قدم الدكتور جابر عصفور قراءة في الدواوين الأخيرة للشاعر محمود درويش أكد فيها أن المرأة، والقرين، والظل، والآخر، والشبح كلها تقنيات يتكئ عليها محمود درويش في الرؤيا الجديدة التي تضمنتها أحدث دواوينه نشرها في مجلة العربي.
وقال جابر عصفور: أولى التقنيات التي لفتت انتباهي هي ما يرتبط برمزية المرأة وهي رمزية قديمة تضرب جذورها في الميراث الإنساني الأسطوري والفولكلوري والإبداعي على السواء وهو ميراث ظل مصدر إلهام في بعض جوانبه لإبداعات حديثة من مثل ما كتبته لويس كارول عن (اليس عبر المرآة) أو ما ظل مصدر إلهام الكتاب الذين استغلوا العلاقة الرمزية بين المرأة والأشياخ أو المرايا السحرية التي نعبر منها إلى عوالم أخرى.
وأكد أن الشاعر محمود درويش يمضي في رؤياه الجديدة من حيث انتهى السابقون ماضياً في مسار خاص لا ينفل عن ثنائية الوعي الذي ينعكس على نفسه سواء في الفعل المعرفي للتأمل أو الكشف أو الرؤيا.
يقول محمود درويش:
وكلما شاهدت مرأة على قمر
رأيت الحب شيطانا
يحدق في:
أنا مازلت موجودا
ولكن لن تعود كما تركتك
لن تعود ولن أعود
فيكمل الايقاع دورته
ويشرق بي.
يقول د. جابر عصفور: الأسطر مراوغة في تجاوبات دوالها مع دلالات المرأة في الأساطير والخرافات الشعبية، خصوصاً في اقتران المرأة بالقمر بسبب طبيعتها الأنثوية.