كتاب آخر لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود.

ينطلق الكتاب من مبدأ جوهري في قول الله جل شأنه: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }وقوله سبحانه: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}. فنعم الله سبحانه كثيرة وأجلها الإسلام.

ويؤكد أن النعم من الله سبحانه ولذا فيجب على العبد أن يحرص على دوام هذه النعم وهذا لا يكون إلا بنعمة أخرى هي نعمة الشكر كما قال جل وعلا {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} ولأن منزلة الشكر من أعلى المنازل فقد حرص المؤلف على الحديث عنها فالشكر دليل على استقامة المقاييس وهو الجزاء الطبيعي لكل خير يقوم ولذا فقد أحب المؤلف الحديث من هذا الموضوع فالنفس التي تشكر الله علا شأنه تراقبه في التصرف بنعمه، مؤكداً أن الشكر لا يكون بالقول فقط بل لابد أن يصاحبه عمل صالح يكون دليلاً على الشكر ثم إن البعض يشكر بلسانه ويستعين بنعم الله سبحانه في عصيانه، من هنا حاول المؤلف تصحيح المفهوم الخاطئ عند بعض الناس موجهاً دعوة صادقة إلى القيام بشكر الله سبحانه على نعمه شكراً صادقاً يجمع القول بالعمل.

ينطلق الكتاب من تعريف الشكر مروراً بكونه نصف الإيمان وأنه صفة أهل الجنة وباستعراض لأنواع الشكر لينتهي بتساؤل يجسد الهدف محصور في جملة واحدة وهي (وماذا بعد؟) فبعد ذلك العرض المفصل ينبغي علينا أن نشكر الله جل شأنه شكراً عملياً وطاعة لا تصحبها معصية وذكراً مستمراً لله سبحانه، ويختتم الكتاب باستغفار الله سبحانه وتعالى.

الكتاب في مائة وثمان وثمانين صفحة توزعت على مباحث عدة تلتقي كلها حول الشكر الذي هو سر دوام النعم.