Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/12/2007 G Issue 12850
الريـاضيـة
الثلاثاء 24 ذو القعدة 1428   العدد  12850
لقاء الثلاثاء
في غياب صانع الأزمات!
عبد الكريم الجاسر

لم يسبق أن عايشنا تحدياً للقرارات سوى في حالة منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد المقال.. فقد ظهر عيانا بيانا وعبر العربية ليكذب الخبر الرسمي حول استقالته وينفي تقديمه الاستقالة متهما الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومؤلبا الوسط الرياضي على القرار بشكل لم يسبق له مثيل.

هكذا ظهر منصور البلوي الطيب المسالم الذي كان يتشدق بقبول أي أمر يصدر من الأمير سلطان بن فهد ومن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ويضحك على الجميع حينما كانت الأمور لصالحه بأن كل طلبات أمير الشباب أوامر (!!) وحين جاءت لحظة الجد ولحظة كشف معادن الرجال ظهر منصور على حقيقته وقال للرياضيين إن خبر الاستقالة كذب وإنني سأعود عبر الجمعية العمومية.

** حقيقة قمة التحدي هذه التي أظهرها رئيس الاتحاد للقرارات. فالشخص الذي يعلن أن الاستقالة المزعومة غير صحيحة وأن القرار هو من جهات عليا إنما يؤكد عدم رضوخه لقرارات الجهات العليا واحترامها.. فهو يعلم علم اليقين أنه كان بالإمكان أن تتغير صيغة القرار إلى إعفاء مباشر وفوري من منصبه ولكن حكمة ولاة الأمر وبعد نظرهم واحترامهم لشخصه جعل القرار يظهر بأقل صيغة ممكنة.. وهو ما لم يستوعبه منصور.

ولذلك كان الاستياء الشديد من الجميع تجاه هذا الصلف وهذا التعامل مع قرار الإقالة الذي يؤكد الجميع استحقاق البلوي له منذ فترة طويلة.. فممارساته المفضوحة وأفعاله تجاه المنافسات الرياضية وتحويل الرياضة إلى غاية وهدف للوصول نحو الشهرة والمكاسب الشخصية اتضحت منذ أيامه الأولى في الوسط الرياضي.. ولكنها الحكمة وبعد النظر والنفس الطويل في التعامل مع مثل هذه الحالات هي التي جعلت البلوي يتمادى إلى هذا الحد ويتطاول بهذا الشكل.

** أخيراً كنا نتمنى لو أن البلوي وهو ينفي صلته بموضوع كالون أن يشرح لنا كيف تحول وآلته الإعلامية إلى خط الدفاع الأول عن كالون وهروبه وكيف أن كل ما يتعلق بكالون من مخاطبات.. يصدر من البلوي وجماعته فكيف يحدث هذا وهم لا علاقة لهم به.. كما أن الأدلة الدامغة والصور الفاضحة كشفت مرافقي كالون وخاطفيه سواء في تصوير الفندق أو المطار ولو أن البلوي طالب بلجنة تحقيق لكشف الحقائق لربما صدقنا أنه يمكن إيجاد مخرج له إذا ما ثبت فعليا عدم تورطه المباشر.. ولذلك أقول ستظل مرحلة منصور في الوسط الرياضي استثناء نتمنى أن لا يتكرر حفاظا على شبابنا ومنافساتنا ورياضتنا.

هلال الاتحاد

أمام الاتحاد شاهدنا هلالا شابا ينبئ بمستقبل مشرق لزعيم نصف الأرض.. غير أن الهلاليين أنفسهم يقفون أمام ظهور هذا الهلال الذي تنتظر جماهيرهم ولادته السريعة بعد أن اكتمل بناؤه وتجهيزه.

ففي المباراة الكبيرة كان التألق من نصيب نجوم المستقبل الأزرق.. مواهب واعدة وأسماء شابة طالبنا كثيرا بأن تمنح الفرصة دون جدوى.. فلاعبون بحجم الزوري والمرشدي سيكونون دعائم رئيسية لهلال المستقبل ولمنتخب الوطن.. فيما كان الرائع محمد نامي يقدم إثباتا جديدا على إمكاناته الكبيرة وقدراته الكامنة.. فظهر أمام الاتحاد قبل ذلك أمام النصر بشكل ممتاز سينهي معاناة الظهير الأيمن ربما في المنتخب الأول.

وفي الوسط عاد الغنام لاعبا كبيرا وتخلص من كثير من عيوبه حيث السرحان وعدم التركيز ومتابعة الخصم بدلا من الكرة وكذلك البطء في التحرك والتمرير.. ليعيد بمستواه أمام الاتحاد شيئاً من نجومية الماضي.

وفي الهجوم كان الكلثم الورقة الرابحة في المباراة كلاعب ينتظره مستقبل مشرق إذا لم يقتله الهلاليون كما قتلوا موهبة غيره ولازالوا.

فالمواهب في الهلال عديدة وواعدة لكنها لا تجد الطريق نحو الشهرة والأضواء بسبب الضعف الإداري الفاضح الذي جعل كلمة اللاعبين الكبار هي العليا ورضخ لسطوتهم مضحيا بمستقبل الفريق ونجومه الواعدة.

فالهلال بحاجة لحركة تصحيح لازلت أتحدث عنها منذ نهاية الموسم الماضي ولكن لا حياة لمن تنادي.

فاللاعب الجيد بعيد والفرصة تمنح بالقطارة.. وفي كل مرة يلعب الصغار تتحسن الأوضاع لكن سرعان ما يعود المقربون وهكذا.

باختصار اللاعب الشاب كالزهرة إذا لم تقطف في وقتها فستذبل وتموت وهذا ما يجب أن يفهمه الهلاليون جيدا فعدم الزج بالأجدر من الشباب سيكون خطأ فادحا تجاه مستقبل الفريق وجماهيره فماذا سيقدم المفرج والتمياط والخثران أكثر مما قدموا في ظل وجود البديل الأفضل والقادر على خدمة الفريق لسنوات طويلة؟! ولعل المرحلة الحالية التي يعيشها الفريق بوجود نجوم دوليين في مقتبل العمر كالقحطاني والشلهوب وعزيز والغامدي بالإضافة للاعبين الأجانب هي أفضل مرحلة لإطلاق هؤلاء الشباب ومنحهم الفرصة ويكفي أن نشاهد الفرق العالمية كيف تقدم نجومها ومواهبها حيث يشارك مع برشلونة الإسباني لاعب لا يتجاوز عمره الـ17 عاما وهو بوخان صربي الأصل والذي يلعب لمنتخب الناشئين الإسباني.. بينما لدينا لاعبون في حدود العشرين لازالوا مبعدين لمصلحة من شارفوا على الاعتزال!

ياسر لقد بدأت

** الواجهة المشرقة للهلال والكرة السعودية الكابتن ياسر القحطاني وضع قدمه على أولى عتبات المجد والشهرة الدولية حينما انتقل للهلال قادما من القادسية بأكبر صفقة انتقال في تاريخ الكرة الخليجية وربما العربية.. وحين صعد بالأمس القريب لينال جائزة أفضل لاعب آسيوي للعام 2007م كان يوجه رسالة بليغة بأنه يعرف ماذا يفعل وماذا يريد وكيف يخطط لمستقبله الرياضي.

فالقناص هلالي خالص.. أحب الهلال وعشق جماهيره وشعاره ووضع نفسه جزءاً من المنظومة الهلالية المتميزة.. وبذلك أكمل الجزء المتبقي من نجوميته في طريقه نحو خدمة وطنه وكرة بلاده من قمة الهرم وإلى أفضل نقطة يمكن أن يصل إليها رياضي سعودي.. فها هو قائد للمنتخب الوطني ونموذج للرياضي السعودي المشرف بالتزامه وتفوقه ونضوجه.. فهنيئا للوطن بابنه البار وفارسه القادم.. وهنيئا للهلاليين نجمهم الكبير وثروتهم الكروية الغالية!

لمسات

** لازلت أتساءل وسأظل: أين الفريدي وعبدالعزيز الدوسري من الفريق الهلالي الأول؟!

* * *

** الصفقات التي يعقدها رئيس الاتحاد السابق دائما ما تفشل وتتعطل لأنها تتم تحت الطاولة وبعيدا عن الأنظمة واللوائح!!

* * *

** نجاح المدرب الهلالي كوزمين واختياراته الصحيحة للاعبين كشفت بعض المدربين الوطنيين الذين يتحدثون بدوافع بعيدة عن الأمور الفنية.. أو أنهم يفتقدون للمعرفة والفهم!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد