|
في إحدى زياراتي لدبي التقيت الشاعر الشاب أكرم عزاوي ودار الحديث عن الشعر العراقي الشعبي وأوجه التقارب بينه وبين شعر نجد، وذلك التمازج القريب في المفردات والأفكار والصور والأخيلة بل يتجاوز ذلك كله إلى التقارب الثقافي في الموروث بأكمله وأوجه التشابه بين الشعر في نجد والشعر العراقي القديم.. وأهداني العزاوي كتيباً مخطوطاً صغيراً ضم ما يزيد على ثلاثين موالاً عراقياً ضمت لمحة وطيفاً من الأنفاس الشعبية المذهلة التي تأسر الألباب والأفكار وتشعرك بالنشوة اللامحدودة وأنت تخشى تلك الأنفاس الشعبية بروعة الانجذاب والتأثر!!لقد كان الموال ولا يزال حديث النفس المثير ومدغدغ الفكر الهادئ ليقوده بعد ذلك إلى عالم الإثارة والخيال؛ فكل منال مواله الخاص وهمومه وحديث قلبه وهمهمة فؤاده التي تصول وتجول في حناياه بكل عنفوان كالمهرة العسيف بانتظار من يروضها وعندما ينطلق وينطق الموال يكون هو المروض والعاسف لمهرة حنايانا وقلوبنا المرتعشة!!
|
تأملوا هذا الموال بعنوان (غدير) |
أيا با العين.. لاسلهمت كنها غدير خيال |
تارد عليه.. عنزة شمر وابن هذال |
تصورا هذه العين وتلك الصورة البديعة المتكاملة!!
|
واقرأوا موال (جناح الخضيري):
|
أيا طارش ما عندك علومي |
عالراحوا وماردوا علومي |
وأنا الوجعان دزوا لي بس على أمي |
ويالرايحين لهلي.. هاكم مواويلي |
وهاكم عذاب القلب وهاكم سهر ليلي |
لارسل سلامي خفي بجناح الخضيري |
ربيتهم من صغر سني وصاروا بخت غيري |
أوه أوه يالمالكم تالي |
وحتى نصل إلى ذروة التذوق دعونا نحتسي هذا الموال المشهور جداً الذي غناه الكثيرون وعنون باسم (ضياع وطن)
|
|
|
|
|
|
|
الله يا هذا الوطن شمسوي بي الله
|
|
|
|
|
|
ما نلقى مثل عراقنا عراق!!!
|
أرأيتم إنها رصاصات من العشق المدوي تخترق الوجدان بحرارة النهام وتفاعل الممول وآهة المزارع وحنين المفارق ووجد المحب فلا نملك نحن إلا لحظات الإصغاء والاستكانة وتمتمات الترديد الخجول المتأثر!!
|
وأخيراً نختم بموال مؤثر جداً هو (أمنا بغداد)
|
أيا حادي.. شحال أمنا بغداد
|
|
|
ونعود مثل الطير لانمل النخلة
|
وعيني صامدة بين السما وبين الوطبة
|
|
ولنا عودة مع هذه المواويل مرة أخرى إن شاء الله.
|
|