النقد يقوم على الجزئية وله مدارسه المتعددة وقواعده الثابتة.. وله نظرياته المتجددة التي يعرفها الناقد الواعي المتخصص.. أما الجاهل فهو يطلق الكلام على عواهنه ويتحدث في العموميات ولا يفرق بين النقد المنهجي والرأي الانطباعي.. وأعجب ما مر علي بل أغربه ما تحدث به أحد الجهلة عندما قال: (ليس بعد غزل ابن سبيل غزل ولا بعد مدح الخلاوي لا بن عريعر مديح). وقد فات عليه أن في الشعر الفصيح من الغزل ما يستحق أن يكتب بماء الذهب وكذلك من شعر المديح، ولم أقرأ لناقد مثل هذا الرأي منذ عرفت الشعر الفصيح، وحتى في شعرنا الشعبي هناك نقد عند القدماء لكنه لم يصل إلى درجة التعميم.
الخلاصة أن التعميم ليس نقداً بل هو كلام عاطفي ينم عن جهل المتكلم فيه وما أكثر الجهلة في زماننا حتى بين من يمثلون لجان التحكيم في مسابقات الشعر التي جاءت لتضيف هماً آخر بدلاً من أن تكون متنفساً حقيقياً للشاعر والناقد.
متابع