يقول أحد الحكماء: البخيل هو شخص ينتحر جوعاً، ليقتل ورثته بالتخمة، كنت أقرأ هذه الحكمة وأتعجب من عقلية البخيل فهو حقاً كذلك بل إنه كما قال أحد السلف: يعيش عيشة الفقراء ويحاسب حساب الأغنياء، والأعجب من ذلك أنه وبسبب البخل قد يدخل رجل النار في مال، ونفس المال يدخل به آخر الجنة، فالأول إنما يجمعه من أي طريق ويمنع زكاته ويقصر على أولاده، ثم يموت ويأتي الآخر من ورثته فينفقه في طرقه المشروعة فيكون سبباً لدخوله الجنة.
وكثيراً ما نسمع عن قصص أولئك البخلاء الذين يعيشون في مجتمعاتنا وقد ساموا أنفسهم بالجوع والنكد والرثاثة حتى إذا مات أحدهم فإنك تجد أبناءه وبناته يفرقون أمواله يمنة ويسرة، وقد فرحوا بموته واستبشروا به.
والبخل وإن كان بعض الناس لا يستطيع أن يتخلى عنه بالكلية إلا أن الذي يعزم على تطهير نفسه منه فإنه وإن لم يكن كريماً فإنه سيعتدل ولا شك، لأن الطبع بالطبع والعلم بالتعلم والحلم بالتحلم، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من البخل.
إشارة:
سئل أحد البخلاء عن أصعب المواقف عنده فقال: إذا سمعت طحن الأضراس على مائدتي.
*الرياض