المشاعر المقدسة - إبراهيم بكري - تصوير - سليمان وهيب
لا يقل دهن العود عن خشب العود فائدة فهما أصل وفرع، وهو سهل الحمل ولا يحتاج إلى طاقة حرارية لاستعماله كالعود البخور فرائحته القوية تظل على الملابس لفترة طويلة حيث تملأ الأجواء برائحة جميلة تطرد جميع الروائح التي حولها ويستخدم دهن العود أيضاً في علاج بعض الأمراض بعد خلطه مع العنبر الخام ومسك الغزال.
في الحج فرصة للدول المشهورة بتجارة العود: كمبوديا وماليزيا والهند وتايلاند لترويج بضاعتها على الحجاج لتعطر المشاعر برائحة تزكي النفوس.
يمتاز دهن العود الجيد بطول فترة بقائه على الجلد في الظروف الطبيعية.. ففترة بقاء رائحة دهن العود على الجلد تتراوح من 3 إلى 8 ساعات حسب جودة الدهن وهذا ما يحتاجه الحاج بدلاً من العطور الفرنسية التي تفوح ثواني وتعود لصمت دون فواح علماً بأن أفضل وأجود أنواع دهن العود لا تظل أكثر من 8 ساعات على الجلد في الظروف الطبيعية أما على الملابس فيدوم لمدة طويلة.
ودهن العود الجيد لا تظهر رائحته من الوهلة الأولى فبدايتها لا تكون مستحبة أما بعد فترة قصيرة من التعطر بها تظهر رائحتها القوية والجميلة..
ويكمن غلاء دهن العود في غلاء خشب العود فخشب العود في أصله غالي الثمن وفوق كل ذلك فإن كيلو خشب العود يستخرج منه من 0.25 إلى 0.75 تولة أي من 3 إلى 9 غرامات من دهن العود حسب جودة خشب العود.
ويستخرج دهن العود من القشور المحيطة بخشب العود حيث يمر بثلاث مراحل رئيسية ذكرها ل(الجزيرة) البائع الماليزي عبدالله مهاتير قائلاً: فمرحلة (التحضير) تؤخذ القشور المحيطة بخشب العود وتوضع مع الماء في إناء لمدة ستة أشهر في ظروف مناخية طبيعية، بعد ذلك تصفي القشور من الماء وتطحن طحناً دقيقاً بآلة تسمى المدق.
بعد ذلك توضع القشور المطحونة في إناء مع نفس الماء السابق لمدة ستة أشهر أخرى وخلال هذه الفترة تتكون وبصورة طبيعية حشرات صغيرة تسمى دود العود وتموت في نهاية المدة، وأخيراً، ينقى خشب العود المطحون من دود العود وبذلك يصبح جاهزاً للانتقال إلى المرحلة الثانية..
أما مراحل (التقطير) يوضع ناتج المرحلة الأولى في إناء خاص بالتقطير يسمى قدر العود حيث يوضع مع كل كيلو جرام من العود تسعة كيلو جرامات من الماء ويسخن تحت نار مستمرة لمدة ستة أشهر متواصلة.
في هذه الفترة يتبخر الماء مع ذرات دهن العود عبر أنبوب يعبر خزان به ماء بارد يسمى المكثف متصل بإناء صغير في الناحية الأخرى يسمى قدر التقطير يُقطر به الماء مع قطرات دهن العود حيث يستقر الماء في الأسفل ويطفوا دهن العود فوق سطح الماء.
يصفى دهن العود من الماء كما سنذكر في المرحلة القادمة ويسمى دهن العود الناتج دهن عود قطفة أولى (درجة أولى) ويعاد الماء المصفى من دهن العود في قدر العود عن طريق المحقن استعداداً لاستخراج دهن العود قطفة ثانية (درجة ثانية) وهكذا حتى يتصفى العود نهائياً في أربع مراحل ويصبح الناتج أربع درجات من العود - درجة أولى - درجة ثانية - درجة ثالثة - درجة رابعة..
أما (التصفية) المرحلة الأخيرة فتتم تصفية دهن العود من الماء بآلة يدوية تسمى مصفاة العود وبعد ذلك يوضع دهن العود المصفى في قارورة زجاجية تسمى زجاجة التصفية النهائية وبعد التصفية النهائية لدهن العود يصبح الدهن جاهزاً للاستعمال.
وحول أنواع العود كشف للجزيرة البائع الكمبودي محمد رحمات ضياء قائلاً:
من أنواعه (ماء العود) وهو الماء المستخرج منه دهن العود ويستخدم وذلك برشه على المفروشات وكي الملابس وغير ذلك، حيث يعطي رائحة العود الحقيقي.
و(دهن العود المبخر) وهو الدهن الذي يستخرج من الأنابيب التي تصل بين قدر العود وقدر التقطير ويكون تركيزه عالياً جداً وذا رائحة قوية وجميلة. أما (المعمول) بعد نهاية تصفية دهن العود فيبقى في قدر العود القشور المستأصل منها دهن العود حيث يتم خلطها مع بعض العطور العربية وتستخدم في تبخير الجالس وغير ذلك.
ويبقى القول إن رائحة العود تنعش الجسد وتجدد الحياة وتمنح الحيوية ويزداد رائحته أصالة عندما تختلط بأجساد بيضاء كأجساد الحجاج الطاهرة.