Al Jazirah NewsPaper Monday  26/11/2007 G Issue 12842
مقـالات
الأثنين 16 ذو القعدة 1428   العدد  12842
بين قولين
أبطال فرجينيا
عبدالحفيظ الشمري

من يذكر مسلسل (أبطال فرجينيا) التلفزيوني القديم، قبل نحو ثلاثة عقود.. ذلك الذي ظل يُعرض على مدى أعوام. بعضه بالأبيض والأسود، وآخره ملون، حتماً ستصيبه الدهشة لكثرة ما تحوط هذا المسلسل وأهله التناقضات الفجة، والتباينات السافرة، والمآخذ الواقعية على هذا العمل العجيب في زمانه، ومكانه.

فالمسلسل يحكي قصة أهل فرجينيا الذين يظهرون دائماً محبين للخير باعتباره صديقهم الأوحد، حيث يجندل هؤلاء الأبطال الأخيار كل من يريدهم بشر مفترض، حتى بات محور الأخيار هم أهل فرجينيا ومسلسلهم ذائع الصيت، ومن عداهم هم الأشرار باعتبارهم خارجين عن نطاق سيطرتهم، وعن حظائر أبقارهم، بل أضحى المسلسل رأس بوصلة يشير دائماً نحو عنصر التميز في ذلك المكان الذي يرمز فيه للوطن المتحضر الكبير. يظهر (أبطال فرجينيا) رعاة بقر بسطاء، وأهل ريف شجعان، وبيئتهم نقية وبسيطة لا يبتعد عن فضاءاتنا وعوالمنا العربية كثيراً، فكان تلفزيوننا هو الشاهد دائماً على أن فرجينيا لا تُدرُّ إلا لبن الفأل، وإلا ما أنجبت للبشرية هؤلاء الشجعان (محور الخير.. التلفزيوني).

أما اليوم فإننا نرى النقيض من ذلك حيث بات محورهم ليس خيراً خالصاً على نحو ما تشير بوصلة تمثيلياتهم ومسلسلاتهم، وخطبهم العصماء، إنما بات أهل فرجينيا ومن حولها أشد ضراوة وفتكاً بمن يزورونهم عنوة باسم نصر الحق، ومناصرة الأخيار حسب ظنهم وتحضرهم على الأشرار المفترضين.. هؤلاء الذين تشي بهم ادعاءات المحبين لأبطال فرجينيا، حتى وإن كانوا على ظلال مبين. فلا داعي إذاً أن نصدق كل مسلسل أو خطاب أو تمثيل يدَّعي الخير، ومناصرة الحق وفق أجندته الخاصة - أعجبتني الأجندة هذه!! - علينا أن نتصور العالم من جديد برؤية واقعية، وحيادية، لكي نخرج من مأزق التصديق الدائم بأن كل أهل فرجينيا، ومن حولها، وكل من يدعي صداقتنا، وودنا هم بالضرورة أصدقاؤنا، حتى يثبت لنا عكس ذلك، ولنا في أهل فرجينيا ومسلسلهم الشهير خير مثال على الادعاء الذي نعيش مأزقه.



Hrbda2000@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد