وكالة ليست بوكالة سيارات ولا غيرها من الوكالات التي تبيع للناس لكنها وكالة عمت مصائبها الكثير من الناس اتهم بسببها أبرياء، وألصقت بهم التهم وقيل فيهم ما ليس فيهم، أبطالها شرذمة من البشر لا يخافون الله في عباده، يقولون ما ليس لهم به علم ظلماً وعدواناً، سيماهم التخبط، وعدم المصداقية فيما يقولون، ونقل الأخبار الكاذبة، هل عرفتم هذه الوكالة الخطيرة ذات الشر المستطير؟ إنها وكالة (يقولون) التي دمرت الكثير وأوصلتهم إلى الهاوية، ولم يسلم من أهلها أحد، وكم من شخص ذاق مرارة الألم من هؤلاء الذين ظلموا وصالوا وجالوا وخاطوا وفصلوا وقالوا ما وافق أهواءهم ونقل لهم من أقرانهم الذين سولوا لهم وأملوا لهم من غير تأكد ولا دليل ولا برهان، وإذا سألت أحدهم هل ما قلت صحيح؟ يقول: لا أدري لكن سمعت ذلك من فلان وفلان مع زيادة في القول منه، أقوال تواترت لكنها ضعيفة وليس فيها من الحقيقة إلا القليل إن لم تكن كلها كذب وافتراء، وقول بدون تثبت، ولو تأملنا في قول الباري جل وعلا الذي أمرنا بالتثبت عند سماع الأخبار من فلان وفلان من الناس حتى لا نظلم الآخرين ومن ثم نندم وقد لا ينفعنا ندمنا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}لوجدنا عظم ذنب من ينقل الأخبار بدون تثبت، كيف لا والله سماه فاسقاً، ومما يزيد نفوذ وتطور هذه الوكالة السيئة بأهلها أننا نعينهم على تثبيت ما جاؤوا به عبر وكالتهم بالسماع وعدم الردع لهم بل إن البعض ينقل ما جاؤوا به ويزيد عليه حتى يبلغ الأمر مبلغه، والحل ردع هؤلاء ورد كيدهم وما ينقلون من أخبار أساءت للكثير، وأن نضع أيدينا مع بعض وندحرهم بنصحهم، وطلب التأكد من نقل الكلام، وترك الخلق وشأنهم، وعدم الإنصات لهم وفي هذا خير لنا ولهم ولإخواننا المتضررين من نقلهم وما يبثون من أخبار ضررها كبير على الفرد والمجتمع، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ومن نصرة إخواننا الذين يتصفون بهذه الصفة الذميمة الممقوتة أن نردهم عن ظلم الناس بالافتراء عليهم والقول عنهم بما ليس فيهم وفي ذلك الخير العظيم، فهيا لنتعاون جميعاً من أجل أن نقضي على هذه الظاهرة السيئة، بمحاربة أهلها، وردهم عن نقل الكلام بدون تثبت واستبدال شعار (يقولون) بالتثبت من كل ما يقال من فلان وفلان من الناس، والله الهادي إلى سواء الصراط، والموفق لكل خير.
