«الجزيرة» - قبلان الحزيمي
شهدت مدينة اليوم الواحد عرفات على مدار أكثر من أسبوعين خلت احتضان نحو أكثر من 3 ملايين مسلم يرتدون لباساً واحداً، وهناك يجول في ذهنك أعمال رجال الكشافة ضمن منظومة تواجدت منذ غرة شهر ذي الحجة وحتى يوم التاسع فكانت أعمالهم مسحاً ورصداً للمعلومة وتبويباً وإعداداً حتى صدر دليل الإرشاد. وفي يوم الوقوف بعرفات تناثر رجال الكشافة كالنجوم حين تزين السماء، يرشدون ويساندون ويعينون يمسحون دمعة مفقود، يحملون طفلاً ضائعاً، ويدفعون كرسياً لعاجز، يخدمون مريضاً يقدمون خدمة لكل قطاع، وكان القائد عبدالله المجلي من شقراء يسير على قدميه بين جمع من الحجاج الذين التفوا حوله بين تائه ومفقود فكانت معاملته مع هذا الجمع بصدر رحب حيث أكد أن المشاركة في خدمة الحجيج شرف لكل كشاف، وبين أن جميع من ينتسب إلى الكشفية يتسابقون لنيل هذا الشرف العظيم، وحمد المجلي الله على توفيقه وزملائه العمل منذ أكثر من أسبوع في القيام بمسح صعيد عرفات لنخرج بدليل إرشادي تحرص كل الجهات على الحصول عليه. وأشار إلى أن العمل بهذه المهمة لا تحدد بوقت إذ قال: فرقتي بدأت فترة الإرشاد منذ الثامنة صباحاً ومازلت حتى في الميدان حتى بعد انتهاء الفترة لأن هذه المهمة لا يمكن أن تحدد بزمن ولا تحدد بساعات فأجد المتعة حين أرشد حاجاً وأعين محتاجاً وأحتضن طفلاً ضائعاً، أفضل النزول في الميدان لاستشعر أهمية هذا العمل النبيل. في حين ذكر الكشاف زياد العليو من منطقة الرياض أنه واجه شيئاً من الصعوبة في معرفة الشوارع والقطع ومواقع مكاتب الخدمة عند قدومه إلا أنه بعد عملية المسح تكونت لديه معرفة، وقال: حين بدأنا عملية المسح وجدت شيئاً من الصعوبة في معرفة القطع والشوارع والمواقع لكن الحمد الله أنا الآن أمتلك رصيداً واسعاً من المعرفة وكما ترى هذه الحاجة جاءتنا إلى مقر التائهين وكلفت بإيصالها إلى مقر إقامتها هنا في عرفات وطوال سيرنا لم ينقطع لسانه عن الدعاء والثناء فاستشعرت بقيمة العمل الذي أقوم به، وكانت تحدثني عن مرحلة الشباب وضرورة استغلاله فيما ينفع وتقول: أهنئكم على هذا العمل الرائع فأنتم تستغلون مرحلة الشباب في أعمال مفيدة ثوابها عند الله قبل البشر.
وكان الكشاف عبدالرحمن العبد المحسن ممسكاً بكرسي المعاقين وبين يديه حاج لا يقوى على السير بالأقدام فقام بتقديم الماء البارد له وأكد أن هذه المهمة إنسانية قبل كل شيء وقال: أحمد الله على أن سخرني لخدمة حجاج بيته وأنا أتذكر جدي الذي يستخدم هذا الكرسي لذلك حرصت كثيراً على القيام بإيصال هذا الحاج التائه وهو يقول: حمى الله شبابك وبارك فيك. وأما عبدالرحمن المرداس من جدة فقد انشغل بجمع كل من التقى به من الحجاج التائهين أثناء عودته ويقول: قمت بإيصال حاج إلى مقر سكنه وعند العودة وجدت أكثر من حاج يستوقفني للسؤال عن مقر إقامته وأنا الآن سأصطحبهم إلى مقر التائهين لنقوم بإيصالهم حيث مبتغاهم، ويقول حتى رجال الأمن تجدهم يسألون عن المواقع والأماكن فرجل الدفاع المدني هذا استوقفني ليسأل عن مقر حملة أهلية لوجود ذويه هناك فقمت بشرح الموقع له على الخارطة التي كانت معي وأهديته إياها.بينما ذكر أحمد العبدان من الدوادمي أنه يحرص في كل عام على المشاركة مع الكشافة لأن العمل في خدمة الحجيج ممتع ورائع فهي زادتني معرفة وأكسبتني ثقة، فكما ترى هذان حاجان أقوم بإيصالهما إلى مقارهما وللإصرار على المهمة كلفت بإيصالهما معاً رغم اختلاف عنوانهما، وحتى هذه الساعة ونحن في منتصف يوم عرفات قمت بإيصال أكثر من 12 حالة بينها الطفل والكبير والعاجز والكهل والشباب لكن كلهم يقدمون الشكر.