Al Jazirah NewsPaper Monday  21/01/2008 G Issue 12898
الأثنين 13 محرم 1429   العدد  12898
ودعوا (سعودي) أحد عظماء العالم
صالح الحمادي

(وإن ضاقت الدنيا تذكرت سلطان) تذكرت هذا المقطع الجميل وأنا أجد الدعم والاهتمام من أمير الرياضة الأمير سلطان بن فهد لطبع كتابي عن مشاركات المنتخبات السعودية

في أربعة نهائيات كأس عالم لكرة القدم وتذكرت كل منجزاتنا ومنحت سامي الجابر بابا كاملا في هذا الكتاب لأنه يستحق ذلك وأكثر.

* تأخر اللاعب الفذ سامي الجابر في اتخاذ قرار الاعتزال الذي كان من المفترض إعلانه بعد مونديال كأس العالم 2006 بألمانيا ولكن الجابر تدارك الغلطة وتوقف في الوقت المناسب قبل احتراق أوراقه بقليل.

* كل الأقلام وكل النقاد وكل وسائل الإعلام ستكون حاضرة مساء اليوم لتبادل النجم السعودي الكبير تحية الوداع في ليلة تاريخية جمع فيها الجابر المجد بطرفيه.

* الجابر لاعب سعودي هلالي غير عادي فمشواره الرياضي يجعله يتسنم قمة النجومية السعودية والعربية والآسيوية، لأن كل المقاييس والألقاب نقول ذلك بدون مجاملة.

* فلاعب مثل الجابر حقق مع ناديه الهلال كل الألقاب السعودية والخليجية والعربية والآسيوية ومع منتخب بلاده كل الألقاب العربية والخليجية والآسيوية، إضافة إلى التأهل لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية ألا يستحق أن يكون هو صاحب الصولجان وحده ولا ينافسه على ذلك أحد؟

* ولاعب مثل الجابر يسجل في ثلاثة نهائيات كأس عالم ويعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن دخوله قائمة العظماء الذين سجلوا أهدافا في ثلاثة مونديالات كأس عالم ألا يستحق تسلم كرسي الأفضلية في أرشيف التاريخ والزمن.

* مشوار الجابر درس متاح لكل الأجيال المقبلة فقد بدأ مع الهلال في زحمة المواهب الفذة وعلى الرغم من هذا انتزع له موقعا في القائمة الزرقاء بجدارة وظهرت نجوميته في عز توهج خط هجوم المنتخب السعودي بوجود كوكبة من اللاعبين الكبار في مقدمتهم الهداف البارع ماجد عبد الله وعلى الرغم من هذا صبر وثابر حتى أصبح الرقم الصعب في المنتخب والنادي.

* والجابر في مشواره تعرض لنتوءات الزمان فتوشح الصبر أحيانا والدهاء والذكاء أحيانا أخرى فلمع في أوقات وخبا بريقه في أوقات، ولكنه اختتم مشواره بشكل دراماتيكي يحسد عليه.

* سيطوي الجابر الليلة أهم ورقة في تاريخه بحضرة نجوم مانشستر يونايتد وبحضور الرموز الرياضية وبحضور الجمهور الهلالي والسعودي وبحضور النخبة الإعلامية والأمواج الزرقاء التي ستداري على ربان المركب لتزفه نحو شواطئ المجد بكل عواطفها الجياشة.

* لا نعلم إلى أين يتجه الجابر بعد هذه الليلة الوداعية الساخنة على الرغم من برودة الجو غير المعهود في العاصمة السعودية الرياض، ولكننا نتمنى أن يتجه للعمل الإداري أكثر من الفني لأن أجادته اللغتين الإنجليزية والبرازيلية وثقافته وخبرته قد تقدم لنا كادرا إداريا مهما في الهلال أو الاتحاد السعودي لكرة القدم أو أي منصب آسيوي أو عربي فهو متمكن من أدواته القيادية بنفس روعته الكروية.

* أتمنى من نجوم الهلال أن يقدمون لنا سيمفونية هلالية كما عودونا بالفن والمهارة والأداء الراقي ولا يكررون ما حصل في اعتزال الثنيان أمام فالنسيا الإسباني من مخاشنات شوهت السمعة وشوهت الحفل.

* فريق مانشستر يونايتد يعتمدون على الفن والمهارة وجماليات كرة القدم وهذا الأسلوب يرتاح له لاعبو الهلال لذا ننتظر أداء كرويا جميلا.

* كنت وما زلت ضد حفلات الاعتزال التي تأخذ وقتا وجهدا على حساب الآخرين لكن الجابر اختصر المسافة ولم يكرر غلطة النجم الفذ ماجد عبد الله فتولى كل الترتيبات التي تخص الحفل دون إزعاج أو إحراج الجانب الهلالي المشغول بمنافسات الموسم وبأمور كثيرة تهم شريحة كبيرة لا يمكن إهمالها من أجل فرد حتى وإن كان بقامة الجابر.

* كل موضوع يتولاه الأمير عبد الله بن مساعد يتم بدقة وهدوء وبدون ضجيج وبالتزام واضح وصادق، فقد التزم مع شقيقه الأمير عبد الرحمن بن مساعد بإحضار فريق مانشستر يونايتد وتركوا بقية الأمور للجابر ومحبيه.

* اعتزل الجوهرة البرازيلي بيليه في حفل مبسط حيث خلع قميصه ووضعه على الكرة وغادر البساط الأخضر واحتفل الهولندي بيركامب بدعوة زملائه في فريق الأرسنال وزملائه القدامى في فريق أجاكس الذي أنطلق منه للمجد وأقيمت المباراة في نفس الأسبوع الذي قرر فيه الاعتزال بدون وعود أو تسويفات وقع فيها ماجد بقصد أو بدون قصد.

* أمين دابو أعلن اعتزاله بعد تحقيق الأهلي بطولة الخليج وخلال نفس الأسبوع أقيم حفل مثالي للغاية وعاد بعدها ليستجر شيئا من أمجاده ولكنه سقط.

* نجوم كثر عالميون ومحليون غادروا الساحة ولم ينتظروا ولم يستجدوا حفلات تكريم؛ لأن الاستجداء طريقة طرارة قديمة جداً.

* لو أقام ماجد عبد الله حفل اعتزاله بعد توقفه مباشرة لحقق نجاحا هائلا، ولو أقام الحفل نهاية الأسبوع الحالي وبدون ترتيبات لنجح الحفل لشعبية ماجد الجارفة وهذا يكفي، ولكن ماجد يريد حفلا مختلفا وأعتقد أن ذلك لن يتحقق.

* أرجو أن ينسى أو يتناسى الإعلام السعودي بكل أطيافه كل الألوان وأن يتذكروا في هذه الأمسية أننا نودع سعودياً من قائمة العظماء.

أبها - عسير


Alhammadi384@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد