Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/01/2008 G Issue 12900
الاربعاء 15 محرم 1429   العدد  12900
مستشارك الإداري
د. الرشيد: عزيزي المدير... عفواً لا تقع في مثل هذه الأخطاء

إن الفارق بين الناجح والفاشل هو فارق بين شخص يعدل أوضاعه ويصحح أخطاءه وشخص يصر على الاستمرار في ارتكاب الأخطاء عن جهل وتعند.

إن من يتطورون ويذهبون كل خطوة إلى الأمام تجدهم دائماً ما يتحدثون بأنهم كانوا يفعلون كذا وأصبحوا يفعلون كذا بينما الفاشلون يصرون على أنهم فعلوا الصحيح ولكن الظروف لم تخدمهم والأعداء تربصوا بهم.

بهذه العبارة بدأ الدكتور صالح الرشيد أستاذ إدراة الأعمال والتسويق بجامعة الملك فيصل محاضرته التي نظّمها مركز التدريب بغرفة الشرقية, مشيراً في بداية محاضرته إلى أننا لسنا مسئولين عن حدوث الخطأ أحياناً, فقد يكون النظام المؤسسي ذاته هو الذي يؤثّر سلباً على أداء المديرين والقادة ويدفعهم إلى الخطأ، ولكن يظل هناك فرق بين من يسلّم بالأنظمة الخاطئة ويدور في فلكها وبين من يقاوم ويسعى على الأقل إلى أن يؤدي المهام المطلوبة منه بشكل صحيح.

ودعا الرشيد المديرين إلى التعلم من أخطائهم، مشدداً على أن الناجح منهم هو من يعترف بالخطأ، بل يفخر بأنه مرَّ بتجارب فاشلة وأنه تعلَّم من هذه التجارب والأخطاء ونجح. وأوضح أن معظم الأخطاء مصدرها الأساسي قصور المعرفة، ولذا كلما زادت معرفة المدير قلت أخطاؤه. وكذلك يمكن أن يقع المدير بالخطأ بسبب اعتقادات خاطئة أو بسبب وجود أخطاء في أسلوب وطريقة تفكيره مثل أن يكون مصاباً بداء التعميم أو المبالغة أو التبسيط أو قد يكون ارتكاب الخطأ الإداري ناتجاً عن العادة والتعوّد على منهج في العمل قاصر. وبيّن أن التغذية العكسية هي سلاح المدير في تحقيق التصحيح السريع للأخطاء، فكلما كان لديه آلية واضحة في التعرَّف على نتائج قراراته وتوجهاته انخفضت تكلفة قراراته الخاطئة.

وركّز أستاذ إدارة الأعمال على أخطاء المدير لأخطارها الفادحة على المؤسسة أو الشركة أو الجهة التي يعمل بها أو على العاملين معه؛ موضحاً أن الخطأ الإداري هو سلوك يقع فيه المدير أثناء واجبه المهني، وهذا السلوك مرتبط إما بشخصية المدير واعتقاداته وقناعاته أو مرتبط بالمؤسسة نفسها وأنظمتها وقوانينها.

ومن بين الأخطاء التي تطرق إليها الدكتور الرشيد عدم إتقان مهارة التفويض، وقال إن المدير الناجح في التفويض هو من يترك وراءه عاملين أفضل مما لو كان موجوداً، أما المدير الفاشل فهو على العكس من ذلك. وأشار إلى أن معظم المديرين في الإدارات السعودية لا يعرفون سوى التحفيز السلبي (العقاب) والذي له نتائج خطيرة.

كما تحدث المحاضر عن خطأ التسويف والتردد في اتخاذ القرار، فالمدير الناجح هو الذي يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبشكل مناسب، مشيراً إلى أن الخوف من النتائج يدفع بعض المديرين إلى التردد في اتخاذ القرار.

ومن الأخطاء الاستسلام للضغوط، مبيّناً أنه أول سبب للوفاة والأمراض والاستقالات، وتكلّم باستفاضة عن مجموعة من الأخطاء مثل: إهمال الابتسامة في تعاملك مع الآخرين، وتوجيه النقد اللاذع للموظفين مما يحبطهم، وإعطاء الأوامر بشكل عسكري، وعدم الوفاء بالوعود التي يقطعها على نفسه، وتصيّد أخطاء موظفيه، وعدم تشجيع موظفيه على تطوير أنفسهم، إضافة إلى إهمال تطوير نفسه، وعدم مكافأة العمل المميز، وبث الفرقة بين الموظفين، والتقوقع في المكتب، والغرور الإداري، مشيراً إلى أن قائمة الأخطاء تطول، لكن الأهم أن يعود المدير نفسه دائماً على العمل بشكل صحيح، وأن يحدد الدروس المستفادة من الخطأ الذي ارتكبه ومردوده وتصحيحه والتعلم دائماً سواء من أخطائه أو أخطاء غيره.

وفي نهاية المحاضرة قدَّم المحاضر منهجاً عملياً لكيفية علاج الأخطاء ووضع خطة عمل للتخلص منها.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد