حوار - عبدالرحمن حمد العتيبي
هو واحد من جيل الرواد الذين صنعوا ل (الساحة الشعبية) حاضرها الزاهي.. عبر صياغة حديثة مرنة متزنة.. تنشد التقدم وتهدف للنجاح.. وهو واحد من الشعراء المخضرمين الذين قدموا الجزيل من الشعر والوفير من المشاعر.. كانت خطوته الصحفية الأولى عبر منبر (اليمامة).. ولا يزال وفياً لذلك الصرح فلم يغادره إيماناً منه بحفظ (الود) القديم له.. أستاذ جيل وشاعر ذاعت قصائده.. وشاع اسمه على مستوى الخليج العربي.. إنه عمدة الشعر الشعبي الأستاذ الشاعر (راشد بن محمد بن جعيثن) الذي التقيناه لكم في هذا الحوار الخفيف السريع..
* تواجدت في الساحة الشعبية ب (شقين) الأول شق شاعر والآخر شق صحفي.. أيهما ترى أنه قدم (راشد بن جعيثن) أكثر؟
- لا هذا ولا ذاك.. الأغنية الشعبية قدمتني أكثر من الاثنين.
* عمر يمامي طويل في كنف (اليمامة) رغم المغريات الكثيرة هل هو العشق؟
أم وفاء؟ أم شيء آخر؟
- أحبها حب الوحش للشواهيق
أحبها حب العريفي لحايل
إنها اليمامة الأرض والمنبر والتأريخ والمجد موطني ومسقط رأسي
هذا حب الوطن الذي أوجد حب المطبوعة عندي..
اليمامة باتت جزءاً مني.
* كنت من ضمن الشعراء القريبين من الأمير الشاعر سعود بن بندر كيف كان على الجانب الشعري والشخصي بالنسبة لك؟
- كان منزل سموه البيت الأول لكتابة النص الشعري الحديث ويحسب له الريادة في هذا الحقل..
كان - رحمه الله - كنزاً إنسانياً نبيلاً لقد كان الداعم لكل الشباب الشعراء والصحفيين وهو أول من فكر في إصدار مجلة تُعنَى بالشعر الشعبي الحديث.
* كيف وصلك خبر وفاته؟
- كانت صدمه كبيرة عندما علمت بخبر وفاته بعد قدومي من مصر..
وقد تركته هناك وهو يهم بالذهاب إلى أثينا وجاءني الخبر كالصاعقة لحظة وصولي هناك.
* وهل أثر غيابه على الساحة الشعبية آنذاك؟
- نعم وتأثير غيابه كبير جداً لأن الشعراء في الرياض لم يبقَ لهم إلا وجهة واحدة هي وجهة (بدر الشعر) صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذي حمل على عاتقه الاهتمام بثقافة المفردة وتفجيرها وبالتالي كشف الوجه الأجمل للشعر الشعبي.
* أنت أكبر (متهم) ببيع الشعر ومع هذا لم تنفِ هذا الاتهام ولم تثبته..!!
هل كنت تنتهج سياسة إثارة أم أنك لم تتجرأ بعد على الاعتراف ببيع الشعر؟
- في هذا الأمر أنا ظلمت كثيراً ولا أحب أن أظلم أحداً لذا أقول:
الظلم يمحل بالديار المريفه
وشلون تقواه القلوب البريه
* إذن أنت تنفي هنا؟
لأنني لم ولن أبيع..!!
* أنت منتج (مخضرم) استطعت أن تبقى رغم رياح التغير القوية.. كيف نجحت في ذلك؟
- لأنني أساير (ثقافة) الزمن بمرونه.
وأضع من التجربة نبراساً حياً معاصراً يتلاءم مع الثقافة المعاصرة ولم أتقوقع في زاوية بعيدة عن الناس.
* ماذا طبع صديقك فهد بن سعيد - رحمه الله - في وجدانك؟
- طبع التفاعل الصادق الذي ينم عن إدراك بعيد ل (الفهم)...
خاصة أنه عُرِفَ - رحمه الله - بتقديم العبث المنظم من أجل أن يكون قريباً من الفطرة وبالتالي دخل القلب بلا استئذان فطبع في وجداني حباً له لا يبهت أبداً.
*ماذا طبع صديقك فهد بن سعيد - رحمه الله - في وجدانك؟
- طبع التفاعل الصادق الذي ينم عن إدراك بعيد ل (الفهم)..
خاصة أنه عرف - رحمه الله - بتقديم العبث المنظم من أجل أن يكون قريباً من الفطرة وبالتالي دخل القلب بلا استئذان فطبع في وجداني حباً له لا يبهت أبداً.
* ما أهم ميزة كان يحملها؟
أشياء كثيرة منها الثقافة العالية والإنسانية والطيبة التي لا حدود لها.
* تملك تصريحاً ل(مطبوعة) منذ فترة طويلة ومع ذلك جعلت التصريح في أدراجك.. هل تخشى المغامرة إلى هذا الحد أم أنك صرفت النظر عن إصدارها؟
- أنا لا أخشى المغامرة ولكنني أخاف الفشل خوف أبطال المعارك من أبي دجانة.
* هل ستطير إلى الفضاء كما فعل جل أقرانك الشعبيين أم أنك ستبقى في الأرض؟
- وقود الفضاء في الأرض وأنا ما زلت أفترش الأرض وأفرد قامتي في الفضاء متى شاء الفضائيون.
* مالك إبل.. ومضارب اسهم (مقهور).. وعمده.. وصحفي.. وشاعر شعبي.. ورب أسرة..
كل هذه المهام كيف تنجزها بمفردك على مدار ال (24) ساعة.؟؟
- هموم الجدول اليومي هي الحبيبة التي أعايشها مرة كيف أشاء..
ومرة كيف تشاء.. ولكنني أعشقها عشق المتنبي للنيل من كافور
وعشق حاتم للكرم وعشق عنترة لعبلة ولذا سوف أبقى مع (جوليتي) على الشرفة.
* أطلقت على فريق الهلال الكروي في أوائل الثمانيات لقب (جن الملاعب) ألا زلت عاشقاً لهذا (الجن)؟
- الهلال حالة خاصة استثنائية لا يمكن أن أتنازل عنها ولو كلف الأمر ما كلف (ادوارد الخامس) الذي ترك السلطة ليعيش حياته التي أحبها مثل هذا الحب الذي قال عنه سمو الأمير سعود بن محمد أمد الله في عمره:
الحب خلا ادوارد يسمح من المالك يوم انجبر عن عرش حكمه تنازل ومثلما فعل القائد السوداني (سوار الذهب) عندما عاد إلى حياته الأصيلة التي يحبها وترك الرئاسة وصخبها مثل هذا الحب يربطني بالهلال.
* متى شعرت أن جن الملاعب من فصيلة (العفاريت)؟
- عندما يرون (لمعة) الكأس في المنصة..!!
* ألم تفقدك ميولك الهلالية جمهور الشعر النصراوي؟
- لا أبداً الكثير من جماهير النصر أصدقائي ويحفظون شعري..
وأنا لست جاحداً لجماليات النصر فقد كتبت قصائد في رموزه مثل الأمير عبدالرحمن بن سعود والكابتن ماجد عبدالله.
* متى شعرت أنك حاطب ليل؟
- عندما تعلمت من الصحافة لا تحفظ حق الوفاء لمن قدمتهم للساحة..!!
* مسافات عشقك بماذا قطعتها؟
- بقيت مع عمر بن أبي ربيعة اسأل عن هند وبعد الخمسين أدركت أن الحب باقي ولن يفوت أوانه..!!
* (30) عاماً قضمتها في الصحافة وأكثر منها في الشعر بماذا خرجت من هذا العمر (المقضوم)...؟؟
- بالحب المطلق الذي يتجاوز الحدود من عشاق الشعر وكذلك الصحافة..
* نحن في نهاية الحوار بماذا تريد أن تختم؟
- شكراً لكم..!!