الذي سأتحدث عنه هذا الأسبوع ليس منافسا لمحلات (أبو ريالين) الشهيرة بل أبو ريال هذا هو رجل أعرفه منذ سنوات طوال سميته بأبي ريال؛ لأنه ينفق كل يوم ريال في سبيل الله فقد قطع على نفسه عهداً وميثاقاً أن يتصدق بريال صباح كل يوم منذ أن كان طفلا وهو اليوم في الأربعينات من عمره، وأب لبنين وبنات وحالته المادية مستورة، الشاهد أن صاحبنا أبا ريال كان ذات يوم يسير بسيارته الصغيرة المكنوزة بزوجته وأبنائه وبناته بصورة نظامية في أحد الطرق السريعة ويتجاذب الحديث معهم وهو حديث بطبيعة الحال لا يخلو من الأمل الذي ربما يكون حقيقة في يوم (ما) وربما يكون كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، المهم أن أبا ريال وهو يقود سيارته تفاجأ بشاحنة كبيرة تقتحم مؤخرتها مما أدى إلى تطاير من فيها من الركاب يمنة ويسرة ومن بينهم طفلة ذات الأشهر الثلاثة!!، ويقول لي صاحبنا أبو ريال وهو يروي لي ذلكم الموقف: (عندما ارتطمت بالأرض قمت وأنا لا أفكر في نفسي بل أنادي أبنائي وبناتي وزوجتي الواحد تلو الآخر وإذ بهم يقفون أمامي والصغير بين يدي أمه لم يصب أحد منا بجرح فلا دماء ولا كسور إنما خوف وفزع سرعان مازال عنا!!)، عندها تذكر صاحبنا أبو ريال نعمة الله عليه وأن الصدقة تقي مصارع السوء وأنه بفضل الله ومنته وعظيم جوده هو وأهله في ظل ذلكم الريال اليومي الذي ينفقه في سبيل الله صباح كل يوم!!.