Al Jazirah NewsPaper Monday  21/01/2008 G Issue 12898
الأثنين 13 محرم 1429   العدد  12898
مسك الختام «مفتاح» نورس الشعر وقلب فرسان النابض بالحب

إبراهيم مفتاح شخصية ثقافية تجبرك على الإنصات.. ابن فرسان الوفي وابن الوطن البار.. أبو عبدالله.. منح الثقافة كل حياته؛ فمنحته حب الناس.. لا طعم في زيارة جزيرة فرسان إذا لم تجلس في القصار أو جنابه بمعية (إبراهيم مفتاح).. سيرة حياة كلها عطاء.. إنه رمز من رموز ثقافة الوطن العربي. مسك الختام في ملتقى الشعر الثاني بأدبي جازان كان بشهادة شعرية للأستاذ إبراهيم مفتاح بإدارة الدكتور مجدي خواجي، والجميل في هذا المشهد لمسة الوفاء من الابن البار عبدالله مفتاح بإنتاج فيلم وثائقي عن مسيرة والده بقلم أحمد إبراهيم يوسف.

سيناريو الفيلم:

- ولد نورس الشعر والكلمة إبراهيم عبدالله عمر مفتاح في الثالث عشر من شهر ذي القعدة لعام ألف وثلاثمائة وثمانية وخمسين للهجرة، ألف وتسعمائة وأربعين للميلاد، في جزيرة فرسان بالمملكة العربية السعودية، ونشأ في أسرة بحرية مُحبّة للشعر.

- بقيَ شاعرنا بعيداً عن مُعاناة البحر في صغره؛ فأتيحت له فرصة الذهاب مع رفاقه إلى الكُتَّاب - الذي كان التعليم قائماً عليه في فرسان آنذاك -؛ ليتعلّم القراءة والكتابة وتلاوة قصار السور من القرآن الكريم حتى دخل التعليم النظامي إلى الجزيرة.

- كان مفتاح يتلقى في مراحله الأولى العلوم والآداب، وزامل في دراسته زملاء كثيرين كانوا عطر العمر وبهجة الحياة.

- ومثلما عاش شاعرنا في فرسان كانت له ذكرياته المحفورة في كل زاوية من زوايا معشوقته الخضراء (قرية القصار)، تلكَ القرية التي كان الفرسانيون يشدّون الرحال إليها في مواسم رياح الشمال وجني النخيل.

- أنهى إبراهيم مفتاح دراسته الابتدائية، وخلالها كان شغوفاً بالقراءة، ولا سيما الفنون والآداب والسِيَرِ والحكايات؛ لينتقل بعدها من فرسان مسقط رأسه إلى مدينة جازان ليكمل دراسته بمعهد المعلمين الابتدائي ويتخرََّج فيه.

- وخلال فترة دراسته في مدينة جازان اتسع أفق شاعرنا وبدأت ثقافته تتشكّل وتنمو؛ فتعرف على الكثير من النابغين من بني جيله، كما جالس عدداً من الروّاد كالشاعر الكبير محمد بن علي السنوسي والمؤرخ والأديب الأستاذ محمد بن أحمد عيسى العقيلي - رحمة الله عليهما -؛ فاستفاد من المسامرات الأدبية في تلك الفترة الزاهرة بكوكبة من المثقّفين.

- عَمِلَ الأستاذ إبراهيم مفتاح بعد تخرّجه عام ألف وثلاثمائة وواحد وثمانين مُدرِّسًا في مدرسة بيش الابتدائية، ثم المدرسة السعودية بجازان فمدرسة فرسان الابتدائية. وخلال تلك المدّة كان فارسنا يُقلّبُ أوراقه ويقطفُ منها ما لذَّ من فروع الشّعر والنثر؛ فجاءت قصائدُهُ مُنصهرةً بحبّ الأرض والوطن، ونثره مُتربِّعاً على منابر الإلقاء؛ فمارس دوراً ثقافيّاً رائداً عندما التحقَ بسكرتاريّة مجلّة الفيصل بمدينة الرياض، وهناك أبى العشقُ إلا أنْ يكون قاتلاً؛ فكاد يُودي بحياة شاعرنا كما قال الأستاذ علوي طه الصّافي عندما كان رفيقَ غربته؛ فعاد مفتاح من الرياض إلى فرسان واستقرّت حالته المرضيّة القاتلة بمجرّد وصوله إلى معشوقته القاتلة فرسان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد