Al Jazirah NewsPaper Friday  07/12/2007 G Issue 12853
الثقافية
الجمعة 27 ذو القعدة 1428   العدد  12853
ليوم رحيلك وفراقك يا أمي

لفراقك بكى قلبي قبل أن تبكي عيني. لفراقك أحسست بالأنين يتدفق إلى عروقي. لفراقك ساد الصمت أنحاء المنزل. لفراقك خفق الفؤاد ينتظر يوم اللقاء.. آه آه يا أمي.

أمي الحبيبة: أين أنت؟ أين ضحكتك وقلبك الطاهر؟ حتى مكان نومك لمسته بحثا عنك مكانك المعتاد وسط المنزل مكانك على المائدة أتمنى وجودك وأعطيك قطعة طعام لقمك الطاهر أنظر.. ها هو الظلام قد حل وتخيلت وجهك الحنون في ضوء القمر كي يرتاح وجداني.. سأسهر يا أمي على ذكراك كل ما حل النهار والليل ومنتصف الشهر وهو الثالث عشر من كل شهر وهو اليوم الفضيل عند الله كان فراقك هو الثالث عشر من ذي الحجة كان آخر يوم لك يا أمي في هذه الدنيا ومن وسط أبنائك رحلتي وكان أبناؤك ممسكين بيدك الطاهرة بعد أن أديت صلاة العصر ها قد رحلت رحلتي يا أمي وتركتي قلبا محتاجة لك سيظل هذا القلب محاطاً بحبك إلى نهاية المطاف وأحافظ على مكانتك الغالية في أرجاء المنزل.كم اشتقت إليك يا أمي كل يوم عن يوم أشتاق إليك وأشتاق إلى مناداتك اشتقت لرؤيتك والجلوس إلى جانبك لعلي أقتبس شيئا من حنانك وعطفك اللذين يتدفقان منك بلا حدود اشتقت للمسة يدك الحنون ولحضنك الدافئ اشتقت إلى كلمة كنت أرددها فجأة حُرمت من هذه الكلمة من قولها من مناداتها اشتقت للكلمة التي حرمت من قولها كلمة ساكنة في أعماق قلبي كم أردت أن أرددها وألفظها ولكن لمن؟ وهي كلمة أمي.. آه.. آه يا أمي.. ما أروعها وما أحلاها من كلمة وما أحلى معانيها.كم أفرح عندما أراك في منامي تنتظري إلي وتقولي ها أنا عدت إليك يا ابنتي أجلس بقربك لتكلميني وأكلمك وألمس يدك الحنون وأرتمي لحضنك الذي حرمت منه فكنت في منامي. أما في يقظتي فهي معي بجواري ليس بجسدها بل بروحها وقلبها. لا يمكنني أن أتصور حياتي بدونك فأنت مثال للأم الحنون فمثلك يا أمي وجوده نادر في هذا الزمن العجيب..

أمي.. أتذكر كيف أنك ضحيتي بحياتك من أجلنا أنا وأخوتي بعد وفاة والدي رحمه الله رغم الأحزان التي رسمها الزمن بين طيات قلبك الحنون إلا أنك عزمتي على الصبر مهما طالت بك الأحزان فالحزن والألم تكاد أن تخطف قلبك بالرغم من ذلك استطعتي بعزمك أن تواجهي أعاصير الرياح فالجميع يعلم والله أعلم منا بما يحمله جسمك الضعيف وقلبك الحنون من آهات وأحزان ولوعة الفراق على أحبتك.لا أملك الآن إلا أن أعبر عن نفسي بين هذه السطور حتى السطور تحمل كلمات حزينة. أردت كتابة هذه الكلمات لأعبر عن شوقي لها لكن دموعي سبقت كلماتي.. فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة فالدمع من زحمة الآلام يبتسم واسمع الورق تبكيني فأطلبها كفى النواح بصوت واهن وأنين وتلبس الصمت وتعلو الأنام وأبصر الليل والنجوم تواسيني أطوي عليها فؤادا شقه الألم. أتذكر دموعك الغالية عند الوداع تعذبني.. كنت أتمنى لو أستطيع أن أحضن تلك الدموع الغالية بين يدي حتى لا تؤلمك حرارتها.. ليتني أحمل آلامك حتى لا يئن قلبك الحنون.أصبح لفراقك يا (ست الحبايب) تسعة أشهر.. في الثالث عشر من شهر رمضان وأنت بعيدة عنا تسعة أشهر رحمك الله يا أمي رحمة واسعة أنت وجميع موتى المسلمين.

هل سمعتوا باليتيمة اللي أمام عينها تموت أمها.. إنها أنا اليتيمة لم أستطع أن أفعل شيئاً لأمي وهي تموت بين يدي وقبلها كان أبي فها أنا أصبحت يتيمة الوالدين.

حينما تدمع العين حزينة مودعة مفارقة

ويأس الفؤاد على وداع الأحباب

يقف الإنسان حائرا مندهشا يتذكر

أياما قضاها مع أحبابه وخلانه

ويتمنى أن تعود وتطول.. يتمنى هذا مع أحبابه ماذا لو كان مع والديه.؟

آه ما أصعب الفراق ما أصعب الإنسان أن يكون وحيدا كان بلا أب والآن أصبح بلا أم.

ألم الفراق يهز أعماق الفؤاد.. ويهز شكواه الحزينة في البلاد

ها هي (ست الحبايب) فارقت الحياة كلمح البصر انتقلت من بين أحضاني إلى بارئها إلى مثواها إلى جنة الفردوس بإذن الله.

توفيت في الثالث عشر من ذي الحجة للعام 1427 هجرية.

رحمك الله يا أمي ويجمعنا بك وبأبي في أعلى جنانه.

ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.

أم عمر – جدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد