Al Jazirah NewsPaper Monday  21/01/2008 G Issue 12898
الأثنين 13 محرم 1429   العدد  12898
بين قولين
النعام
عبد الحفيظ الشمري

بات من الضروري أن نربي طيور النعام، مثلما نربي الدجاج، والحمام تماماً.. ليس لأننا سنسرف في تناول لحمها الذي يقال عنه أنه لذيذا ولا أن نتنعم بريشها الدافئ اللدن لنتباهى فيه بين خلق الله عربا وعجما، إنما لنتعلم منها - وعن قرب - حياة التخاذل وعدم المبالاة.

فالسبب الوحيد الذي نجده وجيها هو تماثل الحال بين البعض في مجتمعنا وبين النعام في التصرفات والممارسات على نحو هذا الإخفاق المتواصل في نقد خدمات بعض القطاعات التي لا نستحي أن ننعتها بالتردي، ونصفها بالسطحية المتناهية على نحو صمتنا عن جشع الكثير من التجار، ومن لف لفهم من مرابين ومنتفعين حينما يقررون رفع الأسعار بلا خوف أو خجل.

فالمطالبة بتربية النعام وتعزيز وجوده بيننا يتمثل في أن نطالع كيف تدفن رأسها في الرمل لحظة أن تجد ذاتها محاصرة بأي خطر قد يقترب منها، على نحو الممارسات الخرقاء التي لا تبين أي اعتراض أو مكاشفة لبعض القطاعات الخدمية التي لا تأبه أصلا بما قد يقال، بل إنها لا تحرك ساكنا، إنما تصدر صوت الشخير في إغفاءة كاملة عن نقد يدور حولها ولا سيما ماله علاقة بالصحة والغذاء وتكاليف المعيشة التي باتت في يد التاجر والمنتفع الجشع يقرر فيها ما يشاء ووفق هواه، فيرفع السعر دون الرجوع إلى أي جهة أو حتى الاحتكام إلى أي منطق عملي أو إنساني.

ففي مشايع تربية النعام يمكن لنا أن نزيد الناتج المحلي من عدم الاكتراث، وعدم المبالاة، وربما نعد لهذه الطيور سباقات ومضامير جري وقياس تحمل، بل ومهرجانات (مزاين النعام) لإطلاق نعامة تتمتع بالغباء الكامل!!

ولا مانع أيضا أن نتعلم منها المزيد من دروس التطنيش والخذلان، ابتدءا من إخفاء الرأس في الرمل، إلى أن نمتطيها لنهرب عن كل ما يواجهنا من لوم حقيقي ونقد صادق من منطلق حب الوطن والدفاع عن الذائقة وهموم الإنسان.







Hrbda2000@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد