كتاب آخر لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود. يهدف المؤلف من خلاله إلى تأكيد أن في تراثنا الإسلامي والعربي معينا يعد مصدراً مشرقاً للمراسم ويشير لملاحظته على ما ينشر من المطبوعات من حديث عن موضوع التشريفات بطابع تطبق فيه الثقافة الغربية الأمر الذي يشكل أزمة هوية في تقليد وتبني ما يصلنا من مظاهر الحياة مبيناً أن تقليد الغرب فيما فيه نفع للمسلمين ولحياتهم من صناعات وعلوم نافعة أمر مطلوب لكن التقليد الأعمى الذي يهدف إلى المظهرية فقط أمر مرفوض لما يسببه من آثار سلبية.
من هنا وجد المؤلف أن من واجبه أن ينبه لهذا التقليد والانسلاخ من الأصالة مؤكداً أن الإنسانية اشتقت قواعد المراسم والتشريفات منذ البذرة الأولى في الدولة النبوية وامتدت على خارطة التاريخ شاملة كل مراحله قبل أن تعرف الدبلوماسية الحديثة والتشريفات فالمسلمون هم الذين رسموا طريق الكرامة وبالتالي فهم جديرون بأن يعيدوا للتاريخ الإنساني اعتباره فمهما بلغ تطور الآخرين في تعاملاتهم فسنجد كثيراً من تلك الأخلاق في النظام الإسلامي. وبثقة يتحدى المؤلف أن يكون هناك منهج حياة قام بتوضيح تلك الآداب كما جاء في الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويشير إلى أن هذا الإرث الحضاري لم يجد من يسلط الضوء عليه ويبرزه بطريقة مبسطة تخدمه، متمنياً من أبناء الإسلام أن يظهروا هذه الكنوز للأجيال التي هجرت الكتاب.
وفي دعوة خاصة يشدد المؤلف على كل من حباه الله الخصال الحميدة أن يعيد الفضل أولاً لله سبحانه وتعالى لا إلى والد أو والدة.
الكتاب في مئتين وثلاث وخمسين صفحة تقاسمتها ثمانية فصول في حديث مثير عن أسس الدبلوماسية في الإسلام والمراسم والسفارات في الإسلام وأدوات الدبلوماسية فيه وبعدها حديث عن البروتوكول وآداب السلوك في الغرب ويستمر في فصول لينتهي بالحديث عن الإسلام والغرب في تقديم المرأة وآداب الإسلام في السلوك الدبلوماسي.
