بالأمس القريب دخل ابني عبدالرحمن في كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي بالطائف ورافقته حتى وصولنا إلى بوابة الكلية وأنا قلق ومتحمس في نفس الوقت على ابني وهو أكبر أبنائي، قلق لأنه سوف يفارقني ويفارق منزلنا ومكان جلوسنا، ومكان نومه، وأكله معي، وتحدثه لي ومتحمس لفرحتي بدخول ابني لعرين الأسود ومصنع الرجال الشجعان وقد حقق حلمه الذي كان يتمناه منذ صغر سنه (خدمة الدين ثم المليك والوطن) حيث كان منذ صغره وهو يتمنى أن يكون ضابطاً في قواتنا المسلحة الأبية.
ولكن عند وصولنا إلى البوابة فوجئت بالاختلاف الكامل مما يجول في خاطري من القلق والحزن إلى الفرحة والغبطة والاطمئنان على ابني قابلنا المستلم على البوابة (صف ضابط) بصدر رحب وابتسامة وترحيب، وفي وقتها حضر أحد الضباط الذي بدوره أكمل ترحيب المستلم لنا على البوابة، وطلب من الطلبة ومن ضمنهم ابني الجلوس في المجلس الذي بجوار البوابة بكل احترام ومحبة وابتسامة ومكث معنا كأولياء الأمور يتحدث معنا، ويجيب عن أسئلتنا بصدر رحب، ويهلي بنا وأبنائنا ويطمئننا عليهم، ويقول بما نصه: هؤلاء أبناؤكم هم أيضاً أبناؤنا وإخواننا وزملاؤنا مستقبلاً وهذا يدل على حسن التصرف والفراسة والحنكة في هذا الضابط المحترم الأمر الذي بدل ما يجول في خاطري من القلق.
وبعد مضي ثلاثة أسابيع قمت بزيارة ابني مثل بقية الآباء الذين زاروا معنا أبناءهم فلاحظت ما يسر العين والقلب وتنشرح له الأنفس قابلنا المستلمون من ضباط وأفراد من الشرطة العسكرية في هذه الكلية، أقلونا بالمركبات إلى مقر الزيارة ففوجئنا بحسن الترتيب والتنظيم لهذه الزيارة فقائد الكلية كان باستقبالنا بزيه الرسمي العسكري وجميع ضباط الكلية من قادة الكتائب والسرايا والفصائل وضباط مخصصين للزيارة وكان يوم خميس (عطلة) وجميعهم يرحبون بنا. دخلنا المكان المخصص للزيارة (نادي الطلبة) فوجئنا بالترتيب المميز والمنظم الشاي والقهوة والعود والأكلات والعصيرات بجميع أنواعها يا له من كرم وحسن ضيافة. فوجئنا بدخول قائد الكلية مكان الزيارة وإشرافه الشخصي عليها وأركاناته برفقته وهذا يدل دلالة واضحة على حسن القيادة والتواضع، جلس القائد في مكان الزيارة يستقبل من يأتي إليه من الآباء للسلام عليه أنا من ضمن الذين تشرف بالسلام عليه. لاحظت فيه روح المحبة والتواضع والإخلاص فكل ما ذكرته سابقاً ليس رؤيا ولكن هذه هي الحقيقة وهذا دليل على أن هذه القوات (قوات الدفاع الجوي) تحظى مثل بقية قواتنا المسلحة الباسلة باختيار القادة الناجحين.
