Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/12/2007 G Issue 12859
الرأي
الخميس 04 ذو الحجة 1428   العدد  12859
الوثيقة وأهميتها التاريخية
عبدالله بن حمد الحقيل

جاء في معاجم اللغة العربية أن الوثيقة هي المحكم أو ما يحكم به الأمر والمؤرخون قصدوا بها المستندات التي تصدر من جهات رسمية أو من أفراد لهم صفة رسمية، ويرى البعض كل ما خلفه الحدث التاريخي من آثار ويرى البعض أنها كل آثار السلف.

وللوثائق دور كبير في حفظ التراث والنصوص التاريخ والروايات وفي العصر الحالي أصبحت الوثائق علماً يدرس، فالعلوم الوثائقية الأرشيفية تحتل اليوم مكانة رفيعة، فالوثائق والمستندات لها دور كبير في عملية البحث التاريخي، فعندما يقوم الباحث والدارس بجمع مادته العلمية ومصادر بحثه، ومن ضمن ذلك الوثائق ودراستها ومعرفة ما يرتبط بها مما يريد تحقيقه.. إن دراسة الوثائق ليست بالأمر السهل كما قد يتصور البعض، فهي تحتاج إلى ثقافة وخبرة ومعرفة بالخطوط واللغة وكثيراً ما يحتار الباحث عندما يواجه مجموعة من الوثائق المختلفة المتفاوتة فيما بينها والمتباينة في أساليبها ومعانيها فيضطر لتمضية وقت طويل في التحقيق وبالمقارنة بين النسخ المتعددة للوثيقة والتدقيق والتمييز بينها لمعرفة الصحيح من غير الصحيح. إن الكثير من الوثائق يثار حول صحتها الكثير من الجدل والاعتراض من قبل الباحثين والمختصين وهذا ما يجعل الباحث يتحرى الدقة والتحقيق والتأمل لأن الوثيقة تعتبر من الأصول التاريخية التي يعتمد عليها كاتب التاريخ ولذا ينبغي إخضاعها للمنهج العلمي والبحث التاريخي.. ونشير في هذه المناسبة إلى أن أسلافنا قد سبقوا الأمم الأخرى إليه وقد برز ذلك في عالم مصطلح الحديث، حيث حددوا القواعد والضوابط التي تثبت صحة النصوص والأحاديث والأخبار المروية.

ومن هنا يتجلى دور الوثائق ولقد قيل (لا تاريخ بدون وثائق) ولذا فإن المؤرخ والباحث لا يستغني عن الوثائق ودراستها والاستعانة بها في مصادر بحثه. وأن خزائن المكتبات والمخطوطات في العالم اليوم لتزخر بالوثائق التي لها صلة بتاريخنا وكم نحن في حاجة إلى إعداد متخصصين للعمل في الوثائق وقراءتها وتصنيفها وفهرستها وفك رموزها وترجمتها والعناية بها.

لما لذلك من أهمية وقيمة في الكتابة التاريخية وكل وثيقة مهما كانت مادتها فإنه يمكن أن تكون جزءاً من المادة التاريخية على مرور الأيام وبالجملة فإن جميع الوثائق على مختلف أنواعها لازمة للمؤرخ من أدواته فهي الشاهد على التاريخ وهي عنوان الشخصية الحضارية لأي أمة من الأمم وتعتمد الدراسات التاريخية اليوم اعتماداً قوياً على الوثائق لكونها من المصادر التاريخية والأساسية للباحث والمؤرخ المعاصر تمكنه من كتابة التاريخ من مختلف جوانبه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد