Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/01/2008 G Issue 12889
مقـالات
السبت 04 محرم 1429   العدد  12889
يارا
عبد الله بن بخيت

شاهدت جزءاً من الحلقة الخاصة التي أفردتها قناة المحور لقضية المرأة السعودية التي تُحْتَجَزُ لدى السلطات المصرية على خلفية الحادث المروري الذي تسبب في وفاة رجل مصري وآخر أذربيجاني. ضمت جلسة البرنامج عائلة المتوفى ومحاميها ورجلاً لا أعرف صفته ولكن من الواضح أنه ينتصر بطريقة أو أخرى للعائلة المصرية.

أثناء الحوار ردد الدمرداش مقدم البرنامج أن القضية (مش سعودي مصري) ولا أعرف ما الذي يعنيه عندما يردد مثل هذا الكلام. لا أعتقد أن هذه هي أول حادثة مرور في القاهرة تتسبب في مقتل إنسان حتى تتحول إلى قضية رأي عام تتناولها الصحف المصرية بهذا الصخب. عند قراءة القضية لا تجد فيها ما يستحق أن يطرح على الرأي العام سوى أن أحد أطرافها امرأة سعودية. إذاً القضية هي سعودي مصري وليست كما أخذوا يرددون (عائلة فقدت عائلها) والدليل أن الطرف الآخر السعودي كان غائباً. سمح لمحامي وأم المرأة المحجوزة بأن يتكلما بالتلفون فقط يقاطعهم محامي العائلة المصرية بأقوال كشفت أخيراً عن طبيعة توجه الحلقة عندما قال: (يمنعون نسوانهم من السواقة في بلدهم ويأتون عندنا يقتلوننا) وما يؤكد هذا التوجه أيضاً تأخر القضاء في البت في القضية والابتزاز الذي تتعرض له عائلة الفتاة من قبل عائلة المتوفى مدعومة بالإعلام المصري الزاعق (طالع جريدة الحياة 9-1- 2008).

هذه ليست المرة الأولى التي ينفجر فيها الإعلام المصري في وجه السعودية. وليست المرة الأولى التي يسعى فيها هذا الإعلام تحويل قضايا معزولة إلى قضايا عامة تطال الشعب السعودي. مع الأسف تشكلت في العالم العربي في الأوساط الثقافية والإعلامية أيدلوجيا معادية للسعودية تعود نشأتها إلى أيام جمال عبدالناصر الذي كان يسيطر على الوعي العربي بغوغائيته. بقيت هذه الأيدلوجيا نشطة تتوارثها الأجيال لأسباب سعودية محضة.

لم يسعَ الإعلام السعودي ولم يبذل أي محاولة لتصحيح الصورة التي غرسها إعلام جمال عبدالناصر في أذهان العرب بل العكس هو الذي حدث. أسهم الإعلام السعودي في تكريس هذه الأيدلوجيا المعادية وغذاها بالمال والانتشار. عندما تهب مثل هذه الحملة لا يعمل الإعلام السعودي على مواجهتها بصلابة وقوة وحزم إنما يذعن لها وينفذ ما تنطوي عليه من ابتزاز. لا يقوم الإعلام الوطني المستثمر في الخارج بمقاطعة مَنْ قام بالحملة بل بالعكس فكل مَنْ قام بحملة معادية ضد المملكة هو الذي يكسب. بعد فترة يُدعَى إلى المنتديات السعودية والمهرجانات وتُسْنَدُ له المهام الإعلامية المهمة في المملكة ويُعطَى أهم البرامج يقدمها أو يعدها ويصبح عزيزاً حله وترحاله. أنور عكاشة كاتب السيناريو المصري أفضل مثال. لم أسمع مقابلة مع هذا الرجل أو حواراً إلا ويقحم المملكة فيه شتماً وتعريضاً ومع ذلك تزداد أعماله انتشاراً في قنوات السعودية. وقبل أن أنهي أحب أن أشير إلى أن المذيع الدمرداش الذي أسهم في الحملة المعادية على المملكة من خلال برنامجه هو في الأصل ثمرة القنوات السعودية المهاجرة. وأخيراً اسمحوا لي أن أكون أول المهنئين له بحصوله بعد عدة أشهر على عقد من إحدى القنوات السعودية لا يحلم به أطلق شارب إعلامي سعودي.

فاكس : 4702164


yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد