤال السابق من المسؤول؟ نستطيع أن نقول: هو الإنسان ذاته بفكره وسلوكه والوالدين لانهما المسؤولان عن التربية والانتماء وأيضاً المدرسة.
واصل عبد الله البوخضر الاحساء