لا شك أن نجاح أي دائرة يكون بمستوى الخدمة التي يقدمها مرؤوسوها وموظفوها لا سيما إن كانت الجهة ذات طابع خدمي، ولا يتكلل النجاح إلا في وجود قائد قوي يعي معنى التطوير والارتقاء بمستوى الخدمة ويعطيها الاهتمام ويعمل على التوجيه المستمر والملاحظة والمتابعة حتى يعرف القصور ويعمل على إصلاحه وتفادي المشكلات.
وما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما شاهدته وعايشته في إحدى الدوائر الخدمية التي تقدم الخدمة للمواطنين والتي من المفترض أن تكون على مستوى عالٍ من التعامل لا سيما ونحن في عصر النهضة والتقدم والرقي، وكانت المأساة في مركز رعاية شؤون الخادمات بالرياض الذي يعاني من القصور الواضح في الإمكانات التقنية والكوادر البشرية المؤهلة، وما صدمني هو العمل الكلاسيكي البسيط والقديم والذي لا يتماشى مع ما وصل له العالم من تطور وكما هو معلوم فإن مركز رعاية شؤون الخادمات وضع ليعمل على استقبال الخادمات الهاربات أو المضربات عن العمل، وكذلك نقل الخادمات الذي لم يتمكن مكفولوهم من استقبالهم في المطار ولست أدري إذا ما كانت الخادمات الجدد يسألن بمن لديه ملاحظات ومشاكل، فتفاحة واحدة فاسدة كفيلة بإفساد صندوق من التفاح الجيد.
وتجربتي تتجسد في مراجعة للبحث لتقديم بلاغ عن هرب العاملة من المنزل ومتابعة وجودها ولك أن تتخيل شهر من المراجعات والإفادات بأن الخادمة غير موجودة بالمركز لتأتي الصدمة مرة أخرى بعد مراجعة سفارة جنسية الخادمة ويتم إفادتي بالرقم والتاريخ بأن العاملة قد سلمت قبل شهر لمركز شؤون الخادمات أي بعد هروبها بيومين؟
والغريب إصرار الموظفين على عدم وجودها رغم وجود ما يثبت ذلك!!!
فهل من المعقول أن لا يتم الاتصال ولا حتى البحث عن كفلاء الخادمات الموجودات داخل مركز الخادمات؟
وفي تقديري الشخصي بأن التقصير في مركز شؤون الخادمات يتجسد في عدم وجود الإمكانات التقنية والكوادر البشرية المؤهلة، فالعمل يسير بعشوائية وروتين جار عليه الزمن سواء في رمي الملفات للمراجعين ليقوموا هم بالبحث بأنفسهم وعدم وجود قائد يوجه ويحاسب المقصر وغيرها من السلبيات التي أتمنى بأن يقوم معالي وزير الشؤون الاجتماعية الفذ الأستاذ عبدالمحسن العكاس بزيارة مفاجئة للمركز للوقوف على آلية العمل هناك وتلمس احتياجات المواطنين لا سيما وأن معاليه قد عرف عنه التطوير وإدراكه لأهميته حتى يتحقق ما ينشده ملك الإصلاح خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في الحرص على راحة المواطنين وتلمس احتياجاتهم والعمل على إصلاحها وتقويمها.
Alnafeesa1@hotmail.com