Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/12/2007 G Issue 12866
عزيزتـي الجزيرة
الخميس 11 ذو الحجة 1428   العدد  12866
أسباب انتشار الملابس النسائية غير المحتشمة

في العدد (12829) من جريدة الجزيرة الصادر يوم الثلاثاء الموافق 3-11- 1428هـ رسم المرزوق رسماً كاريكاتيرياً يعبر فيه عن التغيرات السلبية والسريعة والمخالفة لتعاليم الإسلام التي طرأت على ملابس نسائنا. وتفاعلاً مع هذا الكاريكاتير أقول:

لقد جاء الإسلام بكل ما فيه حماية للمجتمع والمحافظة على كرامة المرأة المسلمة، فأمرها بالتستر والاحتشام في لباسها وكلامها، وفرض عليها الحجاب والاحتشام لما فيهما من تحقيق تلك الكرامة والحماية لها وللمجتمع المسلم، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)(سورة الأحزاب (59) وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (سورة الأحزاب(53).

وقد كانت النساء المسلمات في صدر الإسلام قد بلغن الغاية في الطهر والعفة والحياء والحشمة، وذلك باتباعهن أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيلبسن الحجاب والملابس الساترة والمحتشمة ولم يعرف عنهن التكشف والتبدل، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية وعليهن أكسية سود يلبسنها)، وعلى هذا سارت وتسير وستسير النساء المسلمات الطاهرات.

وعندما تغيرت أحوال بعض المسلمات وظهر فيهن التبرج والسفور ومتابعة الموضة وأزياء النساء الغربيات هب العلماء والغيورون للنصح ودفع الخطر، قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-:

(إذا علم هذا تبين أن ما يفعله بعض نساء هذا الزمان من التبرج بالزينة والتساهل في أمر الحجاب وإبراز محاسنهن للأجانب وخروجهن للأسواق متجملات متعطرات أمرٌ مخالف للأدلة الشرعية ولما عليه السلف الصالح، وأنه منكر يجب على ولاة الأمر من الأمراء والعلماء ورجال الحسبة تغييره وعدم إقراره كل حسب طاقته ومقدرته، وما يملكه من الوسائل والأسباب التي تؤدي إلى منع هذا المنكر، وحمل النساء على التحجب والتستر، وأن يلبسن لباس الحشمة والوقار).

(فتاوى مهمة لعموم الأمة).

وقد تأملت كثيراً في أسباب زيادة انتشار الملابس النسائية غير المحتشمة في مجتمعنا فألفيتها متعددة، ومن أهمها:

1- انجراف بعض النساء وراء الموضة والأزياء وتقبل ما يصدر من مصمميها وماركاتها الغربية بصدر رحب، رغم مخالفتها الصريحة لتعاليم ديننا وعادات وأعراف مجتمعنا.

2- ما يوفره أصحاب الأسواق التجارية من ملابس نسائية من القصير والضيق والمفتوح، لذا فقد تذهب الأسرة العاقلة للبحث في عدد من الأسواق عن ملابس مناسبة لأفرادها فلا تجد.

3- العروض التي تقدمها مشاغل الخياطة النسائية لجلب أكبر عدد من النساء والفتيات، ومن أبرزها وجود مصممة أزياء أجنبية لتصميم واختيار موديلات ملابس نسائنا. وكذلك توفير أعداد كبيرة من مجلات الأزياء (البورد) بتصاميمها.

4- سفر بعض نسائنا للخارج بهدف السياحة، وتأثرهن بموضات وملابس نساء وفتيات تلك الدول، ومن ثم شرائهن وجلبهن معهن لتلك الموضات والملابس.

5- وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، وذلك عبر ما تبثه من مسلسلات والأفلام وبرامج منوعة وخصوصاً برامج الفيديو كليب، وما ينشر من صور في الصحف والمجلات.

6- غياب دور بعض أولياء الأمور وإهمالهم المسؤولية تجاه أسرهم، لظنه أن هذا الأمر يخص النساء وهن أعلم بأمورهن الخاصة.

7) كثرة ذهاب النساء إلى الأسواق وكثرة حضورهن للحفلات والولائم والتجمعات النسائية.

8- وهو أهمها: ضعف الوازع الديني وقلة العلم والفقه في الدين وضعف الشخصية.

وقد أكدت الدراسات الغربية فوائد التزام المرأة بالملابس المحتشمة، فقد توصلت دراسة علمية أجريت في جامعة هارفارد الأمريكية أن التزام كل امرأة مسلمة بتعاليم دينها وأخلاقياته واحتشامها في ملابسها وراء ندرة الإيدز في المجتمعات الإسلامية، وأوصت الدراسة النساء الأمريكيات بالاقتداء بالمرأة المسلمة في احتشامها وأخلاقها كسبيل للقضاء على الانحلال الخلقي والأمراض الخطيرة السائدة في المجتمعات الغربية عموماً والأمريكية على وجه الخصوص.

وأثبتت الدراسات الطبية التي أجراها علماء من أوروبا وأمريكا أن كشف المرأة أجزاء من جسدها يعرض تلك الأجزاء للإصابة بسرطان الجلد بنسب أعلى بكثير من الأجزاء المستورة من جسدها، وهذا ما يفسر ارتفاع سرطان الجلد لدى نساء الغرب وانخفاضه لدى النساء المسلمات، وكذلك فإن تعرض الجلد لأشعة الشمس يسبب تباعد الجلد وتجعده واسمراره وغير ذلك من الأمراض الجلدية.

كما أثبتت البحوث الطبية أن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة تؤدي إلى فقدان الشعر نعومته، وشحوب لونه، فيصبح الشعر خشناً باهتا، وأن الهواء الخارجي (الأكسجين) وتهوية الشعر ليس له أي دور في تغذية الشعر، وأن إطالة الشعر تحدث انقساما في برعم الشعر الموجود داخل الجلد، وهذا الجزء النشط الذي يؤدي انقسامه إلى إطالة الشعر يحصل على غذائه من الأوعية الدموية داخل الجلد، لذلك فإن صحة الشعر تعتمد على صحة الجسم عامة، وأن أي شيء يؤثر على صحة الجسم من مرض أو نقص في التغذية يؤدي إلى ضعف في الشعر.

هذه بعض أسباب زيادة انتشار الملابس النسائية غير المحتشمة وأضرارها الصحية، التي جعلت المرأة الغربية التي كانت تتباهى بها تبتعد عنها لتلك الأضرار، ناهيك عن الأضرار الاجتماعية والأخلاقية التي صاحبت عدم حشمة المرأة الغربية.

أخيراً: إن الامتثال لتعاليم ديننا الإسلامي فيه صلاح أمور ديننا ودنيانا، وحماية لنا من الأمراض الحسية والمعنوية، لذا فحريٌ بالمرأة المسلمة أن تكون حريصة على امتثال تلك التعاليم، حتى لا تقع فريسة للذئاب البشرية وللأمراض الحسية والمشكلات الاجتماعية.

حمد بن عبدالله القميزي
الخرج







 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد