Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/01/2008 G Issue 12904
الأحد 19 محرم 1429   العدد  12904
(أسرة التويجري) في كتاب

في الآونة الأخيرة كثرت الكتابة عن بعض الأسر والتي غالباً يغلب عليها الجوانب العاطفية والعصبية لأنها لا تستند إلى معطيات محسوسة عاشها المجتمع مع هذه الأسرة، كذلك المنهج العلمي في طريقة التأليف شبه معدوم ويعتمد على السرد والحشو الذي ليس له واقع في الحياة باعتبار أن الأسرة هي من مكونات المجتمع ومرتبطة به.

ومن الأمور المؤسفة التي تطفو على الساحة في مجتمعنا العربي ومرتبطة بحركة التأليف والتي يخونها ضميرها استعداداها أن تكتب لك كل شيء.. المهم أنك تدفع لها مبلغاً معيناً من المال.. وهذا يسري في بعض الكتابات الاجتماعية والأكاديمية التي أصبحت ظاهرة في مجتمعاتنا العربية، ولكن وجود هذه الظاهرة لا يمنع من وجود كتَّاب مبدعين ينهجون نهجاً علمياً في كتاباتهم وأطروحاتهم حتى في الكتابات التي تفسر عند القارئ أن لها خصوصية ولا تعنيه بشكل مباشر، مثل كتابنا هذا الذي أعرِّف به في هذه المقالة والذي يعتبر من الكتب النادرة التي تضمنت منهجية علمية متوازنة بذل فيها مؤلفه جهداً مضاعفاً استند على وثائق تنشر لأول مرة تم الحصول على البعض منها من مراكز علمية مهتمة بالتوثيق في الوطن العربي.

وموضوعات هذا الكتاب لم تكن بعيدة عن شرائح المجتمع، حيث تضمنت بعض المواقف والمشاهد التي يشهد لها المجتمع بعراقة وأصالة هذه الأسرة وخدمتها لموروثها الاجتماعي.

كذلك مواضيع هذا الكتاب لها علاقة بمنظومة المعرفة الأخرى لأن الكتاب إذا كان جامداً في طرحه قد لا يساعد القارئ على قراءته والاستمتاع بمادته بينما هذا الكتاب لامس هذه المنظومة أدبياً واجتماعياً وعرفاً وتقاليد، وهذا الكتاب الذي نحتاجه عند تأليف مثل هذا الكتاب الذي يعتبر إضافة جديدة يقدم إلى المكتبة العربية وخصوصاً في طبعته الثانية التي زخرت بمواضيع مفيدة ومعلومات قيمة أتت معانقة لما أورده مؤلفه من كلمات جميلة عندما أورد كلاماً للقاضي الفاضل البيساني - رحمه الله- المتوفى سنة 596هـ: (إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر وهو دليل استيلاء النقص على جملة البشر).. وقد اشتملت فصول هذا الكتاب على:

الفصل الأول: وفيه مبحثان؛ المبحث الأول في نسب أسرة التويجري، والمبحث الثاني في فروع أسرة التويجري.

أما الفصل الثاني: ففيه ثلاثة مباحث، المبحث الأول ذكر تاريخ أسرة التويجري في كتب التاريخ، والمبحث الثاني ذكر تاريخ أسرة التويجري في ضوء الروايات الشفهية وربطها بالمصادر التاريخية، والمبحث الثالث قصص ومواقف وأخبار تاريخية لبعض أفراد أسرة التويجري.

أما الفصل الثالث: ففيه مبحثان، المبحث الأول في تراجم وسير رجالات أسرة التويجري في كتب التراجم والسير، والمبحث الثاني في تراجم وسير رجالات أسرة التويجري في ضوء الروايات الشفهية.

أما الفصل الرابع: فيحتوي على مبحثين، الأول صور من الحياة الاجتماعية لدى أسرة التويجري، والمبحث الثاني نداء صادق.. وختم الكتاب بملحق مهم للوثائق..

جزى الله المؤلف خير الجزاء على ما قام به من جهود تُذكر فتُشكر له.

والله الموفق..

منصور إبراهيم الدخيل



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد